عضو مجلس النواب المصري يوسف القعيد،

أكد عضو مجلس النواب المصري، والروائي يوسف القعيد، أنه لا يعول على القمة العربية، أي موقف جديد تجاه الأوضاع الراهنة في المنطقة، بقوله "أولًا في البداية نود أن نوجّه الشكر إلى القيادة الأردنية على الجهد الضخم المبذول من أجل الإعداد لهذه القمة، وسعيها طوال الفترة الأخيرة إلى تنقية الأجواء بين عدد من الدول العربية المتخاصمة والمتصارعة، من أجل ضمان مشاركة أكبر عدد من الدول العربية، لكن الشارع العربي لا يعول كثيرًا على قمة البحر الميت، كما لم يعّول على أي قمة عُقدت من قبل أو أي قمة ستعقد مستقبلًا، بل لا أبالغ إذ قولت أن المواطن العربي لا يعرف عنها أي شيء، ولا يمكن لأحد أن يستطيع أن يلومهم في ذلك".

وأضاف القعيد في تصريحات خاصة إلى "مصر اليوم"، قائلًا "المواطن العربي وُلد وعاش ومات، من دون أن يرى أي موقف حاسم من القادة العرب خلال القمم السابقة، فما يصدر عن القادة العرب عقب كل قمة من قرارات وتوصيات، أصبحت بمثابة مواد ونصوص مُكررة، لا جديد فيها، وستستمر الأوضاع في سورية كما هي، وستستمر الخلافات بين الدول العربية كما هي، وستزداد إيران المطامع الغربية تجاه منطقتنا باقية، فالولا خلافتنا لما كانت لهذه المطامع مكان بيننا".

وتابع "بالعودة إلى تاريخ إنشاء الجامعة العربية عام 1945، وإلى تاريخ إنشاء الاتحاد الأوروبي عام 1957، نجد أن الجامعة العربية أسبق منه بـ 10 أعوام، وكان الهدف الذي أُسست من أجله تحقيق الوحدة الشاملة، وإنشاء سوق عربية مشتركة، وإقرار اتفاقية للدفاع المشترك، وهي نفس الأهداف الذي أٌسس من أجله الاتحاد الأوروبي، والتي نجح في تحقيقها، إضافة إلى العملة الموحدة ووضع السياسة الخارجية والأمنية الموحدة، ونجح في ضم أكثر من 27 دولة أوروبية وفي طريقه إلى استقطاب باقي دول القارة فيما عدا روسيا الاتحادية". وتسأل القعيد، ماذا قدّمت الجامعة العربية إلى الدول العربية وشعوبها بعد نصف قرن من إنشائها، سوى مزيد من الخلافات والصراعات، وأصبح هدفها الرئيسي هي معاقبة بعضها البعض، مستنكرًا عدم دعوة سورية للمشاركة في اجتماعات القمة العربية، على الرغم أن الملف الروسي، إحدى الملفات المطروحة على طاولة الاجتماعات.

وردًا على سؤال بشأن إيهما أكثر خطرًا على العرب إيران أم إسرائيل، شدّد البرلماني المصري يوسف القعيد، أن أكثر خطرًا على العرب هو الانقسام العربي، وصراعاته الداخلية، قائلًا "يُصاب الإنسان بالأمراض التي تُهاجم جسمه، عندما يضعف جهازه المناعي، فإذا كان قوي وسليم، لن يؤثر عليه أي شيء وسيصمد أمام أي مرض، وكذلك نفس الحال بالنسبة للجسد العربي مُصاب بالعديد من الفيروسات، التي استوطنت جسده منذ عقود، وازدادت شرورها خلال الأعوام الأخيرة، ومن أشد هذه الفيروسات خطورةً، هو فيروس الانقسام العربي، فبعد أن كان قضيتنا الأم هي القضية الفلسطينية، وصراعنا الرئيسي، هو الصراع العربي الإسرائيلي، أصبحنا خلال الوقت الراهن أمام الأزمة السورية، والأوضاع الليبية، ومستقبل اليمن، والجماعات المتطرفة في العراق.

ونجحت إسرائيل في أن تشغلنا تمامًا عن قضيتنا الرئيسية، فالوطن العربي في حاجة حقيقية إلى تشخيص أمراضه، كالمرض والجهل والفقر، والوقوف على أسبابها، حتى يتمكن من علاجها جيدًا، فعندما يسترد الوطن العربي صحته وعافيته، لن يتوقف أمام أي خطر سوى الإيراني أو الإسرائيلي، وخير مثال على ذلك عندما كان الجسد العربي على قلب رجل واحد، ولم يُصب بعد بأي مرض أو فيروس خلال عام 1973، وجاء الانتصار المصري العظيم على إسرائيل، ومن هنا أدركت إسرائيل، أن انشغال العرب في انقساماتهم وصراعاتهم الداخلية مفتاحها، للتمدد والسيطرة وتحقيق مطامعها.

وردًا على سؤال بشأن رأيه في أداء الرئيس عبدالفتاح السيسي، عبّر البرلماني يوسف القعيد عن رضائه التام، عن أداء الرئيس السيسي، قائلًا "الرئيس عبدالفتاح السيسي، يخوض حروبًا شرسة في أكثر من جبهة، داخليًا وخارجيًا، وتولى زمام حكم البلاد في ظروف استثنائية، لم تشهدها مصر من قبل طوال عهدها، جماعة متطرفة، كجماعة الإخوان في الداخل، وأجهزة مخابرات إقليمية ودولية، تحالفوا جميعًا مع الشيطان من أجل الانقضاض على بلاده، بعد أن تمكنوا من القضاء على أربعة من كبار دول المنطقة، العراق وسورية واليمن وليبيا، وسعوا جاهدين إلى تحقيق مبتغاهم الرئيسي، وهو الانقضاض على مصر، التي صارت الملاذ الأول والأخير، لدول المنطقة وشعوبها، وأصبح جيشها، بمثابة خط الدفاع الأول عن مصر والمنطقة، تجاه ما يُحاك لها من أطماع ومخططات، هذا على الصعيد السياسي، ضف عليه، ما يواجه في سيناء، تلك القطعة الغالية على مصر، من جماعات متطرفة، تتخذ من الإسلام، ستارًا لها، والإسلام منها برئ، نجح بفضل رجال الجيش والشرطة في القضاء على عناصرها، اقتصاديًا".

وواصل القعيد حديثه قائلًا "الوقت الذي يخوض فيه الرجل حرب شرسة في مواجهة قوى الشر والتطرف، لم ينس حق بلده وشعبه عليه، خاض حربًا من نوع خاص، تقوم على شقين، الشق الأول، وزرع الأمل في نفوس المصريين، من خلال عودة المشروعات القومية العملاقة، فكان مشروع قناة السويس الجديد، ومشروع استزراع المليون ونصف فدان، ونجح في القضاء على العشوائيات التي ابتلت بها مصر بفضل السياسات الفاشلة للرئيس الأسبق حسني مبارك، وهي مشروعات بطبيعتها سننجي ثمارها الأجيال المقبلة، ضف إلى ذلك حربه الشرسة في مواجهة أباطرة الفساد، وإصلاح ما أفسده الآخرين، فجاءت القرارات الاقتصادية، أعلم تمامًا أن هناك حالة عدم رضاء لدى قطاع من المواطنين، لكن علينا التحمل والصبر، حتى نخرج من هذه الأزمة، والتي ستنفرج قريبًا".