القاهرة - أحمد عبدالله
هاجم رئيس لجنة التضامن الاجتماعي، عبد الهادي القصبي، التلويح بقطع المعونات الاقتصادية المُقدمة إلى مصر وتقليصها، بدعوى مناقشة القانون الذي أصدرته لجنته حول "الجمعيات الأهلية"، معتبرا أن الآخرين لديهم تلك النية لمعاقبة مصر سواء بوجود القانون أو من غيره، وأن تلك النغمة يتم مضايقة البلاد بها منذ عهد الرئيس جمال عبد الناصر.
وتابع القصبي خلال مقابلة مع "مصر اليوم" أنه آن الأوان للمصريين أن يتخلصوا من تلك الروح، وأن ندرك قبل كل شيء أنه لا وجود لمعونات دون أن يتم الحصول في مقابلها على امتيازات توفي بها مصر، وأن جزء من رد الجميل يتمثل في ميزات نسبية تحصل عليها الدول عند دفع أموال العبور من قناة السويس على سبيل المثال، وعدة تسهيلات أخري يجب معها احترام العلاقة مع مصر أكثر من ذلك، مشددًا على ضرورة أن تتكاتف الجهات الحكومية والتنفيذية لإنجاح مشاريع التجارة والزراعة، وزيادة معدلات الإنتاج بما يجنبنا شيئا فشيء الاعتماد على المعونات والمساعدات الخارجية، مشيرا إلى أنه لا يؤيد إجراء تعديلات وزارية موسعة خلال الفترة الحالية، قائلا : "على الجميع أن يدرك أن جميع المؤسسات ترضخ تحت ظروف غاية في الصعوبة والدقة والحساسية، وأنه لا يجب أن نقسو بهذا الشكل عند توجيه النقد واللوم على المسؤولين".
وبشأن المطالبات بإجراء تغيير وزاري أو تعديل خلال الفترة الحالية، أكد أنه لا يؤيد التغييرات المتواترة، وأنه في كثير من الأحيان لا تكون المشكلة في الوجوه الوزارية التي يتم تغييرها، وإنما في السياسات والرغبة والإرادة في تفعيل القرارات، وأنه أحيانا نزعة التغيير تطال كفاءات لا يمكن تعويضها بعد ذلك، مشيرا إلى أنه يستشعر الضغط الذي يعاني منه المصريين، ولكن لا يكون الحل دائما في اللجوء إلى إجراء تعديل للحقائب الوزارية، كما تحدث عن ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي ومقترحات مد فترته الرئاسية في الدستور، حيث أوضح أن الدساتير والقوانين عرضة طوال الوقت للتغيير، وأنه مع الوضع في الاعتبار أن مصلحة المواطن بشكل أساسي يجب أن تكون هي المحرك الوحيد لأي تغيير نرتقب، إلا أن الدستور ليس" قرآنا أو إنجيلا"، وأنه على المستوي الشخصي يري أن زيادة مدة الرئيس أو مرات عدد ولايته في الحكم تحتاج إلى مزيد من "البحث والدراسة" المتأنية.
وتابع القصبي أنه على المستوي الشخصي يدعم وبقوة الرئيس السيسي للترشح، خاصة أن هناك الكثير من الكواليس التي لم يتم الكشف عنها في الضغط على السيسي لتولي الحكم خلال 30 يونيو/حزيران، معتبرًا أن الكثير من الشخصيات والجهات الوطنية استغرق معها الأمر لأيام طويلة من أجل إقناع السيسي للترشح، وقال أن مصر كانت على وشك الإفلاس، إن لم يكن أفلست فعليا وبكل معايير الاقتصاد، وقبل السيسي أن يتحمل تلك المهمة وألتقط هو كرة النار التي رفضها الكثيرين.
وفي نفس السياق، توقّع القصبي عدم ترشح الفريق أحمد شفيق في الانتخابات المقبلة، موضحًا أن الطرق الصوفية – وهو رئيس المجس الأعلى للطرق الصوفية- دعمت في السابق الفريق أحمد شفيق وعمرو موسي عقب ثورة يناير/كانون الثاني، وأنه رغم ذلك يجب على شفيق وهو قيادة وطنية، أن يتراجع الآن لصالح السيسي، مثلما كان تقدمه في وقت سابق مطلوب، كما أشار إلى تقييمه لدور مجلس النواب الحالي، لافتًا إلى أن التاريخ سيذكر تحمل المجلس الحالي مسؤوليات لا نظير لها سابقا، وأعباء ومهمات لكان يرفضها أي مجلس تشريعي آخر، مضيفًا أن قانون الجمعيات الأهلية "تاريخي" وسينصفه الناس فيما بعد، وأن قوانين أخري لها طابع "عالمي" أصدرتها اللجنة كقانون ذوي الإعاقة الذي أزال العديد من المشكلات عن شريحة من المصريين، وقانون تعويض أسر الشهداء والمصابين، وان القوانين التي سيتم تمريرها خلال دور الانعقاد المقبل ستخص الأسرة المصرية وأحوال السكان.