القاهرة - محمود حساني
كشف عضو مجلس النواب المصري، وعضو لجنة الدفاع والأمن القومي النيابية، اللواء تامر الشهاوي، أن مصر قدّمت إلى العالم نموذجًا فريدًا في حربها ضد التطرف، وأعلنت صراحةً أنها لن تقبل بوجود تطرف على أراضيها يُهدد أمنها وأمن مواطنيها، وأول من حذّرت العالم منذ ثلاثة أعوام من مخاطر التطرف وشروره، وطالبت بالوقوف معها وبجوارها في تلك الحرب التي تخوضها نيابةً عن العالم، وعندما لم يقدم لها أحد يد العّون، قررّت أن تخوض هذه الحرب بمفردها، اعتمادًا على إمكانياتها وقدراتها، وتكاتف الشعب المصري خلفها، وهي حرب ليست بجديد عنها، إذ سبق أن خاضتها في فترة التسعينات، خلال عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، الذي دعا في وقتها إلى مؤتمر عالمي لمجابهة التطرف.
وأضاف الشهاوي، في تصريحات خاصة إلى "مصر اليوم"، أن فترة عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، واحدة من أسوء الفترات التي شهدتها مصر على مّر تاريخها، وجعل هو وجماعة الإخوان المحظورة، من مصر، قبلةّ للعناصر المتطرفة، التي اتخذت من سيناء، مكانًا لها، والآن بعد ثلاثة أعوام من حربها في مواجهة التطرف، حققت خطوات مهمة في هذا الملف، ونتائج كبيرة، وتم القضاء على 98 % من العناصر المتطرفة، ولم يبق سوى بقايا، وأصبح إعلان سيناء، منطقة خالية تمامًا من العناصر المتطرفة، بات قريبًا جدًا في أقل تقديرات خلال الشهور الثلاثة المقبلة.
وأكد عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان المصري، والذي سبق وأن شغل منصب نائب رئيس جهاز المخابرات الحربية المصري، خلال واحدة من الفترات المهمة في تاريخ مصر عام 2011، خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وإعلان الكلية الحربية عن فتح باب التقديم للكليات العسكرية، أن جماعة الإخوان وعلى رأسها الرئيس الأسبق محمد مرسي، ومكتب الإرشاد، مارسوا ضغوطًا كبيرة على وزير الدفاع آنذاك الفريق أول عبدالفتاح السيسي، في سبيل قبول عناصرها ضمن المقبولين في الكليات العسكرية، إلا أنه رفض جميع هذه المحاولات والضغوطات، وأن هناك مجموعة من المعايير والاشتراطات التي ينبغي توافرها في المقبولين في الكلية الحربية، أولها ألا يكون لديه انتماءً دينيًا أو نشاطًا سياسيًا، وأن يكون ولائه الأول والأخير لبلده، لذا تم رفض أبناء عشرات القيادات من جماعة الإخوان، من بينهم أعضاء بارزين في مكتب الإرشاد، وهو ما كان سببًا في صدام بين مؤسسة الرئاسة التي كان تشغلها جماعة الإخوان وممثلها في الحكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، وبين وزارة الدفاع وعلى رأسها الفريق عبدالفتاح السيسي.
وردًا على سؤال بشأن مستقبل المنطقة خلال عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أوضح الشهاوي، أن هناك مجموعة من الخطط المُعدة سابقًا من جانب المؤسسات الأميركية، من يصل إلى البيت الأبيض مُلزم بتنفيذها ، أي كان شخصه، من الحزب الجمهوري أو الديمقراطي، لذا من ضمن هذه السياسات، مخطط الشرق الأوسط الجديد، وإشعال الأوضاع في المنطقة، فلن يتراجع عنه الرئيس الأميركي ترامب.
وشبّه الشهاوي، الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ"نيرون العصر الحديث"، الذي سينفذ جميع المخططات الأميركية في المنطقة، بما فيها قرار نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، ولكنه في انتظار الوقت المناسب، ولن تتغير سياسة الإدارة الأميركية نحو إيران، في ظل ما نراه من تهديدات، كاشفًا عن وجود علاقات واتصالات سرية بين أميركا وإيران.
وبيّن الشهاوي أن مقترح القوة العسكرية العربية المشتركة سبق وأعلنته مصر في عام 2014، في ظل التحديات التي تشهدها المنطقة العربية منذ عام 2011، والمخططات التي تُحاك لها، وسبق وأن اجتمع رؤساء أركان قادة القوات المسلحة، ألا أنه في نهاية الأمر بعض الدول لم تسعى إلى تفعيل هذا المقترح، وكانت تود أن تحارب القوات المسلحة المصرية نيابةً عنها بالوكالة، وهو ما رفضته القيادة العامة للجيش، رافضًا الإفصاح عن هوية هذه الدول.
وعن اللقاءات التي تعقدها المخابرات العامة مع مختلف الفصائل الفلسطينية، أشار الشهاوي إلى أن هذه اللقاءات تأتي في إطار مساعي إعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، للتحقيق المصالحة الفلسطينية الشاملة، مؤكدًا أن الوحيد الذي فاز من الصراع الدائر الآن بين الفصائل الفلسطينية المختلفة، هي إسرائيل التي نجحت في خلق قضية جديدة بعيدة عن القضية الفلسطينية، وهي الأزمة بين حركة فتح وحماس.
وأشاد الشهاوي، بالغارات الموجعة التي يوجهها رجال هيئة الرقابة الإدارية إلى الفساد الذي استشرى داخل الجهاز الإداري للدولة، والتي كشفت عن إهدار ملايين الجنيهات، مؤكدًا أن الرئيس السيسي حريص كل الحرص على محاربة الفساد واقتلاعه من جذوره.
وتتطرق الشهاوي إلى التعديل الوزاري المُرتقب، مؤكدًا أن التعديل سيشمل من 4 إلى 5 وزراء، معبرًا عن عدم رضائه عن أداء الحكومة، مطالبًا بتبني سياسات جديدة خلاف القديمة، وسياسات أخرى لمواجهة الترهل الإداري في مؤسسات الدولة.