القاهرة ـ أكرم علي
كشف نائب وزير الخارجية المصري السفير حمدي سند لوزا، أن علاقات مصر بالدول الأفريقية لا تتوقف عن المصالح المشتركة وملف مياه النيل، بل تمتد لما هو أبعد من ذلك، مشيرًا إلى أن القاهرة تقدم دعمًا متعدد الأوجه لدول البحيرات العظمى، ومن بينه مساهمة مصر في عمليات حفظ السلام في بعض الدول مثل أفريقيا الوسطى والكونغو.
وأوضح السفير لوزا في تصريحات خاصة إلى "مصر اليوم"، قائلًا "أننا عندما نتحدث عن نهر النيل لا يمكن أن ننسى منطقة البحيرات العظمى ومنابع النيل، وأن مصر حرصت منذ منتصف القرن العشرين على إقامة علاقات وثيقة مع دول هذه المنطقة، وتقديم كافة فرص الدعم لها".
وفيما يخص الدعم المخصص لدول البحيرات العظمى، قال نائب وزير الخارجية إن مصر تدعم دول تلك المنطقة ومن بينها مساهمة مصر في عمليات حفظ السلام في هذه الدول، ومنها أفريقيا الوسطى والكونغو، بخلاف الدور الذي يقوم به مركز القاهرة الإقليمي للتدريب على تسوية المنازعات والذي يعقد عددًا كبيرًا من الاجتماعات والدورات والندوات، التي تهدف إلى دعم قدرات الدول الأفريقية على مواجهة النزاعات الإقليمية، ومواجهة انتشار الإرهاب في دول أفريقيا بصفة عامة ودول البحيرات العظمى بصفة خاصة.
وعن دور مصر في محاولة حل النزاعات في القارة الأفريقية، أكد السفير حمدي لوزا، أن جهود مصر لتسوية المنازعات في القارة الأفريقية مكثفة ومتواصلة وأمكنها تحقيق بعض التقدم، في منع المواجهات العسكرية أو تهدئة النزاعات، إلا أنها للأسف لم تتمكن من تسوية هذه النزاعات بشكل نهائي أو حاسم.
وشدد السفير لوزا على أن مصر تسعى إلى التركيز على مفهوم الدولة ومؤسساتها في الدول الأفريقية، والتشديد على أنها تمثل كافة المواطنين في البلاد، والنظر من جانب المواطن لدولته، باعتبار أنها تمثل كافة المواطنين وليس تمثيل على أساس عرقي أو قبلي أو دين، مشيرًا إلى أن مصر تحرص أيضًا على توفير الدعم للمؤسسات التابعة للدولة، ومنها الجيش الوطني والحكومة الوطنية، إذ أن المسؤول عن حماية الدولة هي الدولة نفسها، والمسؤول أولًا عن تحقيق التنمية هي مؤسسات الدولة وليس أي شخص آخر.
وردًا على القضايا المتعلقة بأزمة جنوب السودان ومحاولة إقحام مصر في تلك المسألة، قال السفير لوزا إن مصر تعلم جيدًا الأطراف الداعمة لها والأطراف التي تريد إساءة للعلاقات المصرية مع الدول الأفريقية الأخرى، وإن مصر لا تنظر إلى ذلك، بل تستمر في العمل على حل النزاعات من جذورها، بما يعزز الاستقرار في القارة الأفريقية ككل.
وبشأن المذابح القبلية التي شهدتها بعض الدول مثل رواندا وعمليات النزوح، وما إذا كان يمكن التوصل إلى نقاط تلاقى بين كافة الأطراف، شدّد نائب الوزير على أن المواطن عندما يشعر المساواة مع الأخرين في الحقوق والواجبات هنا، يمكن التحدث عن فرص حقيقية لتسوية النزاعات، بينما إذ استمر الحديث عن عرقيات وقبائل وحصص لكل منها، فلا يمكن ترسيخ مفهوم الدولة وهو أمر أساسي، لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة.
وأشار لوزا إلى أهمية التجمعات الإقليمية في الحد من النزاعات، لافتًا إلى الدور الذي قام به تجمع الايكواس مع السنغال في منع اندلاع مواجهات عسكرية في جامبيا، وقال "إن علاقاتنا مع الدول الأفريقية لا تقتصر على موضوع المياه، بل هي ممتدة ليس فقط مع دول حوض النيل، بل كافة بلدان القارة، وهي دول تنظر إلى مصر باهتمام وتتطلع، لأن تتبادل الخبرات مع مصر وتحصل على فرص لتعزيز علاقاتها الاقتصادية والتجارية وتنمية الاستثمارات المصرية بها".