مؤسس حركة " تمرد" والنائب البرلماني محمود بدر

أكد مؤسس حركة " تمرد" والنائب البرلماني محمود بدر، على أن ثورة 30 يونيو/حزيران ، حدث فاصل في تاريخ مصر الحديث ، يومًا ما ستقف عنده الأجيال المقبلة طويلاً ، بعد ما تتطلع على كتب التاريخ ، لتعرف ماذا حدث في 25 كانون الثاني/ يناير 2011 ،  وإلى أي حال آلت دول المنطقة، عندها بالتأكيد ستدين بالفضل لآبائها ، الذين واجهوا  أكبر مخطط لتفكيك دول المنطقة وتمكنوا من إجهاضه ، وستتذكر كثيرًا دور القوات المسلحة المصرية في تلك الثورة ، التي لولاها لكان للمنطقة شأن أخر حال استمرار تلك الجماعة في حكم البلاد .

وأوضح في مقابلة خاصة مع "مصر اليوم " ، أنه ليس لحركة تمرد الفضل الأول والأخير في تلك الثورة ، وأن من يقول ذلك مُخطئ تماماً ، موضحًا أنَّ من قام بالتوقيع على طلبات سحب الثقة من المعزول محمد مرسي، هم المواطنين ، ومن خرج طوال عام كامل في مظاهرات واحتجاجات مناهضة للنظام حكم جماعة الإخوان المحظورة، هم المواطنين ، ومن أبهر العالم يوم 30 يونيو/حزيران 2013 ، في أكبر ثورة شعبية تعرفها مصر في تاريخها الحديث هم الملايين من أبناء الشعب المصري ، بينما اقتصر دور شباب حركة تمرد على جمع التوقيعات من المواطنين وإظهار مساوئ نظام حكم الجماعة ، وليس لهم الفضل في تلك الثورة .

 وتابع, "أهم ما يميز ثورة 30 يونيو/حزيران ، أنها بلا قائد حقيقي ، فلا يمكن لأحد أن ينسب له الفضل في تلك الثورة ، فالشعب هم من دفع فاتورة وصول جماعة الإخوان إلى حكم البلاد ، وهو من يدفع الآن فاتورة إسقاط هذا النظام الفاشي ، مستنكراً حديث بعض القوى السياسية والحزبية ، بأنهم كانوا لهم الفضل في تلك الثورة" .

وأضاف أن 3 يوليو/تموز 2013 ، كان يومًا فاصلاً وهامًا في حياته من صعب أن يتناسى أحداثه ، وهو ذلك اليوم الذي اجتمعت فيه ممثلي الأزهر والكنيسة والمرأة والقضاء والشباب ونائب رئيس الجمهورية الأسبق الدكتور محمد البرادعي ، وعلى رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسي ، عندما كان وزيرًا للدفاع آنذاك ، لإعلان بيان القوات المسلحة بعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي من سدة حكم البلاد ، وطرح خارطة  الطريق ، مبيناً أنه في هذا اليوم  اجتمع الحاضرين بصحبة قيادات القوات المسلحة ، وتناقشوا حول ما تمر به البلاد من تحديات في الداخل والخارج وصعوبة الظرف الراهن حال عدم الاستقرار على رأي موحد ، في ظل الانقسام الحاد الذي شهده المجتمع المصري آنذاك ، حيث تمسك المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان بالحكم ، وإصرار  الملايين من الشعب المصري الذين نزلوا في الميادين للمطالبة بالرحيل ، فما كان أمام الحضور سوى الاتفاق على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة ، للخروج من الأزمة التي تسببت  فيها جماعة الإخوان .

وأشار إلى أن القوات المسلحة كانت حريصة كل الحرص على الحفاظ على البلاد وأرواح المصريين  في ظل تمسك كل فريق برأيه ، فمنذ بداية تأزم الاحدث ، تدخلت لإجراء مصالحة بين القوى السياسية المختلفة ، وهو ما استجابت له تلك  القوى ، إلا أن المعزول محمد مرسي بإيعاز من مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المحظورة ، رفض تلك المبادرة رفضاً تام ، بعد أن استجاب لها في بادئ الأمر ، ثم كانت هناك فرصة أخرى عندما اعطى الفريق أول عبدالفتاح السيسي عندما كان وزيرًا للدفاع آنذاك ، مهلة لمدة 7 أيام للوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف ، إلا أن المعزول مرسي وجماعته رفضوا الانصياع ،  وبعد أن خرج الشعب بالملايين في الشوارع والميادين يوم 30 يونيو/حزيران ، كررت القوات المسلحة ندائها إلى من في الحكم للاستجابة إلى أصوات الملايين المعارضة لحكمه ، ومنحت له مهلة أخرى لمدة يومين ، فخرج علينا المعزول محمد مرسي آنذاك بخطابه الشهير الذي أعلن فيه تمسكه بشرعيته المزعومة  وإعلانه صراحةً " الدماء في مواجهة أي محاولة لرحيله عن الحكم " ، بقوله الشهير " الشرعية ثمنها حياتي أنا " ، مبيناً أن جماعة الإخوان كانت أمامها فرص تاريخية لم تُحسن استغلالها ، الأولى عندما وصلت إلى سدة الحكم بعد 80 عاماً ، والثانية عندما طالبتها الجماهير التي انتخبتها بالرحيل ، ولم تستجب ، والثالثة عندما دعت إليها القوات المسلحة المشاركة في خارطة الطريق ، وإعلاء مصلحة البلاد العليا عن أي مصالح سياسية ، إلا أنها انحازت لنفسها .

  وأكد على أن القوات المسلحة  أخذت عهداً على نفسها عدم التدخل في الشأن السياسي ، وعدم الدفع بأي مرشح في انتخابات الرئاسة ، إلا أن الأوضاع التي شهدتها البلاد وما كانت تمثله من مخاطر جمّة على الأمن القومي ، ومع أصوات الملايين التي تطالب الفريق السيسي عندما كان وزيراً للدفاع ، أن تطالبه بالترشح ، لم يكن أمامه سوى الإنحياز لرغبة الشعب والمثول لها .

ولفت إلى أن حزب النور لم يشارك في ثورة 30 يونيو/حزيران ، وتواجد في المشهد رغبةً في أن يكون له دورًا في المرحلة التالية لعزل جماعة الإخوان ، قائلاً :" في الوقت الذي خرج فيه الملايين من أبناء الشعب المصري في الميادين ، كان أنصار حزب النور ، في ميدان رابعة العدوية معتصمين مع أنصار جماعة الإخوان ، بل أن قيادات الحزب كانوا مؤيدين للمعزول محمد مرسي طوال فترة حكمه " ، مبيناً أن الشعب المصري بعد ثورتين ، أصبح أكثر وعياً ، يعلم جيداً من كان مع الثورة ومن كان مع جماعة الإخوان ، لذا كان نصيب حزب النور في البرلمان لم يتجاوز عشرة مقاعد ، بعد أن  توهم أنه سيحصد نسبة من مقاعد البرلمان ، ظناً منه أن الشعب المصري من السهل جداً أن يتم خداعه مُجدداً بالشعارات الدينية ، وأن يسير على نهج سلفه حزب الحرية والعدالة المُنحل الذراع السياسي لجماعة الإخوان المحظورة .

وحول رأيه في أداء الرئيس السيسي بعد عامين من حكمه ، أكد على أن الرئيس السيسي يعمل في ظل تحديات لم تشهدها البلاد من قبل طوال تاريخها ، واستطاع أن ينتشلها مما كانت عليه ، وأن يعيدها مُجدداً إلى مكانتها ، مبيناً أنه لو شاء القدر أن يتولى الرئيس السيسي حكم البلاد ، بدلاً من الرئيس الأسبق حسني مبارك ، كان سيكون لمصر شأن آخر لا يختلف كثيراً عن الدول المتقدمة ، لأن لديه عزم وإصرار على النهوض بدولته وتنميتها ومحاربة الفساد الذي استشرى داخل مؤسسات الدولة طوال العقود الماضية ، ويسعى جاهداً على القضاء على العشوائيات وتوفير سكن آدمي لقاطنيها ، إذن نحن أمام رئيس وطني مخلص يحتاج فقط مزيد من الوقت والصبر .
 
وحول ما يتردد خلال الوقت الراهن بشأن المصالحة مع جماعة الإخوان ، أوضح البرلماني محمود بدر ، أن دعوات المصالحة ليس ملكاً لأحد ، وإنما متوقفة على اعتبارات أخرى ، أهمها مدى قبول الشعب لها أو  رفضه ، مبيناً أن مصر بعد ثورتين أصبح الشعب هو من يُحدد قراره ومصيره .