القاهرة - أحمد عبدالله
أشاد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير محمد العرابي عضو مجلس النواب الحالي، بزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مصر.
وأكد العرابي في مقابلة مع "مصر اليوم" أنه رغم عديد المزايا من وراء الزيارة، إلا أن مصر عانت كثيرا على الصعيد الاقتصادي بسبب تجميد روسيا لعدة مناحي في العلاقة مع مصر، موضحا أن القرار بوقف السياحة الروسية، والتشدد في إجراءات التأمين في المطارات، والتمهل الشديد من جانب الروس في عودة العلاقات إلى طبيعتها عقب حادث سقوط الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء عام 2014، أثر بالسلب على معدلات السياحة والتجارة والاستثمار مع مصر، وتضرر الاقتصاد كثيرا بسبب ذلك.
وبسؤاله عن أوجه النفع من الزيارة التي جرت الاثنين، أشار إلى أن الملفات العالقة بين مصر وروسيا لا يحركها إلا قمم ثنائية بهذا الشكل، مشيرا إلى أن تدشين المحطة النووية بما يوفر لمصر طاقة كهربائية هائلة، سيعوض الأزمات التي عاشتها البلاد على مدار سنوات في مجال الطاقة، والمحطة من خلال قرض يصل إلى 25 مليار دولار، في منطقة الضبعة شمال البلاد، وستصل قدرتها الإنتاجية من الكهرباء نحو 4800 ميغاوات، وينتهي إنشاءها بحلول 2022.
وتابع: "مصر عانت في 2013 من أزمة عنيفة في الكهرباء، إذ لم تتجاوز القدرة الإنتاجية لمحطات الكهرباء نحو 24 ألف ميغاوات، مقابل استهلاك نحو 28 ألف ميغاوات، ومع إنشاء عدد من المحطات الكهربائية في البلاد خلال السنوات الأربع الأخيرة، تنتج مصر الآن قرابة نحو 32 ألف ميجاوات من الكهرباء، وذلك بخلاف ما ستضيفه المحطة النووية التي تنتهي في 2022"، وأضاف :"مصر تبحث عن استفادة من روسيا عبر منطقة صناعية في شرق بور سعيد بمحور قناة السويس (شمال شرق)، على مساحة 5 ملايين متر مربع، ستشكل انتعاشة للاقتصاد المصري، كما أن مصر تعول على ذلك بعد تراجع حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا إلى 2.818 مليار دولار خلال العام المالي 2017/2016، مقابل 3.127 مليار دولار خلال العام المالي السابق له، كما أن الصادرات المصرية إلي روسيا تراجعت ، لنحو 188.5 مليون دولار في العام المالي 2017/2016، مقابل 194.5 مليون دولار في العام المالي السابق له".
وتراجعت الواردات المصرية من روسيا، إلى 2.630 مليار دولار في العام المالي 2017/2016، مقابل 2.933 مليار دولار في العام المالي الذي يسبقه، ولذلك ننتظر إجراءات حقيقية من روسيا لتعويض كل هذا التراجع، وأن أول قرار يثبت النوايا الجادة للروس هو الإعلان عن عودة السياحة بشكل كامل.
وواصل العرابي: "الملفات الخارجية أيضا احتاجت لمشاورات على مستوى الرئيسين، في ظل التطورات المتلاحقة والسريعة جدا للقضية اليمنية والفلسطينية، وأن توقيت الزيارة كان بالغ الدلالة، لأنه جاء وسط هذا الزخم كله، وأكد أن مكانة مصر الدولية تزداد مع مثل هذه الزيارات التي يجب ترجمة ما يخرج عنها إلى خطوات فعلية"، كما تحدث عن تأثير التقارب المصري الروسي على الولايات المتحدة، بقوله: "هذه منطقة شائكة ولكن الدولة المصرية حاليا تدير هذه المسألة جيدا، وتحرص على ألا يكون هناك تداخل لأي من البلدين على الأخرى بالنسبة إلى مصر، مع الوضع في الاعتبار جيدا أن مصر يجب أن تسعى وراء مصالحها، وأن يكون ذلك هو محركها الوحيد".
وبخصوص مسألة إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، أكد العرابي أن البرلمان المصري سيكون له دور، وسيكون أحد أوراق الضغط في هذه القضية، وأنه يؤمن أن أنسب الحلول لإجبار الولايات المتحدة على التراجع، تتمثل في تشكيل رأي عام عالمي رافض للقرار، دون التصعيد باتخاذ خطوة على مستوى أممي أو في مجلس الأمن من جانب العرب، لأن ذلك سيزيد الوضع "تأزما" على حد قوله.