القاهرة – أحمد عبدالله
أطلق وكيل لجنة الشؤون الأفريقية في مجلس النواب رزق جالي تصريحات شديدة اللهجة ضد إثيوبيا، بسبب موقفها من مصر بخصوص أزمة سد النهضة، مؤكدًا أنه لايوافق على غلق الباب تماما في وجه المفاوضات والمسار الدبلوماسي، كاشفا عن خطوات عدّة لإحداث تقارب مره أخرى بين مصر ودول القرن الأفريقي.
وأضاف جالي في تصريحات خاصة إلى "مصر اليوم"، قائلًا "خلال جلسة بين نواب اللجنة الأفريقية والسفير الإثيوبي بالقاهرة منذ أسابيع قليلة، طرح السفير الإثيوبي فكرة استضافة ديسالين بالقاهرة، لتتبدل علامات وجه النواب الحاضرين، قبل أن يتداركوا انفسهم ويبدوا موافقة مشروطة على الزيارة".
وبخصوص متطلبات النواب أكد النائب أنه بلباقة شديدة مرر نواب مصر عدة رسائل بين السطور، وقد وصلت جيدا إلى ذهن السفير الإثيوبي، منها أن زيارة رئيس وزراءه مقترنة بتقديم ضمانات كافية من أية آثار سلبية محتملة من سد النهضة على مصر، وإبداء مكاشفة ووضوح تام قبل كل شئ بخصوص التفصيلات الفنية للسد.
وتابع "عليهم المباردة بإعلان لجنة ثنائية تضم مصر وإثيوبيا تذهب للسد الإثيوبي وتطلع على إجابات لكل الأسئلة الخاصة بمدة ملء السد، وماذا عن أخطار تعرضه لأي كوارث طبيعية كالزلازل أو التشققات والبراكين، وتأثير ذلك على مصر والسودان، واعتراف إثيوبي واضح بحقوق مصر التاريخية في المياة وحصتها الثابتة 55 مليار متر مكعب في العام".
وبسؤاله عن حالة غضب انتابت بعض النواب من قبول البرلمان لدعوة حضور ديسالين، اعترف النائب بأن هناك نواب ذهبوا لما هو أبعد من الغضب، وقاموا بحملة جمع توقيعات رافضة لاستقبال مسؤولي إثيوبيا، وأنه يتفهم ذلك ولكن لا يوافقه، وقال أنه علينا ألا نوصد أي باب في وجه المختلفين معهم، وأكد على أن الرفض القاطع الفوري للزيارة سيعد "إحراجا للدبلوماسية المصرية".
وواصل "نحذو حذو رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، الذي لايترك بابا إلا ويطرق عليه سعيا وراء حقه، وأنه ضمن أول أربعة دول توجه لها السيسي بزيارة خارجية في بداية حكمه، كانت "إثيوبيا"، وأنه يجب توصيل رسالة إليهم مفادها "نفسنا أطول مما تتخيلوا"، مع التأكيد في الوقت ذاته على أنه لاتنازل عن "نقطة مياة واحدة" من حصة مصر في النيل".
وكشف النائب عن استجابة حكومية نهائية لمقترح برلماني يقضي بمنح الأوائل في كل الدول الأفريقية بعثات تعليمية في القاهرة، مؤكدا أن هذا المقترح ألقاه النواب على وزير التعليم العالي المصري خالد عبدالغفار أبدى موافقة، وبدأ في التواصل رسميا مع سفارات حوالي 34 دولة، ليرسلوا أبنائهم المتفوقين للدراسة والإقامة بمصر، وندرس العكس بإيفاد مصريين لدول أفريقيا.
وعن أهمية الخطوة، قال النائب إنها تأتي أولا في حزمة خطوات تهدف لإحداث رأب للصدع في العلاقات مع تلك الدول، وإعادة التقارب معها مجددا، وقال إن هناك مطالبة رسمية من نواب اللجنة الأفريقية للحكومة، لبدء التفكير في تخصيص وزارة لـ"الشؤون الأفريقية"، تتولى كل مايتعلق بهذا الملف وتركز جهودها لمناقشة قضاياه وتطور أحداثه فقط.
وحذر النائب الحكومة من التلويح بمسألة تشييد سدود بمنطقة حلايب وشلاتين، من باب المكايدة السياسية مع إثيوبيا، حتى لا يتنامى إحساس بأن هذه السدود التي أعلنت وزارة الري المصرية منذ أيام البدء في بناءها، بأنها بديل عن سد النهضة وستعتمد على مياة الأمطار لتعويض الفاقد من السد الإثيوبي، مكررا: قضية سد النهضة أمام أعيننا ولا بدائل عن تأمين احتياجات مصر المائية حال استمر وجود السد أو شرعوا في استخدامه.