القاهرة-أحمد عبدالله
وصف رئيس اللجنة التشريعية والدستورية في مجلس النواب المصري المستشار بهاء الدين أبو شقة، الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي بـ"محمد علي" الجديد، مؤكّدًا على ضرورة المشاركة الشعبية بالاستحقاقات الانتخابية المرتقبة، حيث عدّد أسباب التأييد النيابي الجارف للسيسي، وتحدّث عن قانون اوشك على الانتهاء يقارب القوانين الأوروبية.
وطالب أحد أبرز نواب البرلمان الحالي، المستشار بهاء الدين أبو شقة، في مقابلة مع "العرب اليوم"، المواطنين بتكثيف مشاركتهم في الانتخابات الرئاسية المرتقبة، مؤكدا على أن مختلف أطياف الشعب ما إن تعثر على شخص تتوافر فيه سمات القيادة إلا ويلتفوا حوله ليحققوا "معجزات" وطفرات على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية، وتابع أن المصريين كانوا على أعتاب "حرب أهلية" وكانت الأخطار محيطة بهم وسببها جماعة الإخوان المسلمين التي كانت تحاول نفث الفتن والحرائق في ربوع الوطن، وأن من قام بـ"فرملة" انحدار البلاد هو الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، الذي رأي أبو شقة أن من كامل حقه الحصول على فترة رئاسية ثانية، وأن يستكمل ما بدأه من مشروعات وصفها أبو شقة بـ"العملاقة غير المسبوقة".
وبسؤاله عن مدى تأييد النواب للرئيس الحالي، أكد أبو شقة على أن الأغلبية الكاسحة من تشكيل البرلمان المصري الحالي سارع إلى توقيع تزكيات رسمية لتأييد الرئيس السيسي، وأن ذلك جاء عن قناعة كاملة بالرئيس الحالي وإمكاناته، وأن إسهاماته على مدار السنوات الأربع الماضية لم يقتصر المعترفين بها على الداخل، وإنما في الخارج أيضا تأكدوا من صدق رؤيته حول خطورة التطرّف وضرورة مجابهته، مضيفًا أنّه "قمت بتحرير استمارة تزكية للسيسي سلمتها إلى الأمانة العامة للبرلمان، وكذلك ما يتجاوز 500 برلماني مصري"، وأن الهيئة العليا لحزب الوفد الذي يشغل فيه أبو شقة منصب قيادي أكد أن الموافقة جاءت بالأغلبية على تزكية السيسي، ليؤكد إلى "مصر اليوم" أن ذلك لا يعني التأييد "المطلق تماما" للسيسي وسياساته، وبسؤاله عن إمكانية معارضة السيسي في الفترة المقبلة حال فاز بمنصب الرئاسة، أجاب "بالطبع وكما ذكرت لن يكون تأييدنا مطلق، وإنما ستكون هناك "معارضة" تسلّط الضوء على أي قصور، وحال رأينا أي خطأ بمناحي الدولة سنستند إلى الطريقة الديمقراطية المهذبة في لفت النظر، ولكن الأمور لن تمر دون الحديث عنها حتى تصل إلى الشكل الأمثل".
وأفاد أبو شقة أنّه "نرى في شخص الرئيس الحالي صفات تتطابق والزعيم محمد علي، فالسمات الشخصية تتقارب إلى حد بعيد، كما أن السياق متشابه إلى أبعد مدي، في الماضي كان المماليك يعيثون في مصر فسادا، وفي عصرنا الإخوان، وفي الحالتين شعب مصري صلب يلتف حول من ينقذه، وأؤكد أن مصر كان مخطط لها أن تنزلق إلى "مستنقع" الصراعات الأهلية ولكن جرأة السيسي كانت السبب في تجنيبنا هذا المصير"، وعن توقعه للإقبال الجماهيري على الانتخابات من عدمه، كشف أنه لا يستطيع التكهن بحجم محدد لنسب الإقبال، ولكنه طالب المواطنين باعتبار تصويتهم في الانتخابات أحد أنواع "الشهادة" التي تحدث الله عنها وطالب بعدم كتمانها وأن من يفعل ذلك يكون آثم قلبه"
وختم أبو شقة أنّه "أوشكنا على الانتهاء من قانون الإجراءات الجنائية، القانون الذي نعتبره "دستور حياتنا القانونية"، وسوف نباهي بهذا التشريع أكثر الدول الأوروبية الديمقراطية، لقد أدخلنا على القانون تحسينات في بنوده تضاهي فلسفة ومقاصد القوانين في فرنسا وغيرها، القانون قوماه حوالي 600 مادة انتهينا منهم، ويتبقى أمامنا 40 مادة خلافية سنحسمهم الأيام المقبلة، القانون الذي بات على مقربة من الانتهاء ينتصر إلى الحريات بشكل كبير، ضيقنا فيه الحبس الاحتياطي إلى أبعد مدى، ووضعنا بدائل لهذا الحبس، كما أن المنع من السفر سيشهد ضوابط غير مسبوقة وسيكون متبوع بإشراف قضائي لكي يتم اتخاذه، فالقانون الحالي معمول به من خمسينات القرن الماضي، وآن الأوان لتغييره بقانون يمثل طفرة مشرفة لجميع المواطنين وتعاملاتهم القانونية والإجرائية".