القاهرة – أحمد عبدالله
طالب عضو لجنة الري والزراعة في مجلس النواب المصري، مجدي ملك، تناول التطورات الحاصلة مع السودان بشكل موضوعي، مؤكّدًا على أن ملف العلاقات المصرية السودانية يخص الشعبين، ولا يخص نظامين، وأن الروابط على المستوى الشعبي أزلية لا يمكن أن تتبدل أو تتغير حتى لو تأثرت بتوجهات نظام معين، مشيرًا إلى أنّ "الأنظمة تذهب وتجيء، وإن كان البشير لنا كمصريين عليه تحفظات منذ أن تولى المسؤولية بسبب قراراته المتأرجحة ومواقفه المهتزة تجاه مصر، إلا إننا حريصين كشعب وبرلمان على ثوابت الروابط مع الشعب السوداني".
وأضاف مجدي ملك، في مقابلة مع "مصر اليوم"، أنّه "يومًا ما كانت هناك مملكة واحدة اسمها "مصر والسودان"، كان يربطنا دوما مصير مشترك، ليعترف بعدها أنه كانت هناك أخطاء للأنظمة في عدم مراعاة السياسات تجاه دول أفريقيا، وخص بالذكر حقبة مبارك، وقال أنه أهمل الملف الأفريقي وتركه يدار بشكل عشوائي وتراجع الدور المصري في السودان الشقيق، وكان ذلك أحد أبرز الأسباب التي أدت إلى ما آلت إليه الأمور حاليًا"، وبسؤاله عن التقارب السوداني التركي الأخير، وتأجير البشير جزيرة سواكن لها أضاف أنّه "من حق السودان أن تتقارب مع تركيا ويكون لديها علاقات ومعاهدات مع كل دول العالم، ويبقى مكفول تماما لمصر أن تحتفظ بحقها في حماية سيادتها وأمنها بمختلف الطرق"، مشيرًا إلى أن المحللين يتحدثون عن أن هذا التقارب السوداني التركي خطر داهم على مصر، ولكنه يرى ذلك من باب المكايدة من النظام التركي المعادي لمصر ليس أكثر، وأنه على أرض الواقع فلا وجود لتهديد حقيقي، وأن أي تقارب لن يكون له تأثير على مصر، فنحن دولة قوية وتخطينا 4 سنوات كانت كفيلة بتدمير مؤسسات أي دولة، في أعقاب ثورة يناير".
وأوضح ملك، أنّ مفاتيح القوة التي تعتمد عليها مصر بشكل أساسي في وجه المتغيرات التي تحيط بها، هي إرادة صلبة للشعب وحالة تماسك حقيقية، وقوات مسلحة متفوقة واستطاعت الحفاظ على هوية الوطن في لحظات الأزمات، وموقع جغرافي فريد ومميز للغاية، وثقل تاريخي وحضور بالشرق الأوسط وأفريقيا، كل ذلك يجعلنا لا ننزعج إطلاقا من وجود علاقات بين السودان مع تركيا أو قطر أو أيا كان، وعن الأدوار المنوطة بمؤسسات الدولة لمزيد من رأب الصدع مع أفريقيا، أشار على الفور إلى دور مطلوب من الحكومة المصرية، قائلا "بشكل عاجل وسريع عليها أن تستعيد ملف التكامل والتعاون مع دور أفريقيا عموما والسودان خصوصا، المؤسسات والنوافذ الإعلامية عليها التوقف بشكل سريع أيضا عن التراشق والتصعيد الكلامي، على لجان البرلمان المعنية تفعيل توصيات بشأن توفير بعثات ورحلات متبادلة بين طلاب مصر والطلبة الأفريقيين".
وأفاد ملك، بأنّه "أطمئن الجميع بأننا محتفظين بقدرتنا على الدفاع عن حقوقنا التاريخية في حصتنا الثابتة دوليا وتاريخيا من مياه النيل، الإثيوبيين يعلمون أن المياه بالنسبة لنا تمثل حياة ليس أقل من ذلك، وإن كانت مصر قد اختارت الطريق الدبلوماسي فهي اختارته عن قوة وليس عن ضعف، ومصر قيادة سياسية وبرلمان وحكومة دوما ما يؤكدون على هذا المعنى"، مشددًا على ضرورة أن نتحلى بالثقة في أنفسنا ومؤسساتنا ومفاوضينا، وأن رئاسة الجمهورية المصرية تعلن دوما عن رسالة واضحة بأنه لا تفريط لنقطة واحدة من حصة مصر بمياه النيل، وأضاف النائب: نحفظ للآخرين حقهم في التنمية والاستثمار، ونحتفظ لأنفسنا بالحياة، وبسؤاله عن زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي للبرلمان المصري، بيّن أنّه دائما ما نفضل الاعتماد على منهج التفاوض والدبلوماسية ونمد يد العون لأشقائنا في أفريقيا ودول حوض النيل، أهلا وسهلا بمن يأتي من شركائنا في هذا الملف، ولكن ليعلم الجميع أن مصر دولة قوية قادرة على صون حقها بالطرق الدبلوماسية وبكافة الخيارات المطروحة.