رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية

أكّد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، أن الأغوار جزء رئيسي من الجغرافيا الفلسطينية ومركّب مهم في الدولة الفلسطينية العتيدة “المتكاملة ومتواصلة الأطراف”، وإن أي حديث عن ضمها لإسرائيل مرفوض وباطل وستكون له تداعيات كبيرة.

وأضاف أشتية من الأغوار التي عقدت فيها الحكومة الفلسطينية، أمس، جلستها الأسبوعية، ردًا على تعهدات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بضمها: “الفلسطيني وُلدَ ليكون على هذه الأرض، الفلسطيني هنا قبل المستوطن، والمستوطنون هنا غير شرعيين وغير قانونيين”.

ويعيش في الأغوار التي تمتد على الجهة الشرقية للضفة الغربية، نحو 9000 مستوطن في 35 مستوطنة، مقابل 50 ألف فلسطيني.

ويريد نتنياهو ضم المنطقة كلها باعتبارها منطقة حدودية ذات بعد أمني، وليس فقط المستوطنات هناك.

وقال أشتية في جلسة الحكومة التي عُقدت في بلدة فصايل في الأغوار: “الحديث عن ضم الأغوار كلام باطل وغير قانوني. إنه محاولة لكسب أصوات انتخابية، وهو مدان من كل الأطراف”.

وأردف: “الإدانات عالية وواضحة. جميع الدول العربية أدانت وأوروبا كذلك”. وعقدت الحكومة الفلسطينية جلستها في الأغوار بعد يوم من عقد الحكومة الإسرائيلية جلستها هناك، وهي الجلسة التي أعاد فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التأكيد أنه سيقوم بفرض السيادة الإسرائيلية على منطقة الأغوار وعلى المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية في حال فوزه في الانتخابات البرلمانية التي ستُجرى اليوم.

وقال نتنياهو، أمس، إنه سيضم أيضًا مستوطنات الخليل والحي اليهودي فيها إذا ما فاز في الانتخابات.

وتبلغ مساحة الأغوار وحدها 1622 كيلومترًا مربعًا وتشكل 28% من مساحة الضفة الغربية، ناهيك بالمستوطنات.

ويوجد صراع سياسي واقتصادي وسيادي في المنطقة الحدودية منذ عقود طويلة. ورفضت إسرائيل أي حلول أو اقتراحات تتضمن الانسحاب من المنطقة حتى مع الوصول إلى اتفاق سلام نهائي. وتوجهات نتنياهو لاقت ردود فعل فلسطينية وعربية ودولية غاضبة ورافضة.

وهدد عباس بإلغاء كل الاتفاقات مع إسرائيل وما ترتب عليها إذا نفّذ نتنياهو تهديداته، وتعهدت الفصائل الفلسطينية بالتصدي للخطوة الإسرائيلية، فيما عبّر العالم العربي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي عن رفضهم وغضبهم من الخطوة المرتقبة.

ويقول الإسرائيليون إنهم لن يسلموا البوابة الشرقية لأي أحد، ويقول الفلسطينيون إنهم لن يتنازلوا عن متر واحد من المنطقة. وقال نتنياهو إن “غور الأردن ليس مجرد الباب الشرقي لدولة إسرائيل فحسب، فهذا هو الحائط الواقي من جهة الشرق”. وتابع: “لأن الغور وغيره من المناطق التي نسيطر عليها والتي ستشكل جزءًا من دولة إسرائيل يضمن بقاء جيش الدفاع هنا للأبد. إنه يعطينا عمقًا استراتيجيًا وطولًا استراتيجيًا”.

ورد الفلسطينيون بأن المنطقة جزء مهم من الدولة الفلسطينية وبوابتها للعالم وامتدادها الطبيعي وسلة غذائها المفترضة. وقال أشتية: “نعمل من أجل تعزيز صمود أهلنا على أرضنا ومن أجل أن تكون منطقة الأغوار الفلسطينية سلة خضار وفواكه فلسطين كما كانت عليه في الماضي”. وأضاف: “اجتماعنا هنا في فصايل هو لتأكيد هويتها الفلسطينية”.

وتابع: “الحكومة تجتمع في الأغوار ليس من أجل أن تدين أو تستنكر، بل من أجل أن نوجد بين أهلنا لتعزيز صمودهم، في قضايا متعلقة بتربية الثروة الحيوانية، وخزانات المياه وتأهيل البركة الرومانية التي ستغذي أكثر من 3500 دونم من عين فصايل”.

وأكد أشتية أن السلطة ستقاضي إسرائيل في المحاكم الدولية، على استغلالها الأرض في الأغوار، متهمًا إسرائيل بالاستثمار في الأغوار.

وزرعت إسرائيل أكثر من مليون شجرة نخيل منذ عام 1967 ويوجد لها مزارع حيوانية ضخمة هناك. وحسب أرقام دولية وفلسطينية فإن إسرائيل تجني 620 مليون دولار سنويًا من استثمارها في الأغوار الفلسطينية.

وقال أشتية: “سنبقى نصارع هذا الاحتلال على الأرض وفي مختلف المحافل الدولية”.

وفيما بدا تشكيكًا في اتخاذ نتنياهو خطوة فعلية بضم المنطقة، قال أشتية: “نحن نعرف أن هناك فرقًا بين الدعاية الانتخابية والتطبيق”، مستدركًا: “لكن إذا قامت إسرائيل بخطوة حمقاء في موضوع ضم الأغوار الفلسطينية... بهذا إسرائيل تكون قد أنهت كامل الاتفاقيات الموقّعة معنا”