القاهرة - محمود حساني
وصف النائب محمود عبدالسلام الضبع, أداء مجلس النواب المصري خلال الفصل التشريعي الأول ، بالجيد, وأوضح أنه جاء في مرحلة دقيقة من عمر البلاد بعد غياب الحياة النيابية في مصر لأكثر من خمسة سنوات نتيجة للاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد، ومعاناتها من ظروف اقتصادية صعبة، وكشف أن الكثير كان يتوقع صعوبة إجراء المرحلة الثالثة والأخيرة من خارطة الطريق, المتمثلة في انتخابات مجلس النواب, لافتًا إلى أنَّ لا أحد يعلم من سيشكّل الأغلبية تحت القبة ومن سيشكّل المعارضة ، نظرًا لعدم وجود حزب للرئيس السيسي، كما جرى العرف خلال الأنظمة السابقة، وبين أنه بانتخاب البرلمان, اكتملت الهيئات الديمقراطية في الدولة.
وأشار في تصريح خاص إلى "العرب اليوم" إلى أنه خلال الخمسة عشر الأولى من عمر البرلمان كان مُطالب بمراجعة واقرار أكثر من 342 قانون تم إصدارهم في غيبته ، مضيفًا أنه هو ما نجحنا فيه بالفعل وواصلنا الليل والنهار لإنجاز تلك المهمة الثقيلة ، وأكد على أن المجلس نجح في إعداد لائحة داخلية له بعد مناقشات مطًولة، رغم العمل باللائحة القديمة، إلا أنه رغب في إعداد لائحة تتناسب مع حجم أول برلمان تشهده مصر بعد ثورة 30 حزيران/يونيو.
وأوضح أن مجلس النواب الحالي من أفضل المجالس التي شهدتها مصر خلال العصر الحديث ، وأن ما تم إنجاز تشريعه بالأرقام أكثر مما تم إنجازه في ثلاثة فصول تشريعية كاملة وهو ما يعد إنجازاً لصالح الشعب ، ووافق المجلس على القوانين التي أثارت ضجة واسعة عند مناقشتها كقانون الضريبة على القيمة المُضافة ، ليس من أجل الحكومة ، وإنما من أجل مصر ومصلحتها في النهوض بالحالة الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد والحفاظ عليها من الانهيار ،مُشددًا على أن هذه القوانين تصب في مصلحة مصر والمواطنين في المقام الأول ، ولفت إلى أنه لا أحد ينكر الحالة الاقتصادية التي تعيشها مصر وتوقف أغلب مصادر الدخل القومي ،وأنه لم يكن أمام المجلس الذي يمثل الشعب وحلف أعضائه اليمين على الحفاظ على الوطن ورعاية مصالح الشعب ، سوى الموافقة عليها .
ونوه إلى أن من أهم الإنجازات التي تُحسب للمجلس خلال الفصل التشريعي الأول ، عودة عضوية مصر إلى البرلمان الدولي بعد غياب دام لمدة خمسة سنوات ، وأيضاً عودتها إلى عضوية البرلمان الأفريقي ، واستقبال أكثر من خمسة رؤساء دول والعديد من الوفود الأجنبية ، مؤكدًا على أن المشهد لم تراه مصر من قبل خلال البرلمانات السابقة ،مشددا على أنه اعتراف رسمي بشرعية النظام المصري الحالي ، لاسيما أن أغلب الوفود التي زارت المجلس ، كان لها موقف ضد ثورة 30 حزيران/يونيو ، وهو أمر يُحسب للبرلمان في نجاحه في توضيح الصورة الحقيقية لما حدث في 30 حزيران/يونيو .
وأكد على أن أجندة الفصل التشريعي الثاني مُحملة بالعديد من الملفات العامة ، التي يطغى عليها أيضاً الجانب التشريعي ، ووكشف أن المجلس سيناقش عددًا من القوانين التي تصب في مصلحة المواطنين أبرزها قوانين العمل والتأمين الصحي والإعلام والصحافة والإدارة المحلية وغيرها ، كما سيمارس دوره في حل الأزمات والمشاكل التي يُعاني منها قطاع عريض من المواطنين ، ظاهرة ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية التي تلتهم دخل رب الأسرة المصرية ، وظاهرة ذبح الحمير وبيع لحومها في ظل غياب الرقابة ، وسيعمل على مواجهة أزمة اختفاء حليب الأطفال وتوفير المحاليل الطبية .
وشدَد على أن الفصل التشريعي الأول شهد دورًا كبيرًا لنواب محافظات الصعيد ، الذين يشكَلون قوة لا يستهان بها تحت قبة المجلس ، موضحًا أنه لأول مرة رئيس المجلس ووكيله الأول ، من أبناء الصعيد ، كما لعب نواب الوجه القبلي دورًا في مطالبة الحكومة بالاهتمام بالمرافق والطرق والصرف الصحي ، ونجحوا في الحصول على موافقات الوزراء المعنيين للتطوير المستشفيات والمصانع وشبكة الطرق ، وسيشهد الفصل التشريعي الثاني دورًا كبيراً لنواب محافظات الصعيد ، في استكمال خارطة التنمية في مختلف المجالات الزراعية والصناعية والصحية ، وتطوير مصانع قصب السكر وإنشاء مصانع جديدة لإستيعاب الآلاف من أبناء الصعيد وبالتالي القضاء على مشكلة البطالة .
وهنأ الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل ، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ورئيس مجلس النواب، الدكتور علي عبدالعال، ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة ، ومفتي الجمهورية، الدكتور شوقي علام، وأهالي الصعيد عامةً ومحافظة قنا خاصةً بحلول عيد الأضحى المبارك ، متقدماً بأصدق التهاني القلبية إلى الشعب المصري والشعوب العربية والإسلامية بمناسبة عيد الأضحى المبارك ، داعياً الله العلي القدير أن ينعم على أبناء الأمة العربية بالصحة والسعادة والمزيد من النجاح والتوفيق ، وعلى مصر الغالية بدوام العزة والرفعة .