القاهرة - أسماء سعد:
أبدى وزير الري المصري الأسبق حسام مغازي، رأيه في آخر ما وصل إليه ملف "سد النهضة"، موضحًا الخطوات التي تتخذها مصر حاليا للخروج من مأزق الفقر المائي، بخلاف توضيح المشاريع التي تمنع غرق الدلتا حال اشتدت التغييرات المناخية.
بسؤاله عن رأيه في قضية سد النهضة وآخر تطوراتها، قال إن هناك جزئيتين تبعث على التفاؤل فيها، الأولى هي الاستئناف الكثيف للاجتماعات حول هذا الملف بين رؤساء مصر والسودان وإثيوبيا، وهو ما برز مؤخرا على هامش القمة الإفريقية، بالإضافة إلى أن أعمال التخزين متوقفة في السد الآن.
وواصل: بإعمال الرصد لشكل العلاقة بين الدول الثلاث فسنجد أنها تحسنت كثيرا، وأن لقاء رؤساء الدول حرك الأمور بشكل إيجابي، وساد اتفاق ثلاثي على أنه لن يكون هناك ضرر للأطراف الثلاثة، وحاليا نحن في موقف المترقب لنتائج الدراسات حول السد، والتي ستحسم الشكل النهائي لأسلوب التخزين وملء السد.
وعما إذا كان هناك قلقا متكررا من عدم تقديم إثيوبيا إفادة واضحة في هذا الملف، أجاب بأن الطبيعة التفاوضية للموضوع هي ما قد توحي بأن هناك مماطلة، ولكن هناك حاليا رغبة غير مسبوقة في التوصل لحل توافي، واللقاءات التي تكون على المستويات الوزارية كشفت عن نوايا جادة لحل الأزمة، وأضاف: الطبيعة الفنية المعقدة للمشروع لاتجعل من الأمور بسيطة للدرجة التي يتم حسمها سريعا، ولكن تفعيل اتفاق مبادئ 2015، الذي يقضي بأنه لن يبدأ ملء السد إلا بعد التقرير الفني الاستشاري، هي مسألة ستبعث على الاطمئنان، وتمنع أي شكوك حول أي مماطلة أو التفاف.
وبخصوص التخوفات من تعرض مصر للفقر المائي ورأيه في ذلك، أجاب أن الكثافة السكانية الهائلة التي تخطت الـ 100 مليون، والإهدار الذي يحدث للمياه يجب أن يكون بمثابة "ناقوس خطر" لا يجب الاستهانة به، ويجب الاعتراف بمحدودية مصادر المياه ، فأغلب اعتمادنا على النيل ومايصلنا منه 55 مليار متر مكعب، وهي بالكاد ستكفي الأجيال الحالية، لذل علينا النظر لما هو قادم.
وتابع مغازي: أحبّذ حلول كالاعتماد على تحلية مياه البحر، والمياه الجوفية، بخلاف ملمح بعيد عن أعين الكثيرين، وهي سواحل البحر الأبيض والبحر الأحمر، فهناك مشروع واعد كالعلمين الجديدة التي تعتمد كليا على تحلية مياه البحر، ويجب أن يكون هذا هو التوجه المستقبلي المضمون، ومصر تقوم بتحلية مليار متر مكعب من المياه، بعدما كان اقتصارنا في السابق على 300 مليون فقط.
وبسؤاله عن تأثير التغييرات المناخية، والتي قد تؤدي لغرق الدلتا، أجاب بأننا أمام ظواهر مناخية عنيفة، كالاحتباس الحراري والتغيرات التي تؤدي لذوبان الجليد، ولدينا 7 مشاريع ضخمة سوف تقام على سواحل الإسكندرية في 2020 لحماية الشواطئ، وستتكلف مليار جنيه تقريبا.
وقال مغازي: أحدث الأبحاث الجارية في هذا الشأن توصلت إلى أن التربة في منطقة الدلتا تنخفض بمعدل 5 مليمتر في العام في ظل حالة من انعدام الطمي، وهو ما يوازيه ارتفاع مستوى البحر بنسبة 2 مليمتر في العام بما يعنى أنه في أقل من 100 عام سيرتفع منسوب سطح البحر إلى 20 سم، وهو ما يستدعي اتخاذ كافة الاحتياطات وتشييد الموانع والمشاريع التي أسلفتها، للحافظ على محافظاتنا الساحلية.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ
مدير مشروع سد النهضة يؤكد تعاقدنا مع شركات عالمية لإنجاز السد دون أخطاء
السيسي والبشير يتفقان على تنفيذ "سكك حديد" مشتركة بين مصر والسودان