مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق والمتخصص في الشأن الإسرائيلي السفير حسين هريدي

اعتبر مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق والمتخصص في الشأن الإسرائيلي السفير حسين هريدي أن تحركات إسرائيل في القارة الأفريقية مؤخرا من خلال جولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتناياهو ليست مصدر قلق بالنسبة إلى مصر وإن العلاقات بين القاهرة وتل أبيب أهم من علاقات إسرائيل مع الدول الأفريقية الأخرى ولا يمكن التأثير على مصر سلبا الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن مصر تتابع بدقة التحركات الإسرائيلية من قبل وزارة الخارجية وباقي الأجهزة الأخرى بالتنسيق بينهما. 

وقال السفير حسين هريدي في حديث إلى "مصر اليوم" إن مصر تتعامل مع الدول الأفريقية بكل تعاون وجدية ولكن هناك من يحاول التأثير على العلاقات بين الجانبين الفترة الأخيرة، ولكن مصر تتعامل مع القارة الأفريقية بأن اقتصادها يسير بسرعة جيدة وبها مستقبل الاستثمارات فضلا عن التعاون في كثير من المجالات الأخرى.
وأشار السفير هريدي إلى أن إسرائيل تعمل الآن على الانتشار المكثف قبل التقدم بطلب الحصول على عضوية المقعد غير الدائم في مجلس الأمن عام 2018، وأنها تريد الحشد الدولي للحصول على المقعد من خلال الدعم الأفريقي وأنها تسعى للحصول على صفة مراقب في الإتحاد الأفريقي خطوة مشجعة لهذا الطلب الذي سيتم تقديمه لمجلس الأمن.
 
وحول إمكانية دخول إسرائيل الإتحاد الأفريقي قال السفير هريدي إنه لا يتوقع ذلك في ظل التحركات التي تقوم بها مصر والدول العربية وبعض الدول الأفريقية أيضا لمنع مرور هذا الطلب رغم أنه لا يؤثر إطلاقا على أي قرارات خاصة بالإتحاد الأفريقي وإن صفة المراقب تقتصر على حضور الجلسات الافتتاحية فقط وليس لها الحق في أي تصويت يجرى في داخل المؤسسة.
 
وفيما يخص إمكانية تأثير إسرائيل على مياه النيل بالتعاون مع أثيوبيا، قال السفير حسين هريدي إنه لا يمكن أن تعمل إسرائيل على الإضرار بمصر في الوقت الحالي والتي تتمتع بعلاقات جيدة مع إسرائيل وترغب كل من البلدين العمل على تعزيز السلام الدافئ بينهما دون أن يضر أحد بالآخر في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة، وهو ما ظهر في الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية المصري سامح شكري.
 وأشار هريدي إلى أن زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى إسرائيل تعد رسالة لجميع القوى الخارجية، موضحًا أنه يجب النظر لهذه الزيارة بمنظور إستراتيجي، وأن مصر تعد لاعبًا رئيسيًا، ورمانة الميزان في المنطقة، مشيرًا إلى أن المفاوضات "الإسرائيلية الفلسطينية" دخلت إلى مرحلة الهدوء التام.
وشدّد مساعد وزير الخارجية الأسبق على أنه من الضروري استغلال الفترة الحالية في العلاقات الجيدة بين مصر وإسرائيل من أجل دفع عملية السلام إلى أمام وعدم تفويت هذه الفرصة إطلاقا من أيدي الأطراف المعنية، متوقعا عقد لقاء رباعي في القاهرة يجمع كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراء إسرائيل والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني.