القاهرة – أحمد عبدالله
أوضح رئيس لجنة التعليم في البرلمان المصري، سامي هاشم، رأيه في حال التعليم بالبلاد، مشيرًا إلى ما ينقص المُعلّم المصري ليستعيد عصره الذهبي وينهض بالمنظومة، متطرقا إلى ما أعتبره تفسيرات خاطئة واستنتاجات متسرعة لتصريحات الحكومة ووزير التعليم طارق شوقي بشأن مجانية التعليم.
وقال هاشم خلال مقابلة مع "مصر اليوم" :إنه حتى الآن متفاءل بما تسير عليه الأمور بشأن المنظومة التعليمية الجديدة، وبخاصة أن الخطوات المرسومة سبق وأن سارت عليها دول كبرى ونتج عنها في النهاية طفرة في النظام التعليمي، ولكن يجب علينا التصدي المستمر لكل ما يظهر من سلبيات فيها، أن نطبق الأساليب الحديثة التي تظهر في العالم.
وأضاف: سيكون لدينا دور برلماني في تطوير وتحسين المنظومة الجديدة، حيث نعقد اجتماعات مكثفة متواصلة مع وزير التعليم ويجب أن يكون هدفنا واحد وهو النهوض بتلك العملية لتحسين التعليم في البلاد الذي دون أي شك يحتاج إلى طفرة كبيرة.
ومع سؤاله عن وجود شكاوى أزعجت الأهالي والتلاميذ خلال العام الدراسي، أجاب على الفور "شهدنا معاناة كبرى في الزحام وتكدس الفصول، ولكن الكثير من المشكلات لا تعود إلى وزارة التربية والتعليم فقط، وإنما هناك ظواهر كالانفجار السكاني، وهو ما أدى إلى تكدس الطلبة وبالتالي استياء عدد كبير من الأسر المصرية، ولكننا عاكفون في لجنة التعليم بمجلس النواب على وضع الخطط لحل المشكلة.
وتابع أن الفصل الدراسي في مصر 108 يوم وأن الكتاب العادي للطالب يقع في 100 صفحة بينما دليل المعلم يصل إلى 600 صفحة، وبالتالي نعول على المعلمين ليكونوا العمود الفقري لإصلاح العملية التعليمية، ونسعى إلى تمكنيهم من حقوقهم كاملة وحسن تدريبهم وتأهيلهم لتعويض أي سلبيات أو ثغرات بالعملية التعليمية.
وبشأن في المناهج والمقررات المتواجدة حاليا قال هاشم إنها "تحتاج إلى تحديث يساير النظم العلمية البناءة في الدول المتقدمة بداية من رياض الأطفال والصفوف لابتدائية وحتى الثانوية، ولكننا متفائلون بما يمكن أن تضيفه المدارس اليابانية الجديدة والتي ستتغلب على مشكلات النظام التعليمي الجديد وستتمكن من إيجاد حلول لمشكلات كعدم حضور أو انتظام الطلاب في المدارس"، كما لفت إلى حالة الجدل التي أثيرت مؤخرا بشأن وزير التعليم، أجاب أنه لا يجب علينا أن نقع فريسة للاستنتاجات الخاطئة والتفسيرات التي ترضي أهواء شخصية غير منصفة وأن نلتزم بحرفية ما يصرح به هذا الوزير أو ذاك، وأكر أننا واثقون في خطوات طارق شوقي، وعلينا التركيز على كيفية نجاح برامج التطوير وتحسين المنظومة وتوفير الاعتمادات وتدبير الميزانيات المطلوبة للتعليم وطمأنة أولياء الأمور هذا ما يجب أن ننشغل به.
وتحدث هاشم عن ظاهرة الدروس الخصوصية، مؤكدا انها ظاهرة معقدة ومتشابكة بشكل لا يسهل معه إطلاق حكم أو توقع نهائي بشأنها، ولكنها في الوقت ذاته تحتاج إلى وقفة جادة من كافة الجهات المسؤولة والمعنية، واستطرد أن صالح النظام التعليمي يكمن في محاربتها والقضاء عليها، وعلى الأسر المصرية أن تساعدنا على ذلك، وأن تدرك أن الأهم لأبنائها أن يعودوا للمدرسة مرة أخرى لتكون بيتهم الأول، وأنه مع تضافر الجهود ستعود لسابق عهدها، من حيث كونها مؤسسة تربوية وتعليمية مفيدة.
وأختتم: أعود لأؤكد على أن المعلم هو الحلقة الأهم في سلسلة النهوض بالتعليم، سنحاول جاهدين أن نجعله راضي عن مسيرته ومهنته، الجميع يريد أن يكون من الفئات الأكثر دخلا وارتياحا، لأن ذلك يمكنه من تحقيق استقرار نفسي ومادي ليوجه كل طاقاته إلى العملية التعليمية السليمة.