البابا تواضروس

أدان بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الاعتداء الآثم الذي تعرض له مفتي الديار المصرية السابق الشيخ على جمعة، معتبراً أن ذلك الحادث محاولة لزعزعة أمن واستقرار المجتمع وتعكير صفوه، خصوصًا وأنه تزامن مع مرور عام على افتتاح قناة السويس الجديدة. وقال: إننا نُدين جميع الأعمال المتطرفة التي تشهدها سيناء من وقتٍ إلى أخر ، والتي يذهب ضحيتها الأبرياء من المواطنين المدنيين وأبطال الجيش والشرطة ، مشدداً على أن مصر لا يخفيها التطرف.

 وقال في مقابلة خاصة مع "مصر اليوم": إن ما تشهده سيناء من أعمال متطرفة والتي تتم بيد هؤلاء المجرمين، لن تنال من عزيمة مصر وإصرارها على مجابهة التطرف وسحق عناصره، مؤكداً على دعم الكنيسة وثقتها  في قدرة رجال الجيش والشرطة على مواجهة هؤلاء الأشرار الذين" ، مبيناً أن "الكنيسة تُصلي من أجلهم كما تصلي من أجل الرئيس عبدالفتاح السيسي أن يعطيه الله الحكمة لنشر العدل والسلام في كل ربوع الوطن ، كما نصلي من أجل أن يعم السلام كل دول المنطقة التي تُعاني من مخاطر التطرف والعنف ."

 وأكد البابا تواضروس الثاني، أن الرئيس السيسي استطاع خلال عامين من توليه مقاليد الحكم في البلاد أن يحقق إنجازات كثيرة رغم التحديات والإرث الثقيل ، لعل أهمها مشروع قناة السويس الجديدة ، والمؤتمر الاقتصادي ، وأعاد مصر لسابق عهدها وريادتها على كافة المحافل الدولية والاقليمية ولقد ضربت للعالم أجمع أن الشخصية المصرية لايمكن أن تقف عاجزة أمام المحن والشدائد والتحديات، وقد أثبت بما لايدع مجالًا للشك ، أن مصر ولادة وأن الخير سيظل في شعبها رغم ما يُحاك لها من مؤامرات ومخططات ، مشدداً أن ما حققه الرئيس السيسي خلال عامين من مشروعات تنموية في مختلف المجالات ، لا يمكن تحقيقها في عشرات الأعوام ، فأنجازاته شاهدة عليه وهي على مرأى ومسمع من الجميع ، ولا يمكن لأحد أن ينكرها .

 وحول الأحداث الأخيرة التي وقعت في عدد من المحافظات ، وأثارت غضب الأقباط ، أكد البابا تواضروس الثاني ، أن قوى الشر تريد أن تستفيد من مثل وقوع هذه الأحداث المؤسفة ، وتردد أقاويل وشائعات مفرغة وعن جهل وتفسر هذه الأحداث وفقاً لميولها وأغراضها وهو أمر نحن واعون له تماماً ، مضيفاً :" أن المسلمين والمسيحيين تظللهم الراية المصرية وأن حرية العقيدة مكفولة لكل مصري ولكن تظل مصلحة الوطن تحكمه وتعلو فوق كل الأحداث لأن الوطن بأبنائه قادر على أن يواجه هؤلاء المغرضين، والمصريون يلتفون حول وطنهم بغض النظر عن العقيدة، وعلينا جميعاً أن نحافظ على وحدة الوطن لصالح أبنائه ومستقبل أجياله ولا يجب أن نسمح لأحد بأن يبذر بذور الفتنة".

 وحول الضجة التي أُثيرت مؤخراً حول تعديل اللائحة 38  من قانون الأحوال الشخصية ، أكد البابا تواضروس أنه تم الانتهاء من إعداد قانون الأحوال الشخصية الجديد بعد مناقشات ومشاورات واسعة حول نقاط الخلاف، وسيتم تقديمه إلى البرلمان بعد الانتهاء من إقرار قانون بناء الكنائس ، مبيناً أن أهم ملامح هذا القانون هو الأخذ بمقترح الهجر لمدة خمس سنوات كسبب للطلاق ، على أن يكون للكنيسة حقها في منح تصاريح الزواج الثاني ، كما توسعت اللائحة الجديد في تفسير آية " لا طلاق إلا لعلة الزنا" ، وأصبح أسباب بطلان الزواج تشمل الإدمان والإلحاد والأمراض التي يستحيل معها إقامة علاقة زوجية.

 وختم البابا تواضروس ، حديثه داعياً الله أن يحفظ مصر وشعبها وأن يعم الأمن والاستقرار بلاد المنطقة ، مُطالباً جموع المواطنين سواء مسلمين أو مسيحيين ، التكاتف والوقوف خلف الرئيس السيسي والجيش والشرطة ، موجهاً نصيحته للشباب قائلاً :" عليكم مسؤولية كبيرة في الوقوف جوار مصلحة هذا البلد الذي نأكل ونشرب من خيراته ، ونسرح ونمرح على ثراه ، ولا تكونوا من الذين يأخذون من مصر بإيمانهم ويطعنونها من الخلف بشمائلهم ".

وأخيرًا أبدى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، البابا تواضروس الثاني ، حزنه العميق على رحيل العالم المصري ، الدكتور أحمد زويل ، الذي وافته المنية ، الثلاثاء الماضي ، في الولايات المتحدة الأميركية ، بعد صراع طويل مع المرض ، مقدماً تعازيه للشعب المصري .
 وقال البابا تواضروس الثاني ، في أول حديث له مع "مصر اليوم" ، أنه تلقى نبأ وفاة  العالم الراحل الدكتور أحمد زويل ببالغ الحزن والأسى ، مبيناً أن وفاته ليست خسارة لأهله فقط بل لمصر وللإنسانية التي فقدت قامة علمية ووطنية عالية سوف يقف عندها التاريخ طويلاً ليسرد ما قدمه من أجل رفع اسم بلده عالياً في المحافل الدولية ، وسيظل رمزاً تنهل منه الإنسانية  لسنوات وعقود طويلة .