القاهرة - مينا سامي
كشف مطران الجيزة الفخري للأقباط الكاثوليك، ممثل الكنيسة الكاثوليكية في لجنة إعداد الدستور المصري، الأنبا أنطونيوس عزيز، أن الوثيقة التي وقّعها البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية مع البابا فرنسيس الأول، بابا الفاتيكان، لم تتضمن جديدًا في علاقة الكنيستين على الجانب اللاهوتي والإيماني، وبخاصة فيما يتعلق بالمعمودية الموحدة.
وأوضح الأنبا أنطونيوس عزيز في مقابلة مع "مصر اليوم"، إن الموقف الحالي للكنيستين مازال كما هو، ولكن الجديد الذي تم في الوثيقة التي تم توقيعها هو إعلان نية صلبة وبشدة في ألا تُعاد المعمودية بعد ذلك، وذلك بمحاولة السعي نحو هذه الوحدة الإيمانية، مضيفًا أنّ الوثيقة لها أهمية أخرى وهي أن تعيد للأذهان ما حدث في عام 1973 بين البابا بولس السادس والبابا شنودة الثالث، في إطار خطوات توحيد الكنيستين، وهو الإقرار على أن إيمان الكنيستين واحد حول طبيعة السيد المسيح.
وكشف عزيز أن السبب الحقيقي وراء عدم الوصول لوحدة بين الكنيستين هو عدم وجود دراسة مضبوطة وواضحة للتاريخ بين الكنيستين، وعدم انفتاح القلب على رغبة الله في توحيد الكنيسة، فضلاً عن أن البعض يحاول البحث عن الفروق بين الكنائس والبعض يبحث بالفعل عنها ويعلنها، برغم أننا يجمعنا كتاب مقدس واحد ودم شهداء واحد، فالإرهاب المتطرف لا يفرق بين دم أبناء الكنيسة، مشددًا على أن الكنيسة الكاثوليكية بمصر والكنيسة القبطية الأرثوذكسية شيءٌ واحد، وإيمانهم واحد وليس مجرد تشابه بينهما، فالكنيستان يعبدان بنفس الطقوس والتقاليد والقراءات، أما الفارق الوحيد بي الأقباط الكاثوليك والأقباط الأرثوذكس هي الرئاسة فقط؛ فالأرثوذكس يتبعون بابا الإسكندرية "البابا تواضروس"، والكاثوليك يتبعون البطريرك الممثل لهم في مصر "الأنبا إبراهيم إسحق"، وبابا الفاتيكان على الصعيد الدولي.
وأشار عزيز إلى أن هناك بعض المفاهيم المغلوطة التي يتم ترديدها من جانب البعض، في إطار الإعلان عن وجود خلافات بين الكنائس في الطبيعة الإيمانية، ولكن كل هذه ليس لها أساس في بعض الأحيان، وفي أحيانٍ أخرى، يوجد اختلافات في بعض المصطلحات الكنسية، ولكنها ليست مؤثرة في قضية وجود خلاف ديني بين الكنائس، مؤكّدًا أنّ زيارة بابا الفاتيكان كانت ناجحة على كافة المستويات سواء السياسي أو الاقتصادي أو الأمني، لتؤكد للعالم كله أن مصر بلد أمن وسلام ومحبة، ومعتبرًا أنّ زيارة بابا الفاتيكان لمصر، تأتي في ظل أهمية مصر التاريخية، قائلا: "سنرى نتائج إيجابية لهذه الزيارة على المدى القريب خلال الفترة المقبلة".