الشارقة ـ زكي شهاب
أكد وزير الثقافة المصريّ السابق الدكتور فارق حسني، أن الشرارة الأولى للثورة انطلقت من المُثقفين والمُبدعين، وأن الشعب المصريّ تمكّن من استرجاع حقه في الحياة وفي الثقافة، التي تُعتبر ركنًا جوهريًا في حياته. وعن الظروف الصعبة التي مرت بها مصر في الفترة السابقة، من أجواء ملؤها القلق على الثقافة والمُثقفين، وكل ما يتعلق بحرية الإبداع، أمل الدكتور حسني، في حديث خاص إلى "مصر اليوم"، في "ألا تعود تلك الأحداث مرة أخرى، ولكن أعتقد أن الأمر سيتطلب جهدًا كبيرًا للغاية، كما أنني على يقين أن زميلي ووزير الثقافة الحالي الدكتور صابر عرب سيعمل على استعادة مكانة مصر الثقافيّة، ولا شك في أن مصر تزخر بزادٍ ثقافيّ وحضاريّ كبير جدًا، بالإضافة إلى ما تنطوي عليه من إمكانات تاريخيّة وأثريّة وإبداعيّة توارثتها الأجيال المتعاقبة طيلة عقود من الزمن وتعود إلى آلاف السنين، وهذه مسؤولية خطرة جدًا، كانت ستلقى مصيرًا من الضياع، لكن الحمد الله أن الشعب المصريّ تمكن من استرجاع حقه في الحياة وليس فقط في الثقافة، وهي جزء من حياته، ولكن الشعب استطاع بقوته وعزمه أن يستعيد بلده وحياته". واعتبر وزير الثقافة المصري الأسبق، أن "أعظم حدث انطلقت منه ثورة 30 حزيران/يونيو في مصر، كان في تظاهرة المثقفين والمبدعين الذين قادوا الثورة، وهو ما يمنحهم قدرًا كبيرًا جدًا من المسؤولية الاجتماعيّة والتاريخيّة والسياسيّة، وأنا أرى أن المثقف والكاتب وكل من يمتلك من قدرة على الإبداع، له دور مهم جدًا، لا سيما أننا عشنا فترة حارقة جدًا بعد أن تم فرض سيطرة شبه كاملة على الشباب الذين كان يتم توجيههم نحو الزوايا والجوامع ويستمعون إلى أناس لا يفقهون في الدين ليتكلموا عنه, وكانوا يمنعونهم من الذهاب إلى الدور الثقافية، والتي كلفت الدولة الكثير وتم تشييدها خصيصًا لهؤلاء الشباب، وهنا كانت مأساة في الحقيقة، ونأمل في أن يستعيد شباب مصر مكانتهم الطبيعية، وأن يتوجهوا إلى مراكز وقصور الثقافة والمكتبات ودور المحافل الدولية التي تُقام في القاهرة". وأبدى د.فاروق، سعادته بتكريمه في معرض الشارقة الدولي للكتاب، واختياره كأفضل مثقف للعام 2013، مضيفًا "في الواقع هو شعور جارف جدًا ولا أقدر على وصفه، لقد اعتدت على التكريمات في عدد من أقطار العالم، لكن التكريم هنا في الشارقة وفي معرض الكتاب يكتسي طعمًا خاصًا جدًا، ورغم أنني أتبنّى موقفًا ضد التكريمات طوال عمري ولا أُحبذ كثيرًا المشاركة في المعارض لمجرد الفوز بجائزة، لكن عندما دُعيت من قبل الشيخ سلطان بن حمد القاسمي، رحّبتُ بالجائزة، لأنها صادرة عن رجل يتميز بحضور جارف، وشخصيًا أكنّ له كل التقدير، كما أنني أشعر أيضًا أنها جائزة صادقة، وهذا أهم ما في الأمر لأنها تذهب إلى أشخاص تم اختيارهم بناء على مسيرتهم في خدمة الثقافة ومعناها، أن يكونوا تحت أقدام الثقافة وخادمين للمُثقّفين ومُدركين للمسؤوليات المُناطة بعهدتهم على هذا الصعيد".