القاهرة - محمد فتحي
كشف المستشار في أكاديمية ناصر العسكرية وقائد الحرس الجمهوري المصري السابق اللواء محمود خلف أن المشهد السياسي الحالي في مصر غير مرتبك، كما يردد البعض، لأن القيادة السياسية لديها إستراتيجية واضحة تسير عليها، مشيرًا إلى أن الجيش قادر على فرض إرادة المصريين في الاستفتاء على الدستور، مشدِّدًا على أن الإخوان صفحة انطوت في تاريخ مصر، وفتحنا لهم الباب للعودة ولكنهم قرروا الانتحار السياسي، ولذلك فنهاية تنظيم الإخوان في العالم كله سيكون بأيدينا، مؤكِّدًا أن رفض قائدٍ ذي خلفية عسكرية كما يروج البعض غير منطقي، فالقائد العسكري يحصل على شهادات علمية وإدارية لن يستطيع أي مدني أن يحصل عليها، ولذلك فهو كفاءة عظيمة . وأوضح في مقابلة خاصة لـ "مصر اليوم" أن "جماعة "الإخوان" التي تستهدف إرباك الدولة وتعطيل خارطة الطريق يعرفون جيدًا أن وصول مصر إلى الاستفتاء على الدستور هي النهاية الحقيقية لهم"، قائلاً: "هم لا يفهمون ولا يريدون أن يفهموا أنها إرادة "90" مليون مصري، ولن تستطيع أي جماعة أو عصابة مهما كان حجمها وقوتها عظيمًا أن تقف أمام هذه الإرادة". وأكَّد: "التاريخ يشهد أن شعب مصر لم يرضخ لأي عدوان أو تحدٍّ، وخير دليل أننا حاربنا ثلاث دول في آن واحد وانتصرنا عليهم، كذلك استطعنا أن نحرر أرضنا في سيناء من العدو الصهيوني، وما يحدث اليوم لا يُذكر في المعارك الكبرى التي خاضها الشعب المصري وقواته المسلحة وانتصر فيها بفضل الله". وأشار خلف إلى أن القوات المسلحة تبعث برسالة اطمئنان إلى كل الإخوة العرب وتقول لهم "مصر بخير وكل الأمور تحت السيطرة، وعلى الرغم من الإرهاب إلا إننا سننتصر، ولدينا الاستعداد الكامل لدحر هؤلاء, ورغم ذلك لدينا مرارة حقيقة لسقوط ضحايا من أبناء مصر الشرفاء، الذي يجب أن لا يسقطوا أبدًا إلا بأيدي العدو الصهيوني، ولكن للأسف يسقطون بأيدي فصيل يريد السلطة، فلتذهب السلطة إلى الجحيم، فلا يوجد أبدًا منصبٌ يستحق أن تُراق دماء مصري بسببه على يد مصري آخر بأي حال من الأحوال، ومع ذلك نعلم جيدًا أن لديهم أجندات خارجية ينفذوها، ويريدون تخويف الشعب، ولكن المصري لا يخاف، والقوات المسلحة والشرطة قادرة على فرض الأمن والنظام الدقيق فرضًا". وشدَّد المستشار العسكري لأكاديمية ناصر على أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي قال سوف نستخدم القوات الخاصة في تأمين الاستفتاء في المناطق النائية والحدودية والملتهبة بالأحداث التي تتمركز فيها جماعة الإخوان مثل جنوب الوادي التي يُرهبون فيها الناس بالأسلحة، مؤكدًا أن القوات الخاصة قادرة على سحق كل من سيحاول تعطيل هذا الاستحقاق المهم". وأعلن: "الجيش قادر على فرض إرادة الشعب المصري على الرغم من ضغوط الاتحاد الأوروبي وأميركا، ونؤكد لهم أن مصر استعادت اتزانها كدولة قوية، وسوف تستدعي القومية العربية وتعود لقيادة الشرق الأوسط العربي". وأشار خلف إلى الدور المهم الذي لعبته الدول العربية الشقيقة في مساندة مصر أمام الرأي العام العالمي من ناحية، وفي الجانب الاقتصادي من ناحية اخرى، مؤكدًا أن صلابة بلاده وقوتها تأتي اولا من انتمائها إلى محيطها العربي، لافتًا في الوقت ذاته الى أن "قوة العرب لا تصبح فاعلة الا بقوة مصر، فهي معادلة متكاملة لا بد أن يعرفها الجميع". وأكَّدَ: "الإخوان صفحة انطوت في تاريخ مصر، وفتحنا لهم الباب للعودة ولكنهم قرروا الانتحار السياسي، ولذلك فنهاية تنظيم الإخوان في العالم كله سيكون بأيدينا، فلن يكون هناك وجود لهؤلاء المتأسلمين". وعن ما تشهده سيناء من هجمات ارهابية، أوضح مستشار أكاديمية ناصر العسكرية: "أنا أعتبر أن القوات المسلحة استفردت بالعصابات في سيناء، وسوف تقضي عليهم قريبا"، مبيّنًا: "كلمة الإرهاب في سيناء غير دقيقة ، فسيناء ليس فيها إرهاب لان مساحة سيناء كبيرة، إذ يبلع طولها 410 كيلو مترات وعرضها 270 كيلو مترًا، والإرهاب موجود في منطقة محددة المعالم فهو موجود فقط في الركن الشمالي الشرقي في سيناء بعرض 14 كيلو هي حدودنا مع "حماس"، وبطول يمتد حتى العريش، وللأسف هؤلاء يستغلون وجود المدنيين بينهم لان منطقة الشيخ زويد وغيرها من مناطق تجمُّع الإرهاب يوجد فيها 320 ألف مواطن، ولذلك تواجه القوات المسلحة صعوبة في العمل بقوتها حفاظًا على المدنيين". وأعلن: "مساحة سيناء تعادل مساحة 18 محافظة من محافظات مصر، فلو حسبنا ما يحدث في محافظتين أو ثلاث من أحداث فستكون أكبر مما يحدث في سيناء، فجنوب سيناء من دون إرهاب، وقناة السويس تعمل من دون تعطيل، فإعلام الاخوان يروج ويهول بهدف تشويه سمعة مصر عالميًا". وعن الجدل المثار عن الانتخابات البرلمانية والرئاسية أوضح اللواء خلف: "البداية بأي منهما له ميزاته وعيوبه، وكلاهما سيؤدي إلى الهدف ذاته وهو بناء مؤسسات الدولة المصرية بشكل صحيح، ولكن طبقًا للدستور هناك إشكالية واضحة، فلو تم اجراء الانتخابات البرلمانية أولاً، فهناك النسبة التي يعيِّنها رئيس الجمهورية ستكون غير موجودة فيكون البرلمان ناقصًا، ويؤدي ذلك الى خلل في التشريعات قد يستغلها المتربصون بمصر لخلق نوع من البلبلة واطالة خارطة المستقبل، وبذلك يكون البرلمان معطلاً لحين اجراء انتخابات الرئيس، ولذلك يفضل ان تكون الانتخابات الرئاسية اولاً، وأعتقد ان هذا الجدل حُسِم، فالحوارت الوطنية التي اجرها الرئيس الموقت عدلي منصور حَسَمت الانتخابات الرئاسية اولا". وعن مواصفات الرئيس المقبل، أكَّد مستشار أكاديمية ناصر العسكرية أن الرئيس المقبل لا بد أن يحظى بشعبية كبيرة لأنه سوف يواجه تحديات كبيرة، مشيرًا إلى أن الفريق اول عبد الفتاح السيسي الأنسب لهذة المرحلة فهو لديه ظهير شعبي قوي، يجعله صلبًا في معاركه ضد الارهاب والتطرف، ويمنحه القوة للنهوض بمصر سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا". وأوضح: "رفض قائدٍ ذي خلفية عسكرية كما يروج البعض غير منطقي، فالقائد العسكري يحصل على شهادات علمية وإدارية لن يستطيع أي مدني ان يحصل عليها ، ولذلك فهو كفاءة عظيمة".