القاهرة ـ أشرف لاشين
اعتبر رئيس الحزب "الاشتراكيّ المصريّ" القيادي في جبهة "الإنقاذ الوطنيّ" المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، أن "الثورة المُضادة" تعود مرة أخرى إلي صدارة المشهد، إلا أنه من المؤكد أن الشعب أقدر على حسم الأمور في النهاية، مؤكّدًا أن الشعبية الجارفة للمشير عبدالفتاح السيسي تؤهله للفوز بالانتخابات الرئاسيّة من الجولة الأولى. وأكّد شعبان، في حوار خاص إلى "مصر اليوم"، أن هناك الكثير من الأسباب التي لعبت دورًا مهمًا في صول جماعة "الإخوان" إلى حكم البلاد، منها الدعم الخارجيّ الذي تلقّته الجماعة، والأخطاء التي وقع فيها المجلس العسكريّ بقيادة المشير حسين طنطاوي وسامي عنان، وأنه على الرغم من مرور 3 أعوام علي ثورة كانون الثاني/يناير 2011، إلا أنها حتي هذه اللحظة لم تُحقق الأماني التي تطلّع لها المصريون في الأيام الأولى من الثورة، والتي جسّدتها في شعار بديع وعميق وهو " عيش ـ حرية ـ عدالة اجتماعية ـ كرامة إنسانيّة، وأن هذا الشعار يشمل طموحات الشعب المصريّ كافة، ولكن للأسف لايزال العدل غائبًا، وما تحقق من الحرية قليل، وأن حزبه يحمّل الثوّار من جهة، ونظام مبارك وما تلاه من جهة أخرى، المسؤولية المباشرة عما حدث من تطوّرات، بعدت بنا عن الهدف المرجو الذي خرجت من أجله الثورة، فنظام مبارك الذي سقط رأسه فقط في "25 يناير" سلّم السلطة إلى الجناح الدينيّ الرأسماليّ المتمثل في حكم جماعة "الإخوان"، وحينما ثار الشعب المصريّ على "الإخوان"، دفع بالبلاد إلى أتون "الإرهاب والفوضى"، الأمر الذي غيّر من صورة المطالب الأساسيّة للثورة مُجدّدًا، وأنه على يقين من أن الثورة صنعت ما هو أهم وأبقى، وهو رفع مستوى وعي الشعب المصريّ، إلي درجة يصعب تصوّر إمكانيّة خداعة أو التحايل عليه مرة أخرى، معربًا عن تفاؤله، لأن إرادة المصريين التي أزاحت رئيسين في أقل من 3 سنوات، أكبر بكثير من أية قدرة علي تحطيمها ، وأنه على يقين أن ثورة الجماهير الغفيرة الممتدة تُنجز أهدافها عبر مجموعة من الموجات الثوريّة، ففي كل مرة تطيح الثورة بجانب من أعداء الشعب، ورغم ما يبدو ظاهريًّا أن الثورة المضادة تعود مرة أخرى إلى صدارة المشهد، فإنه من المؤكّد أن الشعب أقدر على حسم الأمور في النهاية. وتوقع رئيس "الاشتراكيّ المصريّ"، أن ينتظر الشعب على رئيس مصر القادم إلى حين تحقيق مطالبه التي يحلم بها، قائلا "الشعب عميق الجذور والأصول الحضارية وهو يُدرك جيدًا طبيعة الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد، وإذا ما خاطبنا عقله ووجدانه، ورأى في من يخاطبة ملامح الصدق والأمانة والرغبة الحقيقيّة المدعومة بخطة زمنيّة واضحة المعالم قاطعة الالتزام، حتى لو اقتضى الأمر أن "يربط الحزام على بطنه لسنوات مُجدّدًا"، فلن يتأخر، فقد مرّرنا بمرحلة أكثر صعوبة بعد هزيمة 1967م المريرة، واقتضى الأمر شد الأحزمة على البطون لقرابة 7 سنوات عجاف، حتى تم تحرير الأرض المحلتة في حرب أكتوبر 1973م، يومها تحمّل الشعب المصريّ مؤونة إعادة بناء الجيش المهدم، وتهجير 3 مدن كاملة من مدن القناة بملايينها الغفيرة، بسبب الهجمات الضاربة من العدو على المصانع، ويومها لم يرفض الشعب التضحية، لأنه يُدرك أن ذلك طريق الحرية، كما كان يرى الجيش وهو يقاتل الظروف العصيبة لكي يقف على قدميه لكي ينتصر، وهو ما تحقّق، والشعب إذا ما شعر مرة أخرى وهو يخوض هذه المعركة الصعبة والشرسة ضد العدو الخارجيّ و"الإرهاب الداخليّ"، لن يتردّد أبدًا عن الصبر والتحدي والتضحية، شرط أن يثق أن من يطالبه بهذه التضحية يتقدم الصفوف ويدفع الثمن ويُحمّل الطبقات الغنية التي طالما كنزت المليارات من عرق الشعب وتضحياته، أن يدفعوا هم أيضًا نصيبهم من التكلفة المطلوبة . وعن الأسباب التي أدّت إلى وصول جماعة "الإخوان" إلى حكم البلاد، أكّد القيادي في جبهة "الإنقاذ الوطنيّ"، أن وصول "الإخوان" إلى الحكم كان وراءه عدد من الأسباب الداخليّة والخارجيّة الذاتية والموضوعية، وأن الحزمة الأولى من الأسباب الداخليّة يمكن إجمالها في التالي: أولاً: غياب القيادة الثوريّة إبان ثورة 25 كانون الثاني/يناير، الأمر الذي أدّى إلى ضعف تأثيرها على خارطة المستقبل اَنذاك. ثانيًا: تصدّر جماعة "الإخوان" المشهد، بما تملكه من إمكانات بشرية ومادية هائلة، ساعدها على إبراز دورها بأكبر مما تمتلكه في الواقع، وكذلك الدور الذي لعبه المجلس العسكريّ السابق بقيادة القائد العام السابق للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي، ورئيس أركان القوات المسلحة السابق الفريق سامي عنان، لمحاولة امتصاص الزخم الثوريّ، وتصوّره أن الجماعة هي الوحيده المؤهلة للجم الطاقة الثوريّة في الشارع المصريّ، والعبور بالبلاد إلى لحظة استقرار سياسيّ تحافظ على النظام، وإن تغيّر شكله ورئاسته. وأضاف شعبان، أن هناك أسبابًا خارجيّة أخرى لعبت دورًا أساسيًّا في وصول "الإخوان" إلى الحكم، وأهمها الموقف الأميركيّ الذي دفع بقوة لمساعدة "الإخوان" إلى كرسي الحكم، بسبب التوافقات التاريخية مع الجماعة، والضمانات التي قدمتها الجماعه لواشنطن، للحفاظ على مصالحها في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك ضمان قبول "حماس" للتهدئه المستمرة مع إسرائيل، ويضاف إلى ذلك كله أيضًا دور الجماعة في خدمة مشروع تمزيق العالم العربيّ إلى أقليّات، وتفتيت البنية التاريخية، وإعادة رسم خرائط المنطقة، بما يضمن هيمنة إسرائيل والغرب بقيادة الولايات المتحدة على المنطقة بأكملها، مشدّدًا على أن الأمن المصريّ القوميّ للمرة الأولى في تاريخه الحديث يتعرّض لتهديدات عميقة، تشير إلى مؤامرة مُحكمة، حيث أنها محاصرة من "إرهاب داخليّ" منتشر بدعم من الأطراف الخارجيّة أمثال دول "قطر وتركيا والولايات المتحدة"، بالإضافة إلى سيولة الأسلحة المهرّبة من ليبيا والسودان، والتي تمثل خطرًا شديدًا يُهدّد البلاد داخليًّا، وأن الطريق طويل في "الحرب على الإرهاب"، التي لن تتوقف لاستهدافهم مصر، وأن المشكلة ليست في "قانون الإرهاب"، أو إصدار أي قانون آخر، ولكن المشكلة تكمن في تطبيق تلك القوانين، لمنع تعرّض المواطن للإرهاب أو ترويعه من قبل أية جهة أيًا كانت، والأولويّة في ذلك تأمين المواطن وشعوره بالأمن والأمان. وأشار القيادي في "الإنقاذ"، إلى أن دور القوى السياسيّة المصريّة يبدى الكثير من القلق، لتراجع دورها بعد 30 حزيران/يوينو، حيث أُصيبت بـ"الخرس"، وتراجعت وتركت الأحداث تتداعى من دون أي موقف، فيما طالبها بأن تعود إلى دورها الحقيقيّ في اللحظات العصيبة التي يمر بها الوطن، مضيفًا "لا يمكن ترك الشرطة والجيش يخوضان مهمة محاربة الإرهاب وحدهما، وأن تنمية صعيد مصر ومحافظات الوجه البحريّ والقبلىّ يجب أن يكونوا على جدول أعمال مُرشّحي الرئاسة بعد فوزهم بالانتخابات، وأن حزبه سيدعم وزير الدفاع السابق المشير عبدالفتاح السيسي، في الانتخابات الرئاسيّة المقبلة، وأن الشعبيّة الجارفة التي يتمتع بها السيسي والظروف الراهنة التي تمر بها البلاد، التي يرى البعض أنها تحتاج إلى شخصية قوية لتتولى إدارة شؤون البلاد، تؤهله للفوز من الجولة الأولى، وأن ترشّح آخرين لخوض الانتخابات ضد المشير، أمر ضروريّ لإكساب معركة الانتخابات عمقًا ديمقراطيًّا حقيقيًّا والتي تدفع بمصر إلى الأمام.