الدكتور مصطفى البرغوثي

أكّد أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينيّة، وعضو وفد المصالحة، الدكتور مصطفى البرغوثي أنَّ التهديدات الإسرائيليّة والأميركيّة الأخيرة لن تؤثر على اتفاق المصالحة، أو تدفعها إلى التراجع خطوة نحو الوراء. واستهجن البرغوثي، في حديث إلى "مصر اليوم"، "الموقف الأميركي من المصالحة الفلسطينية"، داعياً الإدارة الأميركيّة إلى "مراجعة حساباتها، تجاه فهمها للمصالحة الوطنية، ووقف تحيّزها للاحتلال". وأوضح البرغوثي أنَّ "حكومة الوحدة الوطنية المنوي تشكيلها ستتولى ثلاث مهام رئيسيّة، وهي التحضير لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، ومعالجة القضايا والملفات الصعبة والقاسية، ومنها الحصار المفروض على قطاع غزة، وإنهاء أزمة معبر رفح بالتفاهم مع مصر، وأخيرًا تنفيذ سائر بنود إتفاق المصالحة الوطنية". وأشار البرغوثي إلى أنَّ "جلسات الحوار التي عقدت في غزة، خلال اليوميين الماضيين، شهدت أجواء إيجابية من جميع الأطراف المشاركة"، مبيّنًا أنَّ "اتفاق المصالحة الأخير ليس كسابق المباحثات والاتفاقات، إذ كانت الظروف هذه المرة إيجابية، نتيجة للظروف التي أحاطت بكل الأطراف الفلسطينية". وبشأن شكل الحكومة المقبلة، أكّد أنَّ "الحكومة الفلسطينية المقبلة سيترأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كما تمَّ الاتفاق عليه في إعلاني القاهرة والدوحة، فيما سيكون تشكيل الأجهزة الأمنية، وفق الاتفاق الذي تمَّ التوقيع عليه في القاهرة، بالرعاية والمسؤولية المصرية عنه". ولفت البرغوثي إلى أنَّ "وفدي المصالحة وضعا مصلحة الشعب الفلسطيني على سلم الأولويات، وغضب الاحتلال وأميركا خير دليل على أن قيادة الشعب الفلسطيني تسير في الاتجاه الصحيح". وشدّد البرغوثي على أنَّ "الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبدى استعداده الكامل، خلال اجتماعه مع وفد منظمة التحرير، قبل مغادرة الأخير للقطاع، لفحص القضايا المتعلقة بالإعتقال السياسي كافة، بغية إنهاء هذه الظاهرة تماماً". وعن زيارة الرئيس عباس إلى غزة، اعتبر البرغوثي أنّه "من المبكر الحديث عن زيارة الرئيس إلى غزّة، ولكن أتمنى أن يحدث ذلك في القريب العاجل" . وكشف، بشأن المفاوضات، عن أنَّ "الإسرائيليين يرفضون جملة وتفصيلاً فكرة إقامة دولة فلسطينية، أو أن يكون للفلسطينيين وجود في القدس، أو أن يعود أي لاجئ فلسطيني إلى وطنه، كما انهم يرفضون أيضًا إزالة المستوطنات من الأراضي المحتلة، على الرغم من مخالفتها للقانون الدولي". ويرى البرغوثي أنَّ "العملية برمتها تشير إلى حقيقية الحكومة الإسرائيلية، لذلك بات من العبث، وعدم الفطنة السياسية، المراهنة على إمكان التفاوض معهم، أو الوصول إلى نتيجة مع تركيبة مثل الموجودة في حكومة إسرائيل". واعتبر البرغوثي أنَّ "توحيد الصف الوطني الفلسطيني أهم شيء يجب الإسراع فيه، بغية التصدي للهجمات الاستيطانية"، داعيًا إلى "توفير شبكة أمان سياسي ومالي، لدعم المصالحة الفلسطينية، والتصدي للضغوط الصهيونية والأميركية". وأعرب النائب البرغوثي عن "إيمانه بأنه لا توجد قضية تجمع عليها كل الشعوب العربية مثل قضية فلسطين، ونأمل أن تمر هذه الفترة العابرة، ونرى تضامنًا واسعًا"، مناشدًا الأمة العربية بأن "تشاركنا في هذه المرحلة، ودعم المصالحة الفلسطينية". وبشأن العلاقات بين مصر وفلسطين، أكّد البرغوثي أنَّ "مصر كانت دائمًا السند الأكبر لفلسطين، وفي الفترة الأخيرة ظهرت بعض الشوائب، التي يجب أن تزول بسرعة، لأن العلاقات بين الشعبين أسمى من أيّة علاقة أخرى، ومصر كانت الداعمة للوحدة الوطنية، ونأمل أن تظل كذلك"، معتبرًا أنّه "دون مصر قوية لا يمكن للعالم العربي ان يكون له دور في المنطقة، ونأمل أن تستعيد مصر عافيتها، وتكرس نظام ديمقراطي حقيقي، وأن تكون سنداً قويًا للقضية الفلسطينية".