الدكتور عمرو عبدالحكيم عامر

كشف نجل وزير الدفاع المصري الأسبق، الدكتور عمرو عبدالحكيم عامر، أن والده المشير عبدالحكيم عامر قُتل بفعل فاعل، مستندًا على تقارير الطب الشرعي، التي أثبتت أن والده مات مقتولًا، ونفى أن يكون المشير مات منتحراً, وأعلن أن هناك أطراف لها مصلحة في التخلص من المشير، في ظل تزايد الغضب الشعبي آنذاك من الهزيمة التي لُحقت بالقوات المسلحة عام 1967 ، لافتًا إلى أن التخلص من والده كان هو الحل الأمثل للخروج من تلك الأزمة .

وأكد على أن ثورة 23 تموز/يوليو 1952 ، هي الثورة الشعبية الوحيدة التي حققت أهدافها  التي اندلعت من أجلها  كاملةً ، ومازال الشعب حتى وقتنا الراهن يُجني ثمارها ، وهي صاحبة فضل كبير على أبناء جيل الستينات والسبعينات ، الذين تمكنوا من الالتحاق بالتعليم بعد أن كان مقتصرًا على أبناء الأغنياء ، واستكمال دراستهم الجامعية في الخارج ، وتولى مناصب قيادية في الدولة، وفي الجيش والشرطة والقضاء بعد أن كانت هذه الوظائف قاصرة على أبناء طبقة بعينها وغير مسموح لباقي المصريين من توليها .

وأوضح في مقابلة مع "مصر اليوم"، والتي تزامنت مع حلول ذكرى ثورة 23 تموز/يوليو، أن سبب نجاح تلك الثورة كان يكمن في وجود قادة الجيش آنذاك على رأس الثورة ، والتحام الشعب معهم ، وأن النجاح كان حليفها ، خلافًا لثورة 25 كانون الثاني /يناير 2011 ، التي قام بها الشعب، غير أن عدم وجود قائد على رأسها، كان سببًا ندفع ثمنه الآن.

 وبيَّن أن هناك مشكلة رئيسية في مصر مازالت حتى الآن حتى بعد ثورتين شهدتهما البلاد خلال فترة زمنية قصيرة ، وهي أن عقيدة الماضي مازالت هي السائدة والتي تحكم حتى الآن ، مبيناً أنه يتم إختزال أي ثورة في صورة شخص معين دون باقي الأطراف الفاعلة فيها ، وهو ما حدث في ثورة 23 تموز/يوليو ، تم إختزالها في شخص الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ، على الرغم أن الرئيس الراحل كان أحد الضباط الأحرار الذين قاموا بثورة، وكشف أن هناك مجهولين آخرين كان لهم دورًا كبيرًا في نجاح تلك الثورة ، لا يقل عن دور الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بل قد يفوق هذا الدور ، ومع ذلك تم تجاهلهم تماماً ولم يذكر التاريخ عنهم شيئاً ، معرباً عن إستيائه الشديد من تجاهل الأنظمة المتعاقبة تكريم تاريخ والده .

وأشار إلى أنه بعد 5 سنين من اندلاع 25 كانون الثاني/يناير 2011 ، مازال ثابتاً عند رأيه ولم يغيره حول وصفها من كونها ثورة أم مؤامرة قائلاً : " من الصعب أن أحكم على تلك الوجوه الشابة التي رأيتها في ميدان التحرير ، تهتف وتنادي بأهداف سامية ونبيلة من " عيش-وحرية-وعدالة اجتماعية " ، أن هؤلاء متآمرين كما يحلو البعض أن يطلق عليهم ، فهؤلاء قدموا أسمى ما يملكون في سبيل نهضة وتقدم وطنهم ، والعيش في مستقبل أفضل مما كان عليه آبائهم " ، مضيفاً أن من ضمن مشكلات مصر الرئيسية ، هي وجود بعض  ما يطلق عليهم " نخبة " ، وهم أبعد ما يكون ، يغيرون آرائهم وفقاً للأهواء والمصالح واراضاءً لآخرين ، مبيناً أن سبب فشل الثورة في تحقيق أهدافها حتى الآن ، هو عدم وجود قائد لها ،وهو ما استغلته جماعة الإخوان المحظورة ، في الاستحواذ على تلك الثورة والجلوس مع المجلس العسكري الأسبق آنذاك والتحدث باسمها .

وأضاف, "هناك تشابه كبير بين ما حدث في 23 تموز/يوليو 1952 ، وبين ما حدث في 30 حزيران/يونيو 2013 ، فكلاهما ثورتين ، الأولى قام بها الجيش وانجاز لها الشعب ، والثانية قام بها الشعب وانحاز له الجيش ، حال عدم قيام الأولى ، لاستمر أبناء وأحفاد الملك فاروق هم من يحكموننا ، أمام الثانية ، حال عدم قيامها لكنا أمام مصير أسوأ مما عليه سورية والعراق" .

وحول اتهامات البعض بأن والده هو السبب فيما تعرضت له البلاد عام 1967 ، قال: "التاريخ في مصر يكتب وفقاً للأهواء ولصالح من يسيطرون على المشهد"،  مبيناً أن سبب النكسة قرار سياسي خاطئ ومتعجل لم يُدرس جيداً ، حيث قام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بإغلاق خليج العقبة ، ونصف قوات الجيش كانت متواجدة في اليمن ، والنصف الأخر كان متواجداً في سيناء ، وبالتالي دخلنا في حرب لم يكن الجيش مستعداً لها على أكمل وجه ، مضيفاً أن البعض من كانوا يتصدرون المشهد آنذاك حاولوا إلصاق سبب الهزيمة إلى المشير عبدالحكيم عامر .