القاهرة : مصطفى الخويلدي
كشف رئيس هيئة الإسعاف المصرية الدكتور أحمد الأنصاري، عن معاناة رجال الإسعاف من كمية البلاغات الوهمية التي تصل إلى حوالي 45 ألف بلاغ وهمي، ويستقبلون يوميًا 60 ألف بلاغ منها أكثر من 85 % وهمية، مطالبًا بسن تشريعًا جديدًا لتجريم البلاغات الوهمية ومعاقبة مبلغيها وتجريم التعدي على رجال الإسعاف.
وأضاف الأنصاري في تصريحات خاصة إلى "مصر اليوم"، أن عدد نقاط الإسعاف في مصر تصل إلى 1600 نقطة على مستوى الجمهورية، وأشهرها على الطرق ذات الكثافات المرورية المرتفعة مثل مصر، إسكندرية الصحراوي، والطريق الساحلي الدولي والصحراوي الشرقي، مشيرًا إلى أن أطقم الإسعاف مميزة تعمل تحت ظروف قاسية.
وتابع "يتم التغلب على المشكلة التي تواجه المسعفين على تلك الطرق من طول مسافتها وبعدها عن مقدمي الخدمات الطبية، بوضع سيارات اسعاف كبيرة تنقل أكثر من مصاب وتستطيع قطع مئات الكيلو مترات في وقت قصير جدًا، فضلًا عن تجهيزاتها الطبية التي تختلف عن تجهيز سيارة الإسعاف العادية الأخرى، فضلًا عن تزويد نقاط الإسعاف". وعن حادث الطائرة الروسية ودور الإسعاف بها، أشار إلى أنه تم تحريك أكثر 255 سيارة لم يشعر بها أي مواطن باستخدام خطة إزاحة كاملة فتم تحريك سيارات من محافظة بني سويف بصعيد مصر لتغطية أطراف كتوبر والجيزة وتم إدخال سيارات الجيزة وأكتوبر إلى القاهرة وصولًا إلى مكان الطائرة، مشيرًا إلى أن السفارة الروسية قدّمت خطاب شكر للإسعاف المصري عن طريق الخارجية، أشاد فيه الجانب الروسي بأمانة الإسعاف المصري وطريقة تعامله مع جثث الضحايا والحفاظ على متعالقاتهم حتي تم تسليمها لذويهم.
وأشار الأنصاري إلى أن البلاغات 3 أنواع منها الحالة الطارئة ويتم الاستجابة لها بنسبة 85 % منها وفقًا للمعايير العالمية من 8 إلى 15 دقيقة، و15 % لها لم نقدر على توفير الخدمة لهم وذلك يرجع لأسباب عدم دقة البلاغ تأخر وصول السيارة على الطريق أو كثافة البلاغات في وقت واحد، والحالة الثانية هي الحالات العاجلة بمعنى أن هناك مريض في حالة حرجة نسبيًا وموجود في مكان خدمة طبية وسيتم نقله إلى مكان خدمة طبية أخرى وزمن الاستجابة بها من 30 دقيقة إلى ساعة عالميًا، والحالة الثالثة هي تتمثل في مريض كل متعلقته وفحوصاته في المستشفى إلى نه يحتاج لرعاية أثناء نقله وزمن الاستجابة بها عالميًا تصل لمدة 6 ساعات وممكن إنهاء البلاغ، مؤكدًا أن الشكوى غالبًا ما تتكرر من النوعين الثانية والثالثة.
وواصل أن هيئة الإسعاف تتلقى 60 ألف مكالمة يومية85 % منها مكالمات وهمية ونقدم خدمة لأكثر من 5 آلاف حالة يومية وإجمالي الخدمات سنويًا مليون و400 ألف خدمة تقريبًا من طوارئ ونقل خدمات عاجلة وغيرها. وحول خدمة الإسعاف الطائر أكد أن خدمة الإسعاف الطائر عالميًا وليس في مصر وحدها، وتستخدم لدواعي الإنقاذ في أماكن محددة مثل الطبيعة الجبلية كما دولتي فينا و النمسا، ودواعي الإخلاء وإنقاذ الحياة لأسباب أخرى، مشيرًا إلى انتشار الإسعاف الأرضي في مصر بصورة جيدة، وأن الطبيعة الأرضية لمصر منبسطة وليست جبلية، وبالتالي فدواعي الإسعاف الطائر فيها قليلة.
واستطرد قائلً "أن الأسعاف الجوي في مصر يستخدم في الإخلاء من موقع لموقع كحدوث حادث في بعض المناطق النائية أو المحافظات الحدودية وبها أعداد كبيرة من المصابين، والخدمات الطبية بتلك المحافظة غير قادرة على التعامل مع تلك الحالات الحرجة وأن تلك الحالات لا تتحمل النقل الجوي فإن الإسعاف الطائر هو الاختيار الأمثل طالما الحالة الطبية تسمح بذلك، لأن النقل الجوي يحتاج لاشتراطات معينة حتي نحدد النقل الأمن للمصاب، فليس كل الحالات الطبية يصرح بنقلها باستخدام الطائرة، فكلما تأخرت حالة المريض كلما زادت صعوبته في نقله بالطائرة، لأن معاملات الخطورة ترتفع بالصعود في المجال الجوي، فالتغيرات الفسيولوجية التي تحدث للأسنان العادي عند ركوب الطائرة تلك التغيرات تكون خطيرة في حالة مرضه أو إصابته، فلا بد من أن تكون هناك تقارير طبية لنقل الحالات بالطائرة، وأن هناك بروتوكول تعاون بين الإسعاف والقوات الجوية المصرية ولديها طرازات متعددة مجهزة طبيًا، نقدر بها على إخلاء المصابين من مكان لآخر، مشيرًا إلى أن هناك حالة أو حالتين شهريًا يتم استخدام الأسعاف الطائر بهما، فضلًا عن أن هناك تعاون بين الإسعاف ومصر للطيران لنقل بعض الحالات، وأنه منذ أسبوعين تم نقل حالة من القاهرة إلى مركز الدكتور مجدي يعقوب في أسوان.
وحول كيفية التعامل مع المشكلة التي تواجه المصاب والمسعف والمتمثلة في عدم وجود جهاز للكشف عن النزيف الداخلي بكل المستشفيات، قال الأنصاري إن المسعف لديه مهام محدده وبالفحص الظاهري، ومراقبة العلامات الحيوية للمصاب يحدد نوع الحالة التي أمامه وما هو الإجراء الطبي اللازم لها ، ونهاية الخدمة الإسعافية هو النقل الآمن والسريع لأقرب مقدم خدمة طبية، فالتحدي الذي يواجه المسعف هنا هو التشخيص المبدئ الدقيق والوصول بسرعة والنقل الآمن زائد مساعدة المريض للحفاظ على علاماته الحيوية لحين وصولة للمستشفى، ثم يأتي بعد ذلك دور المستشفى المستقبلة للحالة، فإذا لم يكن بها التجهيزات اللازمة للقيام بالخدمة الطبية لحالة المصاب، يتم التنسيق لنقلة لمستشفى أخرى، وتتولى الإسعاف مسؤولية نقل المرض للمكان الآخر. وعن نصائحه لقائدي السيارات في حالة الحادث أو المنقذين من المواطنين. وقال إن قائد السيارة لو كان بدرجة وعي عالية يتصل 123 ويصف مكان الحادث ويحدد اتجاه السير الموجود به، حتي يقدر الإسعاف على توصيل سيارة لها. وأضاف "أما في حالة المواطن المنقذ فالمطلوب منه في البداية يتصل بالإسعاف ويوصف مكان الحادث بدقة، إضافة إلى نوعية الحادث وتكون بطريق محددة سواء اصطدام سيارة بسيارة أو بمواطن أو رصيف أو عمود إنارة أو عدة سيارات ، وعدد المصابين ، حتي يقدر طريقة الاستجابة الأمثل للبلاغ من عدد السيارات والاتجاه ونوعية الأجهزة، مشددًا على عدم عمل أي مواطنين لتدخل طبي مع المريض.
وأكد أن كل المسعفين وأطقم السيارات التي عثرت علي متعلقات لمتوفين أو مصابين في حوادث يتم تكريمهم في المقر الرئيسي لهيئة الإسعاف وإعطائهم شهادة تقدير، إضافة إلى شعار تمييز من الهيئة يضعه على الزي الخاصة به تمييزًا له عن باقي زملائه، مشيرًا إلى أن بعض الأطقم تعرضت للعديد من الطلقات النارية خلال العام الماضي في منطقة شمال سيناء وعددهم 9 أفراد، وتم بموافقة وزير الصحة الدكتور أحمد عماد، على ذهابهم لبعثة الحج الطبية هذا العام للمشاركة في بعثة الحج كما أن بعض جمعيات المجتمع المدني، تُكرّم هؤلاء المسعفين برحلات عمرة أو أي شيء من هذ القبيل.
وأوضح الأنصاري أن الإسعاف جهة حيادية ولا ترى إلا المصاب الإنسان إيًا كانت هويته أو اتجاه السياسي والديني أو الإنساني أو لونه أو عرقه، لإنقاذ حياته فقط ولا نبحث عن دوافعه أو هويته ونبحث عن هوية لإعلام السلطات الخاصة فقط به، مشيرًا إلى أن حادث مقتل المسعف في شمال سيناء أثناء نقلة مصابين، فتلك خثة وغدر، مؤكدًا رفضة لتسيس أو توجيه الإسعاف. وحول ما ينقصه قانون الإسعاف للدفاع عن حقوق المسعفين، بيّن أن لابد من سنّ قانون لتغليظ العقوبة على المتعدين على الإسعاف أو أطقم سيارات الإسعاف، لأن ذلك يصل بينا على دعم القدرة على تقديم الخدمة، وتحدث بعض الوقائع كذلك وهناك مجموعات متكاملة من مسعفين وأطباء ومشرفين ووحدة الدعم النفسي في الهيئة تستجيب مباشرة بمجرد الإبلاغ عن اعتداء على طاقم لسبب أو لآخر، حتي لو الطاقم مخطأ فهناك إجراءات قانونية لمحاسبتهم، إضافة إلى وجود تشريع يجرم المعاكسات التليفونية لأرقام الطوارئ مثل 123 والنجدة وغيرها من الأرقام فنحن نعاني من معاكسات تليفونية لا تطاق.
ولفت الأنصاري إلى أن مصر بها 2800 سيارة، تمثل سيارة لكل 28 ألف نسمة المعدل العالي المقبل سيارة لكل 25 ألف نسمة، موضحًا أن خطة تطوير الإسعاف بدأت في 2009التنفيذ الفعلي، ومنذ 2009 إلى 2011 كانت فترة البناء الأولى، ثم بعدها قامت الثورة تم التعطيل لفترة، وبعدها تم زيادة عدة سيارات حيث كانت في السابق 1800 سيارة إلى الان 2800 سيارة وبنهاية 2016 ستصل 3200 سيارة، وسنستمر بمعدلات الزيادة لزيادة الانتشار، وتعويض السيارات التي تخرج خارج الخدمة نتيجة انتهاء عمرها الإفتراضي. أما عن إجمالي العاملين في الإسعاف 17 ألف أطقم سيارات الإسعاف تمثل 14 ألف وباقي 3 الاف ما بين أعمال وخدمات مساعدة مهندسين إداريين فنيين أطباء صيادلة.
وبشأن تدريبات المسعفين عن أحدث الأجهزة، أكد وجود تدريبات مستمرة، وأنه كانت منذ أيام أول ورشة عمل وطنية في مصر خاصة بالتعامل مع الجثامين في الحوادث الكبرى، وكيفية الحفاظ على هوية الجثمان ونقلة بصورة آمنية لحين وصولة للمكان المنقولة له سواء مشرحة أو ايا مكان آخر، مشيرًا إلى أنه هناك جهات متعددة موجودة بالورشة مثل هيئة الإسعاف مصلحة الطب الشرعي والحماية المدنية والإدارة العامة للمرور ووزارة الداخلية والهلال الأحمر ، وتشارك فيه هيئة الإسعاف ب20 مسعفًا على مستوى محافظات مصر. وأضاف "كما أن هناك تدريب مستحدث بهيئة الإسعاف هو تدريب الدعم النفسي للعاملين بها، يساعدهم على التعامل مع الضغوط النفسية والمواقف الصعبة، والتغلب علي التوتر والضغط العصبي نتيجة العمل، وتقديم الدعم النفسي للزملاء، وعند حدث اختطاف الطائرة بقبرص، تم تشكيل مجموعة من وحدة الدعم النفسي سافرت إلى قبرص للتعامل مع المصريين الموجودين هناك، كما أنه تم الدفع بوحدتين للدعم النفسي في حادث سقوط الطائرة المصرية العائدة من باريس، لتقوم بعمليات الدعم النفسي لأهالي الضحايا في المطار، فضلًا عن تدريبات أخرى خاصة بالإسعافات الأولية وسنويًا يتم مراجعتها مع المعايير الدولية لإدخال المستحدثات الجديدة وتتم بصورة دورية لتدريبات العاملين (السائق – المسعف ) .كما أن هناك تدريبات مكافحة العدوى والأجهزة الطبية واستخدام السيارة واللاسلكي ونستقدم خبراء من الخارج ايضا.
وأشار إلى استحداث شهادة دبلومة مهنية للمسعفين سنتين بالتعاون مع الزمالة المصرين السنة الأولي دراسة للعلوم الطبية النظرية، والسنة الثانية تدريب عملي في أكبر المستشفيات تحت إشراف الأطباء وأول 30 دارس يتم تخريجهم العام المقبل، وهم أخصائيين خدمة إسعافية، وبداية ايلول/سبتمبر ستتقدم الدفعة الثانية للحصول على الزمالة ، كما ستتقدم الدفعة الثالثة في مارس/آذار المقبل.
وأعلن رئيس مرفق الإسعاف أن هيئة الأسعاف مبنية على الثواب والعقب وأي تخاذل في تقديم الخدمة الإسعافية، والعمل في الهيئة بها جزء من الصرامة والانضباط، فلا يجوز لعامل أن يتخاذل عن عمله ويطالب بحوافزه، مشيرًا إلى أنهم يستحقون المزيد من المقابل نتيجة عمله وفي نفس الوقت من يخطأ فان في حياة إنسان انتهت بسبب خطائه. وحول التنسيق بين هيئة الإسعاف والأجهزة التنفيذية بالدولة، قال إن الإسعاف خدمة تمس المجتمع وأن الجهات التنفيذية والمجتمع المدني أيضا يقدرها، فمنذ أيام كنت في جولة في محافظة سوهاج، وتم مراجعة بعض الأماكن التي نحتاج فيها إلى مقر لسيارات الإسعاف ، وفوريًا وافق المحافظ عليها.
واختتم حديثه قائلًا "أن هناك ربط مباشر بين الهيئة والنجدة بكل المحافظات والإدارة العامة بالمرور وأي جهاز يخدم عمل الهيئة يتم عم إتصال وتنسيق معه إضافة إلى المجتمع المدني مستشفى 57 وجمعية الأورمان والمساجد، فبعض المساجد وحتي الأهالي يوفروا لنا أماكن بجوارهم لاحساسهم بالمسؤولية نتيجة المنطقة التي يعيشون فيها لأن بها كثافة سكانية مرتفعة. كما أن هناك ربط مباشر بين الإسعاف ووزارة التربية والتعليم، بنشر برنامج توعية للمدارس في المرحلة الأبتدائية ويعمل منذ عامين في كل المحافظات".