السفير محمد صُبيح

كشف أمين عام مساعد الجامعة العربية السابق وأمين سر حركة التحرير الفلسطينية " فتح "، السفير محمد صُبيح، أن حفل الإفطار السنوي الذي تنظمه الحركة للفلسطينيين المقيمين في القاهرة ، هو عادة نحرص على تنظيمها كل عام خلال شهر رمضان، كما أنه مناسبة جيدة لعقد لقاء مفتوح مع أبناء شعبنا في ظل حرص العديد من المسؤولين الفلسطينيين على حضور حفل الإفطار، غير أن هذه المرة تشرفنا بحضور العشرات من أبناء  مصر والدول العربية الذين حرصوا على مشاركة إخوانهم الفلسطينيين هذه المناسبة الطيبة. 

وقال السفير محمد صُبيح، في حديث مع "مصر اليوم": "لقاءنا هذه المرة مع إخوانا الفلسطينيين كان يغلب عليه الحديث عن المبادرة التي دعا إليها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حول المصالحة الفلسطينية بين الفصائل المختلفة، وإحياء عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، هذه المبادرة حازت على قبول وتأييد كل فلسطيني، ونحرص على دخولها حيز التنفيذ في أقرب وقت ممكن، واتخاذ خطوات جادة على أرض الواقع لتفعيلها".
 
وأضاف " صُبيح" ، أنه شخصيًا يُعول الكثير على تلك المبادرة ،  حتى تعيش الأجيال المقبلة في أمن وسلام ومستقبل أفضل خلاف أبائهم وأجدادهم ، كما أنها تأتي في الوقت الذي قرر فيه الجانب الفرنسي تأجيل مؤتمره الدولي الأول عن القضية الفلسطينية، في ظل تمسك الجانب الإسرائيلي بموقف من تلك المبادرة ، وإعلانه رسميًا رفضه لها وتمسكه بخيار المفاوضات الفلسطينية المباشرة مع الفلسطينيين دون شروط مُسبقة، عكس موقفها من المبادرة التي أطلقها الرئيس السيسي، على الفور وجدنا ترحيب كبير بتلك المبادرة.
 
وأكد " صُبيح" ، أن حركة فتح الفلسطينية تدعو كل الفصائل الفلسطينية إلى استغلال تلك الفرصة جيدًا، لتنحية الخلافات  التي أثرت بالسلب على القضية الفلسطينية، ولم تُحقق إلا مزيد من المكاسب لصالح إسرائيل، مشيرًا إلى أن  تشكيل حكومة وحدة وطنية ، وإجراء الانتخابات التشريعية ستمهد إلى درجة كبيرة إلى تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية.
 
وتابع  أمين سر حركة التحرير الفلسطينية ، السفير محمد صُبيح ، أن الرئيس السيسي يحظى بتقدير واحترام قادة دول المنطقة، كما أنه يحظى بتقدير خاص من أبناء الشعب الفلسطيني، فهو لم ينسى في ظل الظروف والتحديات التي تواجهه في الداخل والخارج أشقائه في فلسطيين، فإطلاق تلك المبادرة أكبر دليل على أن القضية الفلسطينية مازالت تُحظى اهتمام القيادة المصرية، وإعادتها إلى دائرة اهتمام العالم بعد أن أشغل الجميع سواء في منطقتنا العربية بالتحديات التي تواجهه في الداخل ومخاطر التطرف في الخارج، وعدم سعى الدول الغربية على تنفيذ أي مبادرة على أرض الواقع تصب في صالحنا، مفسرًا ذلك بأنه رغبة من تلك الدول على إبقاء الوضع على ما هو عليه ، أو لضغوطاً تمارس أميركا ومن خلفها إسرائيل مع أي مبادرة غربية، وهو ما حدث بالفعل مع المبادرة الفرنسية، لا يستبعد أن تكون هناك ضغوطاً مُرست بالفعل من جانب أميركيا لتأجيل عقد المؤتمر الدولي.
 
ولفت السفير محمد صُبيح، إلى أنه يشيد بالقرار الذي أتخذه وزراء خارجية دول الاتحاد الأوربي، الاثنين الماضي، خلال اجتماعهم في لوكسمبورغ ، باستعدادهم المساهمة في دفع المبادرة الفرنسية، معتبرًا ذلك القرار خطوة كبيرة من شأنها أن تدفع عملية السلام، مؤكدًا أن إعلان الحكومة الإسرائيلية، رفضها مجدداً لتنظيم المؤتمر الدولي أمر  ليس بجديد، في ظل سيطرة اليمين المتطرف على الحكومة الإسرائيلية، متسائلًا: "هل موقفها من المبادرة المصرية الذي أعلنته بالترحيب، يختلف عما تكنه في داخلها ، مبيناً أن الأيام المقبلة ستجيب على هذا السؤال؟".