دعا سفير مصر الأسبق في روما أشرف راشد الجانب الإيطالي إلى معالجة أزمة مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني بنوع من الحكمة والحرص على العلاقات الجيدة مع مصر وعدم الوقوع في الفخ الذي يسعى البعض لإيقاع الدولتين فيه, وقال في مقابلة مع "مصر اليوم" إنه لا يتمنى أن تؤدي مسألة إستدعاء السفير الإيطالي في القاهرة ماريتسو مساري مؤخرًا للتشاور من قبل روما لمزيد من التداعيات، على خلفية قضية مقتل جوليو ريجيني وأن يكون الأمر عاديًا.

وأشار إلى أن مسألة استدعاء السفراء من قبل حكوماتهم أمر وارد وطبيعي في المجال الدبلوماسي، وقد تكون هناك رغبة من وزارة الخارجية الإيطالية لإعادة صياغة العلاقات بشكل أفضل وأكثر إيجابية مع الجانب المصري دون تأثير على مسار العلاقات بين البلدين.

وشدد على ضرورة تفهم إيطاليا أن الجانب المصري يبذل قصارى جهده لكي يتوصل إلى صورة كاملة من الحقيقة حول قضية مقتل الشاب الايطالي, ذلك الحادث سبب ألمًا وجرحًا كبيرًا للشعب المصري وليس للحكومة أو الشعب الإيطالي فقط، ولذلك يجب على روما أن تدعم القاهرة لاستكمال التحقيقات والوصول إلى المتهم في الحادث دون التكهن بفكرة محددة والاقتصار عليها وتصديقها.

وأعرب عن أمله في تعامل الجانب الإيطالي مع أزمة مقتل جوليو ريجيني بشيء من الحكمة والحرص على العلاقات الجيدة بين البلدين، مثلما يحرص الجانب المصري على العلاقة القوية التي تربطه بالجانب الإيطالي وفقا لحجم المصالح الهائلة والمشتركة خاصة وأن روما الشريك التجاري الأول لمصر في قارة أوروبا.

 وحول تعامل الإعلام الايطالي مع الحادث والقضية، دعا السفير أشرف راشد ألا يصعد الإعلام الإيطالي من الأمور أو يفسرها أو يجعلها عرضة للتأويل، وكذلك لا يجب أن يروج لادعاءات غير صحيحة, وقال إن هناك مشاريع اقتصادية كبيرة بين مصر وإيطاليا سوف تنفذ في 2017 ولا اتصور أن قطاع الأعمال الإيطالي أو المصري يرغب في أن تتولد علاقة متوترة تؤثر على التطور الإيجابي المستمر في العلاقة الاستثمارية والتجارية بين البلدين", وشدد راشد في ختام حديثه  على ضرورة بيان الجانب الإيطالي بتناول الأمر بموضوعية وأن لا يضع إدعاءات لا تستند إلى حقائق بخصوص مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة، ويترك للجانب المصري الوقت الكافي للتوصل إلى حقيقة ما حدث للشاب الايطالي".

 ونوه السفير إلى أن العلاقات بين مصر وإيطاليا لابد أن تتجاوز تلك الأزمة، وأن تستمر العلاقة على مسارها الإيجابي التي تشهده منذ سنوات في جميع المجالات, وأشار لما فعلته شركة إيني الايطالية فيما يتعلق بحقول الغاز، وأن هناك استثمارات مشتركة تقدر بمليارات الدولارات ولا ينبغي إختزال العلاقات في هذه القضية فحسب التي يغلب عليها الطابع القضائي والأمني فقط.