نجل الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر

أكد نجل الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر، المهندس عبدالحكيم جمال عبدالناصر، أن ما يشهده كل عام في أعين البسطاء من أبناء الشعب المصري الذين يحرصون على الحضور إلى ضريح والده كل عام ،  احتفالاً بذكرى ثورة 23 تموز/يوليو ، أكبر دليل على أن الرئيس الراحل بعد 40 عاماً من وفاته مازال حاضراً وبقوة ، بل أن أبناء هؤلاء عندما خرجوا في 25 كانون الثاني/يناير 2011 ،  للتعبير عن مطالبهم المشروعة ، في مواجهة نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك ، كانوا ينادون بما نادى به والده منذ 60 عاماً ، من " عيش-وحرية-وعدالة اجتماعية " ، ويرفعون صوره وشعارته ، وهو ما تكرر أيضاً في ثورة 30 حزيران /يونيو ، عندما خرجوا في مواجهة جماعة الإخوان المحظورة التي سرقت ثورتهم .
 
وأضاف المهندس عبدالحكيم جمال عبدالناصر ، في مقابلة مع " مصر اليوم " ، قائلاً :" أن  ثورة 23 تموز/يوليو ، هي الثورة الأم لجميع الثورات التي شهدتها مصر ، وستظل خالدة في أذهان جميع أبناء الشعب المصري والعربي وحاضرة بمشروعها القومي " ، مبدياً دهشته عما يقوله بعض الكُتاب والصحافيين والباحثيين بعد 64 عاماً من اندلاعها ، أنها إنقلاب عسكري وليست ثورة ، في الوقت الذي تحرك فيه الجيش لصالح الشعب للقضاء على الظلم والأستبداد من فئة تستحوذ على 99 % من كل الأمتيازات و1% لباقي طبقات الشعب مطالبن بإقامة حياة كريمة وعدالة إجتماعية وتكوين جيش وطني وقوي ، وتحرير الطبقات الفقيرة وإعلاء مكانتها ، والتي خرج منها في وقتنا الحاضر ، الطبيب والمهندس والضابط والقاضي والسفير  ، بعدما أتاحت لهم الثورة ، الحق في التعليم ، والعلاج ، والمساواة بين الجميع في تولي الوظائف العامة ، بعد أن كانت قاصرة على طبقة بعينها ، وكان أول قراراتها ، صدور قانون الإصلاح الزراعي الذي تضمن توزيع الأراضي على الفلاحين، ووجد الفلاح المصري نفسه لأول مرة يمتلك أرضاً، مبيناً أن ما يثيره البعض حول والده ، لا يحظى اهتمام أسرة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ، فوالده بعد 64 عاماً مازال حياً في أذهان المصريين ، لاسيما البسطاء والفقراء منهم  .
 
وتابع عبدالناصر، أن لكل ثورة أعدائها وهي مقولة أثبت التاريخ صحتها ، ففي الوقت الذي خرج فيه الملايين من أبناء الشعب المصري في  ثورة 25 كانون الثاني/يناير 2011 ، خرج علينا البعض ليقول إنها " مؤامرة " ، وفي الوقت الذي خرج فيه الملايين في الميادين ومختلف أنحاء البلاد في 30 حزيران/يونيو 2013 ، خرج علينا جماعة الإخوان وحلفائها ، ليقولوا إنها " إنقلاب عسكري"، وحول ما يُثار عن انتماء والده إلى جماعة الإخوان المحظورة ، أكد المهندس عبدالحكيم جمال عبدالناصر ، انضم لجميع التيارات السياسية ، التي كانت موجودة في مصر خلال تلك الحقبة ، بما فيها جماعة الإخوان ، وتعامل مع قياداتها وأنصارها عن قرب شأنه كشأن أي مصري حريص وغيّور على مصلحة بلده ، وهذا ما جعله ينضم لكل التنظيمات إلا انه كان يكتشف أنهم ليسوا بالنقاء الذي ينشده فقد جلس مع الشيوعيين ووجد لهم أجندة خاصة بهم لا تمثل المصريين ولذا تركهم وكذلك فعل مع الإخوان والذين كانوا يتحدثون ضد الإنكليز وباسم الدين وعن العدالة لكن وجد أن بينهم وبين الملك مهادنات وموائمات خاصة ولذا خرج من تلك التنظيمات ورأى أنه يجب تكوين جبهة وطنية ، والتي عُفرت فيما بعد بـ " اضلباط الأحرار " لكي تستولي على الحكم ليحدث الثورة ، وهو ما حدث بالفعل في 23 تموز/يوليو 1952 .
 
وحول عدم انضمامه لأي حزب من الأحزاب الناصرية الموجودة في مصر والعمل من خلالها في السياسية ، أوضح نجل الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ، أنه تلقى دعوات منها ، إلا أنه لم ينضم إليها ، لعدم إقتناعه بمبادئها ، فهي تحمل أسم الرئيس الراحل فقط دون اهدافه ، كما أنه عُرض عليه الانضمام إلى عدد من الأحزاب الناشئة في مصر بعد ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011 ، إلا أنه رفض ، مبرراً ذالك لعدم جدواها وتأثيرها في الناس ، مبيناً  أنه في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك ، تلقى دعوات للإنضمام إلى الاحزاب السياسية آنذاك ، إلا أنه رفض ، مبرراً رفضه بأنها لم تكن احزاب معاؤرضة بمعنى الكلام ، وإنما جزء  من الديكور الذي رسمه نظام الرئيس الأسبق مبارك للتحسين صورته أمام الخارج .
 
وكشف عبد الناصر أن ما أثارته هدى عبدالناصر ،  حول شكوكها في تورط الرئيس الراحل أنور السادات في قتل والدها ، أكد المهندس عبدالحكيم  جمال عبدالناصر ،  أنه يميل إلى حد ما إلى هذه الشكوك ، وأن تكون وفاته غير طبيعية ، لاسيما  أن هناك الكثير من لهم مصلحة  في وفاته ،   مبيناً أنه توقف كثيراً أمام  مذكرات " هنري كسينغر"، والتي أوضحت أنه بعد قبول مصر اتفاقية "روجرز " ، وتم وقف اطلاق النيران عام 1968  ، ذكر " كسينجر " ، لقاء مع أحد الأشخاص  ، والذي قال له ، أن الهدنة  مدتها 90 يوماً ، فما العمل بعد انتهاء تلك المدة ، فكان رد " كسينجر " ، أن الوضع سيتغير خلال تلك المدة ،  وكان المقصود به تغير الوضع ، هو اختفاء الرئيس عبدالناصر عن المشهد ، ووهو ما يعني لنا أن وفاته لم تكن طبيعية .
 
وأوضح المهندس عبدالحكيم جمال عبدالناصر ، أن الرئيس السيسي يسير على نهج والده ، فكان أولى خطواته هو بدء العمل في المشروعات القومية ، فكان قناة السويس الجديدة ، والاتجاه للتخلص من التبعية للولايات المتحدة ، فذهب إلى روسيا ، وعمل على تسليح الجيش المصري بأحدث المعدات ، كما أنه يواجه نفس الظروف والتحديات ، بل تفوقها بمراحل ، داعياً المصريين إلى الإلتفات حول الرئيس السيسي والوقوف خلف الجيش والشرطة لمواجهة التحديات الراهنة.