القاهرة - أكرم علي
أكد السفير المصري في السعودية ناصر حمدي أن زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى مصر هي زيارة تاريخية وغير مسبوقة وتعتبر أبرز دليل على كل من حاول العبث بالعلاقات بين البلدين والتي تستمر منذ عقود طويلة.
وكشف السفير ناصر حمدي في حديث خاص إلى "مصر اليوم" إن كل من مصر والسعودية هما صمام أمان للمنطقة وقوة لها، وتحرص قيادة البلدين على التعاون وتبادل الزيارات والتواصل والتنسيق المستمر؛ ليس على مستوى القمة، بل حتى على المستوى الشعبي، مشددا على أن مصر لا يمكن أن تنسى مواقف السعودية التاريخية في كثير من المراحل التي مرّت بها منطقتنا العربية؛ وأبرزها حرب 67، وبعدها حرب الاستنزاف، وحرب 73، وأخرها وقوف السعودية بجوار مصر في الحملات التي نشبت ضد مصر عقب ثورة 30 يونيو في العام 2013.
وكانت قد شهدت موقفاً خلّده التاريخ، وهو موقف الملك فيصل -رحمه الله- عندما أمر بوقف إنتاج وتصدير النفط العربي للغرب الداعم للعدو الإسرائيلي ضد مصر، وكذلك موقف السعودية من إعادة مقر الجامعة العربية للقاهرة، وموقفها الأخوي عندما تعرّضت بعض العاصمة المصرية لزلزال عام 90، ومن المواقف الهامة أيضاً موقف السعودية، ووقوفها بجانب رغبة الشعب المصري في ثورة 30 يونيو؛ مما أدى إلى اعتراف العالم بهذه الثورة، إضافة لتقديمها الدعم المالي المستمر لمصر.
وأعلن السفير ناصر حمدي إن الزيارة سيتخللها عقد الاجتماع السادس لمجلس التنسيق المصري السعودي، وسيتم التوقيع على مجمل الاتفاقيات التي تم التفاهم بشأنها طيلة الاجتماعات التنسيقية الـ5 الماضية التي عُقدت بين المسؤولين المصريين والسعوديين بالتناوب بين القاهرة والرياض، والمجلس التنسيقي ليس بديلاً عن اللجنة العليا، وإنما هو مستوى متقدم يهدف فقط إلى التسريع في العلاقات بين الدولتين إلى الشراكة الاقتصادية والاستراتيجية للانطلاق على أسس متينة تعكس قوة الدولتين وقدرتهما على مواجهة الأخطار والمتربصين”، مؤكّدًا أنه سيتم التوقيع على 14 اتفاقية مشتركة تم الانتهاء منها، خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين للقاهرة، أهمها اتفاقية عدم الازدواج الضريبي، ورسم الحدود البحرية، وإنهاء المشاكل الاستثمارية، والربط الكهربائي والتعاون في المجال البحري.
وحول اتفاقية النفط، ومشتقاته الممنوحة من السعودية لمصر لمدة 5 اعوام ، أكد السفير ناصر حمدي أن هذه الاتفاقية ليست منحة غير مدفوعة على العكس هي منحة مدفوعة، ولكن خلال مدة معينة سيتم سداد قيمتها مع فترة سماح معينة، وهذا ميزة الاتفاقية مع السعودية سيمنحوننا البترول بمقابل على فترات طويلة، ومدة سماح مرنة للسداد تستمر حتى 10 اعوام، مؤكدا أن هناك عرض لمشروعات أمام المستثمرين السعوديين خلال الزيارة، وبشأن التنسيق بين السعودية ومصر حول الوضع في سوريا، أكد السفير ناصر حمدي أن سياسة مصر ثابتة، وواضحة للجميع، وهي عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وعدم الاعتداء، وتتطابق تماماً مع السياسة السعودية الخارجية، والمواقف السعودية والمصرية حول سوريا؛ تكاد تكون متطابقة والبلدان متفقان على رحيل بشار الأسد عن سوريا؛ إلا أن مصر ترى أن رحيله يأتي عبر تدرج حتى لا تنهار سوريا وتتقسم”.
وأوضح السفير المصري "إننا نحترم مَن لا يتدخل في شؤوننا الداخلية، وأعتقد أنه لا وساطة سعودية بين مصر وتركيا أو قطر حالياً، وإن كانت هناك وساطة فهي ستُبنى على احترام الشؤون الداخلية لمصر، ونحن أيضاً نحترم الشؤون الداخلية للجميع، وهذا من أسس العلاقات الخارجية المصرية، وبالنسبة لقطر أظن أن آخر مواقفها معنا كانت أثناء التصويت على اختيار الأمين العام للجامعة العربية الجديد، وهم لم يعترضوا عليه، والرئيس السيسي قابل أمير قطر، والأمور تسير في طريق طبيعي، ونحن نعتبر أمن دول الخليج العربي من أمننا القومي، وأنه خط أحمر".