القاهرة – إيمان إبراهيم
أكد الخبير العسكري اللواء أحمد عبد الحليم، أنَّ المنطقة الحدودية مع قطاع غزة، عائمة على بحر من الأنفاق المتشابكة والتي تمثل خرقًا فادحًا لسيادة الدول المجاورة، مستشهدًا بحرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، قائلًا "الأنفاق السبب الحقيقي وراء الحرب على غزة وتدمير كامل البنية التحتية فيها، بعدما تزايدت عمليات اختراق الحدود، وفق منظورهم الاستيطاني".
وأوضح اللواء عبد الحليم، في حديثه إلى "مصر اليوم"، أنَّ القيادي في حركة "حماس" غازي حمد كونه مسؤولًا عن الأنفاق، يعكس اهتمام الحركة بإدارة الأنفاق، لدرجة تعيين عضو مكتب شورى "الإخوان" في "حماس" مسؤولًا عنها، مشيرًا إلى أنَّ هذه الأمور تتسبّب في توتر العلاقات المصرية الفلسطينية الممثلة في قطاع غزة فقط؛ لكن القضية الفلسطينية برمتها فهي شأن مصري خالص.
وأضاف أنَّ مصر تولت إنهاء الصراع المفروض على المدنيين في القطاع المحتل غزة، بعد أن تعنّتت "حماس" وتسببت بسوء تصرفاتها السياسية إبادة تجمعات سكنية وعائلات بأكملها في حرب الاحتلال الإسرائيلي الغاشمة على الفلسطيني والتي استمرت قرابة 52 يومًا.
وأشار عبد الحليم إلى أنَّ معالجة مشكلة الأنفاق، تعتمد على مجموعة من الأسس التي يجب تنفيذها فورًا وتتمثل في تعاون كامل بين أهالي سيناء وبين قوات الجيش والشرطة وضرورة التنسيق فيما بينهم لضبط كل المنازل التي تحوي أنفاق والعمل على ردمها.
وشدّد على أنَّ تصرفات "حماس" حيال مصر لن تحيد مصر عن موقفها الداعم للسلطة الشرعية وإذا كانت حركة المقاومة الإسلامية، تناست دورها في مواجهة الاحتلال، فمصر مسؤولة عن تذكيرها بذلك، خصوصًا وأنَّ التصرفات الأخيرة التي نفذتها الحركة في حق مواطني القطاع المحتل، أثبتت عدم حسن نواياهم حتى في التعامل مع أبناء جلدتهم، في إشارة منه إلى تنفيذ أحكام الإعدام على أفراد ومواطنين في غزة لمجرد شكهم في تصرفاتهم من دون تحقيقات رسمية أو حتى إعطاء فرصة لهم للدفاع عن أنفسهم وإثبات براءتهم.
ودعا عبد الحليم "حماس" إلى أن تعي خطورة موقفها الحالي من تأييد جماعة "الإخوان المسلمين" وتدخلاتها في مصر خصوصًا والمنطقة العربية عمومًا، لافتًا إلى أنَّ الدول العربية أقوى في تحالفاتها من الأجنبية ولهذا لا يجب أن تستند الحركة على كيانات تبدو وكأنها قوية في المنطقة والعالم.
وطالب قادة "حماس" بالعودة إلى الرشد والحرص على مقاومة الاحتلال فقط، بعيدًا عن تنظيم كيانات مسلحة تابعة لها لتنفيذ أجندات تنال من سيادة الدول المجاورة، مؤكدًا أنَّ ذلك لن يصب في مصلحة الحركة ولن يطيل من عمرها السياسي الذي بات على شفا حفرة من نار السقوط السياسي.
وفي سياق مختلف، شدَّد عبد الحليم على أن كلمة التهجير من منطقة سيناء هي كلمة مبالغ فيها، موضحًا أنَّه من الممكن أن تجري القوات المسلحة عملية إخلاء جزئي لبعض العناصر في مناطق معينة.
وبيّن أنَّه يحدث أحيانًا مطاردة عنصر مسلّح، ثم يفاجئ عناصر القوات المسلحة في سيناء بدخول أحد المنازل، ويختفي من بعدها وبسبب التعليمات الصارمة التي أصدرها وزير الدفاع ومن قبله رئيس الجمهورية بعدم مهاجمة منازل للمدنيين، يصعب ملاحقتهم، خصوصًا وأنَّ الطبيعة السلوكية في أهالي المنطقة الحدودية للبلاد في سيناء تتسم بالخصوصية المفرطة.
وأوضح عبد الحليم أنَّ العادات والتقاليد تحرم أي شخص من الاقتراب من أي منزل في سيناء على مسافة 5 أمتار فهي حسب الأعراف السيناوية المساحة القانونية التي لا يمكن لأي شخص الاقتراب بعدها من المنزل.