القاهرة - أحمد عبد الفتاح
كشف أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور حسن نافعة، بأن تدني نسبة مشاركة المواطنين في الانتخابات البرلمانية يدل على عزوف المواطنين عن العملية السياسية برمتها، مؤكدًا أنه لم يعد مهتمًا بالمشاركة في صنع القرارات، ما ينبئ بمشكلة كبيرة وتحول مصر إلى ظاهرة الحاكم الفرد.
وأوضح نافعة في حوار خاص مع "مصر اليوم" أن نسبة المشاركة النهائية لو لم تصل إلى 20% فلا يمكن اعتبار البرلمان ممثلا للسلطة التشريعية التي تسن القوانين التي تراقب أداء الحكومة، مشيرا إلى أن أبرز شيء لاحظه الجميع في المرحلة الأولي للانتخابات النيابية هو تدني نسبة المشاركة، خصوصًا وأنه لا توجد أرقام رسمية حول حجم المشاركة حتى الآن، أما إذا زادت نسبة المشاركة عن 30% وهذه أمر مستبعد فستكون هناك فرصة أن نحلل بالضبط ما هي القوة التي فازت أو خسرت وعن أي توجهات تفصح الانتخابات التي جرت.
وفسر تراجع قوائم مثل حزب "النور" وصعود أخرى، بأنه "لا يمكن أن نحلل ظواهر تفوق قوائم بعينها أو تراجع أخرى إلا بعد انتهاء العملية الانتخابية برمتها، بمعني إجراء المرحلة الثانية من الانتخابات حتى تتضح الصورة كاملة، وكما قلت فإن نسبة المشاركة هي الفيصل لاعتبار المجلس المقبل ممثلا بحق عن السلطة التشريعية من عدمه.
وأوضح أن "الشعب أدار ظهره للعملية الانتخابية لأنه لم يعد مهتمًا بالمشاركة في سن القرارات، وهذا يدل على مشكلة كبيرة، وهي أن الشعب أدار ظهره للسلطة التشريعية ولم ير في المرشحين السبيل لتمثيلهم، خصوصًا وأن القوائم ليست متجانسة ففيها الشامي علي المغربي لكنه بالقطع يعرف المرشحين في الدوائر الفردية كان يمكن أن ينتخبهم"
ولفت إلى أن جهل الناخب بالمرشحين يعد مشكلة بالنسبة للقوائم لكنها ليست بالنسبة للمقاعد الفردية، فالمواطن يعرف من هم المرشحون لكن القوائم بعض الأسماء يجهلها، لان هناك من لا يقطن مساكن الناخب فهذه حجة ساقطة تماما وليست السبب في عزوف الناخب في الذهاب للانتخابات.
وحذر نافعة من أن عدم اقتناع الناخب بما يجري سيؤدي إلى عدم وجود مشاركة شعبية بشكل عام، وسنظل في نظام يديره رجل واحد وعليه تحمل مسؤولية ما يفعل فلن تكون هناك سلطة تشريعية تراقبه أو تقيم حكومته.