القاهرة-مصر اليوم
مع كل مباراة يخوضها النجم المصري محمد صلاح، تشخص إليه أنظار المصريين والعرب. شعبية ابن قرية نجريج في مركز بسيون في محافظة الغربية لا تتوقف عن التزايد حول العالم، وبات النقاد والمتابعون يعقدون دائماً مقارنات بينه وبين نجمي الكرة العالميين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو.
وفي تقرير لموقع "رصيف 22" ذكر فيه أن محمد صلاح إلى العالمية لم يكن مفروشاً بالورود. خرج الشاب اليافع من رحم المعاناة، وتجاوز عقبات وعثرات كثيرة للوصول إلى هدفه. تمسك بحلمة حتى في أصعب الأوقات ومشى، بصمت وراح شيئاً فشيئاً يتحوّل إلى ظاهرة، بينما الآخرون ينظرون إليه بترقب شديد.
كفاح نحو العالمية
في مسيرته، لم تثبط الانتقادات عزيمته، بل بنى منها جسراً يصل عبره إلى العالمية. تحدى جميع المشككين بمهاراته وصار يحتل قلوب الملايين من عشاقه في مصر والعالم.
يقول نصر صلاح، شقيق محمد، لرصيف22: "نحن عائلة كروية جداً. والدي كان لاعباً في دوري مراكز الشباب، ومعظم أفراد العائلة عاشقون لكرة القدم، وشغف والدي للكرة منح محمد حافزاً كبيراً للتألق. عشق محمد منذ طفولته كرة القدم، وتمسك بها وضحى من أجلها".
نشأ صلاح في كنف أسرة مكوّنة من خمسة أفراد: الوالد الموظف في وزارة الصحة والوالدة وشقيقان وشقيقة. يروي الأخ الأصغر نصر أن "عشق محمد لكرة القدم بدأ باكراً جداً، وكل أعضاء الأسرة شعروا بشغفه الكروي، والكل ساندوه في تحقيق حلمه".
بدأت مسيرة صلاح قريباً من عيون أسرته، في فريق اتحاد بسيون، في مدينة بسيون الواقعة على بعد كيلومترين من مكان سكن العائلة.
أما مسيرته في الدوري المصري الممتاز فقد بدأت لاحقاً مع نادي "المقاولون العرب" الذي انضم بدايةً إلى ناشئيه.
يتذكّر نصر تلك المرحلة ويقول: "حينما انتقل محمد إلى صفوف المقاولون العرب، كان يضطر للسفر من الغربية إلى القاهرة أربع مرات في الأسبوع، في رحلة شاقة يقطعها باستخدام ثماني وسائل مواصلات يومياً: من نجريج إلى بسيون، ومن بسيون إلى طنطا، ومن طنطا إلى شبرا في القاهرة، ومن شبرا إلى الجبل الأخضر حيث مقر نادي المقاولون، ومثلها في العودة، فكان يومه يضيع بين السفر والتدريب ولكنه تمسك بحلمه وكافح من أجل الوصول إلى العالمية".
ويكشف عمدة قرية نجريج المهندس ماهر أنور شتية لرصيف22 أن "صلاح كان لاعباً موهوباً لكنه لم يكن أفصل مَن في القرية، وذات مرة جاء كشاف لاعبين يدعى رضا الملاح لمتابعة ناشئ لم يكن عمره يتجاوز 12 ربيعاً يدعى شريف، ولكن بعد إجراء التقسيمة بين اللاعبين رأى في صلاح موهبة أفضل فاصطحبه إلى نادي عثماثون طنطا ومن هناك انتقل لاحقاً إلى المقاولون العرب ثم استكمل رحلته الاحترافية المعروفة".
امتعاض من التصنيفات
ويفاخر عمدة نجريج بأخلاق الدولي المصري ويقول: "صلاح بات ناضجاً بما يكفي. كنت أمنحه النصائح حتى وقت قريب، لكني الآن أتعلم منه الاحترام والأخلاق وأدب الحديث. لم أرَ في حياتي إنساناً يعرف متى يتحدث وكيف ينطق مثل صلاح".
يتابع شتية: "أسعد لحظات صلاح هي حينما يحصل على إجازة ويقضى الوقت بين أفراد قريته البسطاء. هو لاعب يجل الجميع ويحترم الصغير والكبير. أما أشد ما يزعجه فهو تصنيفه سياسياً أو رياضياً أو دينياً. صلاح لاعب بسيط لا يتحدث كثيراً، ولا ينتمي إلى فريق مصري سواء الأهلي أو الزمالك، كما لا ينتمي إلى حزب ديني أو سياسي، لكن الجميع يزج باسمه في الصراعات، وهو ينزعج جداً من ذلك ويشتكي لي وللمقربين منه".