الفيوم - مصر اليوم
لم يشفع لديه عمر الصغيرة ولم يثنه شيئ عن أن يستل سكينًا أراد بها إنهاء حياة من أغدق عليه المال لينتهي الأمر بمقتل أسرة كاملة كان عائلها مفارقها قريبًا بسبب "سرطان" ألم به.
مصراوي انتقل في رحلة على بعد 10 كيلو مترات من مدينة الفيوم, حيث كان مسرح جريمة ذبح زوج وزوجته وطفلتهما الصغيرة ابنة العامين على يد الشقيق الأصغر في قرية "فيديمين"، لينقل روايات الأهالي عن جريمة ارتكبها شاب لم يتجاوز 21 عامًا، عُرف بين جيرانه بانطوائه وحب أخويه له، قبل أن تستيقظ قريته على أنباء ذبحه شقيقه الأكبر وزوجته وطفلتهما.
"الشقيق القتيل كان منذ صغره مجتهدًا وذو خلق قويم وعرفناه بالتزامه دينيًا، فهو من أسرة محترمة"؛ يقول صلاح شيحة وهو مدرس جاور الأسرة لسنوات.. "والدهم كان مديرًا لمركز شباب القرية, وقد توفي قبل 4 سنوات، ومنذ ذلك الوقت والمجني عليه يرعى أخاه ولم يحرمه شيئًا".
ويضيف "صلاح": "الزوجة القتيلة هي الأخرى كانت من أسرة محترمة, حفظت القرآن كاملاً, وحصلت على ليسانس الآداب في علم النفس".
وكانت مديرية أمن الفيوم تلقت الأسبوع الماضي إخطارًا بالعثور على كل من "أحمد. ع. ي" 32 سنة - محاسب، وزوجته "إسراء. أ. ا" 27 سنة - ربة منزل، وابنتهما "لوجين" عامين، وتبين من التحريات أن وراء "مذبحة أسرة قرية فيديمين" التابعة لمركز سنورس، شقيق المجني عليه ويدعى "محمد" طالب جامعي، ويبلغ من العمر 21 عامًا.
بينت التحريات أيضًا أن المجني عليه كان يعمل بالمملكة العربية السعودية طيلة 7 سنوات مضت، وأنه أنهى خدمته قبل عيد الأضحى بسبب تأخر حالة إصابته بـ "سرطان الرئة".
ويقول قطب السيد أحمد، تاجر يقيم في الجوار، عن الحادث، إنه علم به صباح الأحد, وأن الشكوك وقتها ثارت حول شقيق المجني عليه الأصغر "محمد"، الذي اختفى بعد الحادث مباشرة, ثم حضر مساء الأربعاء ورفقته ابن عمه الذي اصطحبه في هدوء إلى نقطة الشرطة وسلم نفسه.
ويضيف "قطب" أن المتهم كان طبيعيًا وسوًيا, وأنه بعد وفاة والدة قبل 4 سنوات اختفى لمدة يومين, ولم يحضر الجنازة بسبب عدم تماسكه في هذه المواقف الصعبة.
ويحكي عبد الرحمن علي قطب، وهو أحد أصدقاء الأسرة، عن علاقة المجني عليه بأخيه القاتل، قائلاً: "كان يحضر له الملابس ذات الماركات العالمية والهديا الثمينة، ولم يتوقع أحد أن يرتكب في حقه مثل هذه الجريمة البشعة"، مضيفًا أن الأخ القاتل كان عاشقًا لألعاب "البلايستيشن" ومشاهدة أفلام المشاهد العنيفة.
وتشير التحقيقات في الواقعة إلى عثور أجهزة الأمن على مبلغ 400 ألف جنيه وبعض المشغولات الذهبية في موقع الحادث، ما يشير إلى أن دافع الجريمة لم يكن لغرض السرقة. أيضًا قال المتهم خلال التحقيقات معه إن مشادة كلامية بينه وبين شقيقه الذي عاتبه على فشله الدراسي وما تبعها من صفعه كانت سببًا في إقدامه على قتله وأسرته والهرب لمدة يومين في الإسكندرية قبل أن يسلم نفسه للشرطة.