أشاد اللواء مجدي حجازي محافظ أسوان بالدور البنّاء والتنموي لمشروع الزراعات المستديمة وسُبل المعيشة والذي سيقوم به الصندوق الدولي للتنمية الزراعية المعروف بمنظمة الإيفاد التابعة للأمم المتحدة وخاصة أن هذا المشروع سيتم تنفيذه بشكل متكامل في مختلف المجالات لتخفيف الأعباء المعيشية عن المنتفعين والمزراعين في 11 قرية في وادي النقرة ووادي الصعايدة من خلال تطوير البنية الأساسية لمياه الشرب والصرف الصحي وأيضًا القضاء على التلوث مع دعم الخدمات الأساسية ولاسيما التعليم والصحة للوصول إلى التنمية الشاملة والمستدامة .

جاء ذلك خلال لقاء محافظ أسوان مع ممثلي منظمة الإيفاد الدولية برئاسة المغربي الدكتور حنفي عبد الحق المدير الإقليمي للصندوق الدولي للتنمية الزراعية وبحضور الدكتور مجدي علام منسق برنامج الاستثمار الزراعي في وزارة الزراعة بجانب رئيس مركز ومدينة نصر النوبة ومديري الري والزراعة والمكتب الفني، بالإضافة إلى المراقب العام لمشروعات وادي النقرة والصعايدة.

وأكد اللواء مجدي حجازي على أن المحافظة ستبذل قصارى جهدها لإنجاح هذا المشروع العملاق والذي سيحول قرى وادى الصعايدة ووادي النقرة إلى مناطق ريفية جاذبة متكاملة الخدمات والمرافق مع تسويق منتجاتها الزراعية الأورجنيك وذات الجودة العالية لاستثمارها في التصنيع الزراعي وتصديرها سواء كانت من محاصيل زراعية أو النباتات العطرية والطبية من أجل تحقيق القيمة المضافة اقتصاديًا وأيضًا زيادة دخل المزارع الصغير.

ولفت إلى أنه سيتم عقد اجتماع شهري مع ممثلي منظمة الإيفاد ومسؤولي وزارة الزراعة بحضور كافة المسؤولين المختصين من المحافظة لمتابعة إجراءات بدء المشروع والإسراع بانطلاقه بعد تقديم الدراسات البحثية والإحتياجات المطلوبة من جميع الجهات المعنية، علاوة على دراسة بعض المقترحات التي ستساهم فى توفير مياه الرى والشرب سواء بتطبيق الري بالتنقيط أو الرى بتطبيق نظام المعالجة الثلاثية لمياه الصرف الزراعي.

كما طالب مجدي حجازي، ممثلي منظمة الإيفاد بوضع خريطة تفصيلية لكل قرية بالنقرة أو الصعايدة تتضمن الخدمات والمرافق المتوفرة حالياً بجانب المستهدف تنفيذها ضمن خطة المشروع على أن تشمل أيضاً توقيتات زمنية محددة للتنفيذ والتكلفة التقديرية لهذه الخطة ، فضلاً عن إعتماد شراء حفارات لتطهير الترع الفرعية وتخصيصها للجمعيات الزراعية داخل القرى على مراحل حتى تكون لكل قرية حفار خاص بها تقوم الجمعية بتشغيله وصيانته مما يساهم فى تدفق مياه الرى للزراعات بشكل مستديم .

وأوضح الدكتور حنفي عبد الحق أن وفد منظمة الإيفاد والذي يزور حالياً أسوان لمدة 3 أيام يضم ممثلين من دول إيطاليا وأمريكا وإنجلترا وتونس والمغرب وهي منظمة تابعة للأمم المتحدة تهتم بتحسين الأحوال المعيشية للمزراعين والاستثمار في التنمية الزراعية حيث تعتبر مصر شريكاً إستراتيجياً لها منذ بداية عمل الصندوق الدولي للتنمية الزراعية في عام 1980م لأنها تمثل حوالي 40% من استثمارات مجموعة منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا التي تضم 19 دولة، مؤكدا أن منظمة الإيفاد رصدت 94 مليون دولار لتنفيذ مشروع الزراعات المستديمة وسُبل المعيشة في 4 محافظات هي أسوان وكفر الشيخ وبني سويف والمنيا وسيتم تنفيذ المشروع داخل محافظة أسوان على مستوى قرى وادي الصعايدة ووادي النقرة، مما سيساهم في حل مشاكل ارتفاع منسوب المياه الجوفية وغرق الزراعات بالصرف الزراعى وأيضاً حل مشكلة مياه الشرب ، بجانب تطوير وإنشاء مدارس تعليم أساسي ووحدات صحية ومراكز شباب ورفع كفاءة الطرق الرئيسية ومنح قروض للشباب لتشغيل وسائل المواصلات ، بالإضافة إلى تطهير الترع الفرعية والمساقى الخاصة بالمزراعين بالتعاون مع وزراة الرى ، وكشف حنفى عبد الحق بأن إختيار قرى الصعايدة والنقرة من قبل منظمة الإيفاد جاء لأن أسوان نظيفة بيئيًا وذات نسب أقل في التلوث وبالتالي سيتيح ذلك إنتاج زراعي متميز وخاصة أنه من ضمن محاور المشروع هو إدخال التقنيات الحديثة للرى واستعمال الطاقة الشمسية بعيدًا عن مصادر الطاقة التي لها آثار بيئية جانبية وذات تكلفة أعلى مثل المواد البترولية والكهرباء