التنقيب عن الآثار في محافظة أسوان

 يلجأ الكثير من الذين لديهم هوس البحث والتنقيب عن الآثار في محافظة أسوان، لحيل شتى ومتنوعة للهروب من الأجهزة الأمنية كي يتمكنوا من التنقيب بحرية. وأحد أشهر هذه الحيل، هي حفر بيارة أو خزان صرف صحي،  خاصة أن أغلب المنازل في قرى ونجوع أسوان ليس بها شبكات صرف صحي، حيث يقوم هواة البحث عن الآثار بحفر أعماق  تصل لـ 15مترًا أحيانًا، بالطرق التقليدية وعن طريق عمالة يثقون فيهم وتنتهي هذه الحفر بسراديب وأنفاق تمتد لعدة أمتار، دون جدوى.

ويعتمد هواة التنقيب عن الآثار، على استخدام معدات حديثة يزعمون بأنها من الممكن أن تساعدهم في الاستدلال على وجود آثار، حيث يقع أغلب هواة الآثار ضحايا لعمليات نصب من قبل مافيا تستغل حبهم للثراء السريع. وخلال رحلات الوهم، يفقد هواة البحث عن الآثار مدخراتهم ويبيعون ممتلكاتهم ويشرد أبناؤهم، كذلك يكون هناك ضحايا بسبب الماس الكهربائي لملامسة أسلاك الكهرباء الخاصة بمعداتهم سواء كشافات أو شنيور كهربائي بالمياه الجوفية، في باطن الحفر أو مصابي وضحايا الاختناقات من الغبار، ونقص الأكسجين  أو الانهيارات الترابية والصخرية على المنقبين.

وقال إبراهيم محمود موظف، إن حمى البحث عن الآثار انتشرت في محافظة أسوان، وهي من المحافظات الغنية بالآثار والتاريخ، ليندرج في هذه الطريق المحفوف بالمخاطر مئات الشباب من الحالمين بتحسن ظروفهم المادية، ولكن ينتهي بهم المطاف بالسجن أو الموت.

وكشف حسين محمد عامل، عن أنه يتم استخدام مواد تفتت الصخور في عمليات البحث عن الآثار، مما يعرض حياة المنقبين للخطر والإصابات المختلفة، فضلاً عن ما  يترتب على ذلك من تصدعات أو انهيارات جزئية أو كلية للمنازل. وأضاف أحمد فاروق موظف، أن عمليات التنقيب عن الآثار أحيانا تأخذ أسلوبًا إجراميًا حيث يحوز أفرادها السلاح، وبعضهم يحمل كارنيهات وبطاقات هوية مضروبة للنصب على المواطنين، بكونهم أصحاب مناصب رفيعة.