القاهرة – مصر اليوم
تسببت الموجة الحارة التي تمر بها مصر حاليا في ارتفاعات غير مسبوقة في الأحمال الكهربائية استتبعتها زيادات غير متوقعة في استهلاك الوقود، الأمر الذي دفع وزارتي البترول والكهرباء إلى إصدار بيان مشترك، أمس، تناشدان فيه المواطنين ترشيد الاستهلاك حتى نهاية أغسطس الحالي، حتى لا يتم اللجوء إلى قطع التيار الكهربائي.
فيما أكدت وزارة الكهرباء أن شكاوى المواطنين من حدوث بعض الانقطاعات للتيار في بعض المناطق بالقاهرة والجيزة، وعلى رأسها المهندسين والزمالك والهرم وفيصل وحدائق الأهرام، ترجع إلى بعض الأعطال فى الشبكة، نتيجة الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة والمستمرة منذ ثلاثة أسابيع حتى الآن، وقال د. محمد اليماني، المتحدث باسم الوزارة،نقلا عن صحيفة "المصري اليوم"، إن تلك الشكاوى تكشف ثغرات في الشبكة القومية يتم العمل على تفاديها في المرحلة المقبلة، لافتا إلى أن شكاوى المواطنين في منطقة حدائق الأهرام من انقطاع التيار بشكل متكرر ترجع إلى قيام الكثير من المواطنين بتوصيل الكهرباء بشكل عشوائي، وأضاف: "شركات الكهرباء تعد دراسات لتوصيل الكهرباء للمناطق بناء على حجم وأعداد العمارات والسكان، إلا أن زيادتها بشكل غير قانوني تؤدى إلى تحميل الشبكة والكابلات بضغوط غير مستعدة لها، ما يجعلها تنهار بشكل متكرر"، مؤكدا سرعة التصدي لها.
فى سياق متصل، ناشدت وزارتا الكهرباء والبترول فى بيانهما المشترك، أمس، جموع المواطنين العمل على ترشيد الاستهلاك بدرجة أكبر خلال الفترة المتبقية من شهر آب / أغسطس الحالي، وذلك للمساهمة في استمرار نجاح جهود الوزارتين في الالتزام بتوفير احتياجات المستهلكين من الطاقة خلال شهور الصيف الماضية، حيث قامت الوزارتان بدورهما، ومطلوب لاستمرار هذا النجاح وتحقيق الهدف المنشود، مشاركة المواطنين، وهم الضلع الثالث في هذه المنظومة، لترشيد الاستهلاك بدرجة أكبر، حيث إن استمرار هذه الأحمال قد يستتبعه فصل أحمال، كما أنه يُحَمِّل الدولة أعباء مالية ضخمة من النقد الأجنبي المتمثل في كميات الوقود من الغاز الطبيعي والمازوت والسولار، لتشغيل محطات الكهرباء القائمة، وكذلك صيانة وبناء محطات جديدة، وهى ثروات الشعب، بالإضافة إلى أن زيادة الطلب على الأحمال الكهربائية مع ارتفاع درجات الحرارة تؤثر على كفاءة معدات محطات الكهرباء، وأكد البيان الصحافى للوزارتين أن أحمال الكهرباء، أمس الثلاثاء، قد حققت رقماً قياسياً بلغ 29 ألف ميجاوات بالمقارنة بمتوسط 24 ألف ميجاوات في العام الماضي بزيادة حوالي 5 آلاف ميجاوات، ما أدى إلى زيادة استهلاك كميات أكبر من الوقود بلغ 146 مليون متر مكعب مكافئ من الغاز والسولار والمازوت، لتلبية هذا الطلب المتزايد في الاستهلاك، وهذه أرقام غير مسبوقة.
وأشار البيان إلى أن مفهوم ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية لا يعنى تقليل الاستهلاك، وإنما يعنى تحقيق الاستخدام الأمثل لموارد الطاقة الكهربائية والبترولية بما يحد من إهدارها دون المساس براحة مستخدميها والمساهمة فى خفض الأعباء المالية، وأن الترشيد أصبح ضرورة حتمية، وأن الجميع مسؤولون عن الحفاظ على الطاقة، وناشد البيان المواطنين تأجيل الأحمال غير الضرورية في وقت الذروة (تقريباً من 6 مساء حتى 10 مساء)، وكذلك الترشيد فى استعمال أجهزة التكييف خلال هذه الفترة كلما أمكن ذلك، واستخدام لمبات الليد الموفرة، وضبط درجة حرارة التكييف على 25 درجة مئوية، حيث إن الترشيد يساعد المواطن على تقليل قيمة الفاتورة، وتخفيف الحمل على الشبكة الكهربائية الموحدة.
يأتي ذلك، في الوقت الذي وقَّعت فيه الشركة القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس"، أمس الثلاثاء، عقد استئجار سفينة التغييز الثانية مع شركة "دبليو بى" النرويجية لمدة خمس سنوات، لاستقبال الغاز الطبيعي المسال المستورد في ميناء العين السخنة وتدفيعه للشبكة القومية للغازات.
ومن المخطط وصول السفينة الثانية لميناء العين السخنة، في نهاية سبتمبر القادم، استعداداً لضخ الغاز في الشبكة القومية، خلال شهر تشرين الأول / أكتوبر، لتلبية احتياجات السوق المحلية من الغاز في إطار برنامج عمل الوزارة لتوفير الغاز الطبيعي للسوق المحلية، من خلال العمل على عدة محاور تتمثل في العمل على زيادة الإنتاج المحلى من الغاز، من خلال عقد الاتفاقيات البترولية وسرعة تنمية الحقول المكتشفة، لوضعها على خريطة الإنتاج، بالإضافة إلى استيراد الغاز الطبيعي المسال كمرحلة مؤقتة، لسد الفجوة الحالية بين الإنتاج والاستهلاك لحين أن تؤتى نتائج الاتفاقيات التي وُقِّعت ثمارها.