واشنطن ـ مصر اليوم
يسعى الكثيرون من قادة دول العالم والباحثون والمتخصصون فى كافة المجلات البحثية، لسرعة وضع حلول جذرية لمواجهة التغيرات المناخية، التي أصبحت ذات تأثير بالغ على كافة مجالات الحياة، كما ساعدت على زيادة الاضطرابات المناخية والظواهر الجديدة في العديد من بلدان العالم، والتى تشكل تهديدا بالغا على الحياة الإنسانية والبيئة.
وحذر الخبراء، من أنه ما لم يتم خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 7.4% سنويًا على مدار الـ 31 عامًا القادمة، فإن صحة الجيل القادم من العالم في خطر.
وقد جمع باحثون من حوالي 35 مؤسسة عالمية، الأدلة الموجودة على الأضرار الصحية للتغيرات المناخية لتحذير العالم، مشيرين إلى أن الأطفال هم الأكثر خسارة لمناخ متغير.
وكشفت أوكسانا تاراسوفا، رئيس برنامج مراقبة الغلاف الجوي بالمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أن المنظمة تصدر تقاريرها بناء على المعلومات التي تقوم بتجميعها من الدول الأعضاء بها، والتي يبلغ عددها 192 دولة، كما يوجد 130 محطة دولية تُقدم تقارير خاصة عن معدلات غاز الميثان وثاني أكيد الكربون المنبعث في الغلاف الجوي.
وأضافت "تاراسوفا" فى لقاء مع قناة "النيل للأخبار"، أن عمل المنظمة أصبح أكثر أهمية منذ اتفاقية باريس عام 2015، وذلك بسبب ما يتم تقديمه من تقارير حول تركيزات الانبعاثات الحرارية والغازات في الغلاف الجوي والتي تعتبر معدلاتها أعلى من السنوات العشر الماضية، وستؤدي للعديد من المخاطر منها الاحتباس الحراري وتغيرات في المناخ، بالإضافة لاحتراق الغابات وارتفاع مستوي البحر، ما يُنذر بموجات تسونامي مدمرة، وانفصال جزء كبير من القطب الشمالي، وبالتالي يجب سرعة استبدال إنتاج الطاقة من الوقود الأحفوري بمصادر آمنه أخرى من الطاقة.
وعرضت رئيس برنامج مراقبة الغلاف الجوي بالمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، مثالا حول ما حدث مؤخرا فى مدينة البندقية الايطالية، حيث ضربت موجة طقس سئ ، معظم المدن الإيطالية خلال الأيام الحالية، نتج عنها أمطار شديدة رافقها هبوب رياح قوية، أدى لغرق الشوارع والميادين بمياة الأمطار ما أدى إلى شبه شلل للحياة والحركة بالمدينة العريقة.
من ناحية أخرى، أكدت منظمة الصحة العالمية، أن حماية صحة الإنسان من تأثيرات تغيير المناخ، أصبحت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، مشيرة إلى أنه برغم ذلك فإن معظم الدول لا تعمل بشكل كامل وفقا لخططها لتحقيق ذلك.
وأضافت منظمة الصحة العالمية، في تقرير لها، أنها أجرت دراسة استقصائية على بيانات 101 دولة عن مسح الصحة وتغير المناخ لعام 2018، وأظهرت أن نصف الدول التي شملها الاستطلاع تضع استراتيجية أو خطة وطنية للصحة وتغير المناخ، إلا أن حوالي 38٪ فقط لديهم موارد مالية تتيح لهم تنفيذ استراتيجيتهم الوطنية للخطة جزئيا، وأقل من 10٪ يوجهون الموارد لتنفيذها بالكامل.
وكشف التقرير، عن أن 48% من البلدان أجرت تقييما لمخاطر المناخ على الصحة العامة، وحددت البلدان المخاطر الصحية الأكثر شيوعا التي تتأثر بالمناخ ومنها الإجهاد الحراري أو الإصابة أو الوفاة الناجمة عن أحداث الطقس القاسية والغذاء والمياه والأمراض المنقولة بالنواقل (مثل الكوليرا أو حمى الضنك أو الملاريا)، مشيرا إلى أن 60٪ من هذه البلدان أفادت بأن نتائج التقييم لم يكن لها تأثيرا يذكر على تخصيص الموارد البشرية والمالية للوفاء بأولويات التكيف لحماية الصحة.
وأشار التقرير، إلى أن الدول تواجه صعوبات في الوصول إلى التمويل الدولي لحماية صحة شعوبها من تغير المناخ، حيث أن 75٪ أبلغوا عن نقص المعلومات حول فرص الوصول إلى تمويل المناخ، وأكثر من 60٪ لا يوجد صلة بين الجهات الفاعلة الصحية وعمليات تمويل المناخ، وأكثر من 50٪ يعانون نقصا في القدرة على إعداد المقترحات.
وأوضح تقرير المنظمة، أنه في حين أن ثلثي المساهمات الحالية المحددة وطنيا لاتفاق باريس تذكر الصحة، كما أن قطاع الصحة هو من بين خمسة قطاعات توصف كثيرا بأنها عرضة لتغير المناخ، إلا أن هذا لم يؤد إلى المستوى اللازم من التنفيذ والدعم.
ولفت التقرير إلى أن قيمة المكاسب الصحية الناتجة عن خفض انبعاثات الكربون ستكون ضعف تكلفة تنفيذ هذه الإجراءات على المستوى العالمي تقريبا، مؤكدا أن تحقيق أهداف اتفاقية باريس يمكن أن ينقذ حياة مليون شخص سنويا في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2050 من خلال تخفيض تلوث الهواء وحده.
وذكرت المنظمة الدولية، أن الاستطلاع أظهر أن أقل من 25% من البلدان لديها تعاون واضح بين الصحة والقطاعات الرئيسية التي تحرك تغير المناخ وتلوث الهواء والنقل وتوليد الكهرباء والطاقة المنزلية.
هذا وفى نفس السياق، حذرت دراسة حديثة نشرت فى مجلة «لانسيت» الطبية، من أن الأطفال في جميع أنحاء العالم يعانون من اعتلال الصحة بسبب تغير المناخ، ودعا التقرير قادة العالم إلى المضي قدماً في اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنقاذ البيئة.
ووفقا للدراسة، يؤدي حرق وقود الديزل والفحم، إلى إصابة الأطفال بأمراض الرئة، وتسبب حرائق الغابات في الإصابة بالربو، وتقلص الحصاد مما يترك الكثيرين دون طعام كافٍ.
كما أعلن قادة جمعيات علم النفس في أكثر من 40 دولة، عن توحيد جهودهم وتوظيف خبراتهم بهدف «اتخاذ خطوات حاسمة لمكافحة التغير المناخي وتأثيراته»، وذلك أثناء انعقاد مؤتمر دولي حول «علم النفس والصحة العالمية» في مدينة لشبونة في البرتغال الشهر الماضى.
ورغم أن علماء النفس كانوا اعلنوا فعلاً بحقيقة أن التغيرات المناخية تشكل تهديداً للصحة النفسية، فإن خطوة جمعيات علم النفس هذه على المستوى العالمي تعبّر عن دوافع حقيقية لمواجهة هذه المشكلة.
وتم الإعلان عن هذه الخطوة والقرار النهائي المتعلق بها، حيث عبّر العلماء عن تعهدهم بـ«إبلاغ كل من الجمعيات الأعضاء على المستوى العالمي وأفراد الجمهور بالمخاوف حول الأزمة المناخية»؛ وذلك بهدف الدفاع عن «أولئك الأفراد الأكثر تقبلاً» لحدوث «التأثيرات النفسية والعقلية عليهم بسبب التغير المناخي»، وبهدف تشجيع واضعي السياسات على «توظيف علم النفس أكثر فأكثر» في التصدي لظاهرة التغير المناخي.
وكانت جمعية علم النفس الأميركية واحدة من الجمعيات المشاركة في المؤتمر التي وضعت توقيعها على مسودة القرار.
ويذكر، أن الجمعية دخلت التاريخ عام 2017 بعد أن وضعت كل ثقلها لدعم الأبحاث الهادفة لاعتبار «القلق البيئي» بوصفه إحدى حالات الاضطرابات النفسية القانونية، ونشرت تقريراً من 69 صفحة أشارت فيه إلى ضرورة الاعتراف بوجود علاقة فيما بين الصحة النفسية والعقلية وبين التغير المناخي.
هذا ومن ناحية اخرى صرحت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، أن مصر قفزت 4 مراكز في قائمة دليل الأداء لتغير المناخ لعام 2019 لتحل في المركز 24 من أصل 57 دولة، تضمنها التقرير على مستوى العالم بعد حجب المراكز الثلاثة الأولى، وذلك بفضل السياسة الوطنية التي انتهجتها مصر للتصدي لأثار التغيرات المناخية خلال الفترة الماضية، وفقا لبيان.
وأنه طبقا للدراسة التي أعدها دليل أداء تغير المناخ 2019، حصلت مصر على مجموع نقاط 57.49 نقطة لتواصل مصر التقدم بين دول العالم بخطتها الواعدة لمواجهة أثار التغيرات المناخية.
ويتكون دليل الأداء لتغير المناخ من 14 مؤشرا فرعيا لقياس التقدم المحقق في 4 مجالات ذات صلة بالتغيرات المناخية وهي: انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والطاقة الجديدة والمتجددة، واستخدام الطاقة، والسياسات المناخية.
ومن أهم المشروعات التي ساهمت في تحقيق هذا المركز المتقدم المشروعات البيئية الكبرى حيث تم إقامة مايقرب من ثمانية مشاريع أبرزها محطة بنبان للطاقة الشمسية ، ومحطة جبل الزيت لتوليد الطاقة من الرياح ، ومحطة سد أسيوط للطاقة الكهرومائية والوادي الجديد ومحافظة البحر الأحمر.
وقد يهمك أيضًا: