ولنجتون ـ مصر اليوم
توصل باحثون إلى أن ثوران البركان الذي وقع تحت الماء بالقرب من مملكة تونجا نجم عنه أعلى عمود من الدخان تم تسجيله على الإطلاق.
وكان بركان "هونجا-تونجا-هونجا-هاباي" تحت الماء، على بعد 65 كيلومترا شمال نوكوالوفا عاصمة تونجا، قد ثار في يناير الماضي نافثا سحابة عملاقة من الرماد والغاز في السماء.
وكشف بحث جديد أجرته جامعة أكسفورد، ونشر اليوم الجمعة في مجلة ساينس، أن العمود البركاني كان الأول الذي يخترق طبقة الميزوسفير من الغلاف الجوي.
ووجد الباحثون أن العمود وصل إلى ارتفاع 57 كيلومترا، وحقن موادا مخترقا طبقة الستراتوسفير ومباشرة إلى طبقة الميزوسفير، الذي يبدأ على ارتفاع حوالي 50 كيلومترا فوق سطح الأرض.
وكان عمود الدخان الأعلى بشكل كبير لحاملي الرقمين القياسيين السابقين وهما- ثوران بركان جبل بيناتوبو في الفلبين عام 1991، وبلغ ارتفاع أعلى نقطة له 40 كيلو مترا، وثوران بركان إل تشيشون عام 1982 في المكسيك والذي بلغ ارتفاع عمود دخانه 31 كيلومترا.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة سايمون براود إن الاكتشافات كانت "نتيجة غير عادية" لأن الباحثين لم يروا قط سحابة من أي نوع بمثل هذا الارتفاع من قبل.
وتابع أنه "علاوة على ذلك، فإن القدرة على تقدير الارتفاع بالطريقة التي فعلناها (باستخدام طريقة الإزاحة البصرية) أصبحت ممكنة الآن فقط بعد أن أصبح لدينا تغطية جيدة من الأقمار الصناعية. ولم يكن ذلك ممكنا منذ عقد أو نحو ذلك".
وعادة ما كان يمكن للعلماء قياس ارتفاع عمود الدخان من خلال دراسة درجة حرارته. ومع ذلك، كان ثوران تونجا مرتفعا جدا.
وبدلا من ذلك، استخدم الباحثون صور أقمار صناعية متعددة لمقارنة الفرق في ارتفاع العمود عند مشاهدته من خطوط رؤية متعددة.
وقال المؤلف المشارك أندرو براتا، إن الباحثين يأملون الآن في تطبيق تقنية القياس على الانفجارات البركانية الأخرى.
وتابع: "هناك المزيد من الأسئلة العلمية التي نريد أن نفهمها، وهي: لماذا ارتفع عمود تونجا إلى هذا الحد؟ ما هي التأثيرات المناخية لهذا الانفجار البركاني؟ ومما كان العمود يتكون بالضبط؟"
وتأثر حوالي 84% من سكان جميع جزر تونجا البالغ عددهم 105 آلاف نسمة بسبب الرماد الناجم عن الانفجارات وموجات المد العاتية اللاحقة (تسونامي)، والتي وصلت إلى أماكن بعيدة مثل ألاسكا.
قـد يهمك أيضأ :
إجلاء الآلاف بعد ثوران بركان في جزيرة لا بالما الإسبانية في المحيط الأطلسي
أثر رماد ناتج عن ثوران بركان في كامتشاتكا يمتد لـ90 كيلومترا