العاصمة باريس

دق نشطاء البيئة الفرنسيون ناقوس الخطر بسبب مشروع جديد يقضي ببناء مجمع ترفيهي ضخم بقيمة ثلاثة بلايين يورو في آخر المناطق الخضراء في ضواحي العاصمة باريس.

وأشارت صحيفة «غارديان» البريطانية إلى أن المزارع المثمرة بمساحة نحو 280 هكتاراً، التي تبعد 15 كلم فقط إلى الشمال عن كاتدرائية نوتردام الشهيرة في باريس تحولت إلى ميدان معركة بين السلطات وأنصار الحفاظ على البيئة، حيث ترغب السلطات ومستثمرون غير حكوميين في إنشاء مجمع ترفيهي وسياحي هائل تحت تسمية EuropaCity.

ويضم المشروع الذي يعرف أيضاً بتسمية «دبي في باريس» قبة ثلجية ومنحدرات اصطناعية للتزلج ومتنزهاً مائياً هائلاً وفنادق ومشاريع للواقع الافتراضي ومعارض فنية ومراكز تجارية، وذلك بهدف جذب 30 مليون زائر سنوياً ليصبح المشروع منافساً لـ«يورو ديزني».

ومن المقرر أن تستغرق أعمال البناء قرابة عشر سنوات وسيغطي المجمع مساحة 80 هكتاراً، ليصبح أكبر مشروع في البلاد من حيث حجم الاستثمارات الخاصة، بعد إنشاء مشروع «يورو ديزني» في عام 1992.

ويشدّد النشطاء على أن إنشاء هذا المجمّع في منطقة زراعية يخالف مسؤوليات الحكومة الفرنسية في مجال مكافحة التغيرات المناخية. وتعرّض المشروع لانتقادات حتى من قبل وزير البيئة الفرنسي نيكولا هولو، لكن ذلك لم يجعل السلطات تتراجع عن دعمها لـ«دبي في باريس».

وكانت محكمة محلية قد جمّدت في آذار (مارس) الماضي تراخيص البناء، مشيرة إلى ضرورة إطلاع الجمهور بشكل أفضل على ما يسببه المشروع من تداعيات على البيئة، وقدمت الدولة استئنافاً على قرار المحكمة هذا.

وحذر المهندس الزراعي روبير ليفيسك من أن تبطين هذه المنطقة بالإسمنت، حسب خطط المشروع، يهدد بارتفاع درجات الحرارة في العاصمة الفرنسية وضواحيها، وطرح علماء البيئة في المقابل مبادرة تقضي بتحويل المنطقة إلى مركز زراعي ضخم.

وأشارت المزارعة والمستشارة السابقة في الحزب الشيوعي الفرنسي سيسيل كوكيل، التي رفضت مغادرة مزرعتها رغم مطالب الحكومة ونظمت احتجاجاً فردياً، إلى السخرية المريرة في هذا الموضوع، المتمثلة في أن المنطقة التي يدور حولها الجدل تقع بالقرب من بلدة لو بورجيه، التي وقّع فيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في العام الماضي اتفاقية باريس لمحاربة التغيرات المناخية!