آثار الزلزال الذى ضرب الحدود العراقية الايرانية

تبحث فرق الاغاثة الايرانية الاثنين عن ناجين بين ركام الابنية المنهارة جراء الزلزال العنيف الذي ضرب الاحد المنطقة الحدودية الايرانية العراقية، وادى الى مقتل اكثر من 300 شخص وجرح الآلاف.

وضرب زلزال بقوة 7,3 درجات منطقة حدودية بين ايران والعراق على بعد 30 كيلومترا جنوب غرب مدينة حلبجة، بحسب ما اعلن المركز الجيولوجي الاميركي.

وكانت كرمنشاه الايرانية في غرب ايران المنطقة الاكثر تضررا، اذ اعلن الطب الشرعي للتلفزيون الرسمي مقتل 328 شخصا وجرح 2350 آخرين.

وفي الجانب العراقي من الحدود، حيث الكثافة السكانية اقل، اعلنت وزارة الصحة مقتل ثمانية اشخاص وجرح المئات.

وامضى العديد من الايرانيين ليلتهم في العراء بعد ان اخلوا منازلهم في المنطقة الجبلية الحدودية، واشعلوا النار للتدفئة مع ساعات الفجر وسط انتشار لفرق الاغاثة في المناطق المنكوبة.

وتم انتشال ام وطفلها من بين الانقاض في بلدة سربل ذهاب الاكثر تضررا من الزلزال، بحسب وسائل الاعلام المحلية.

وقال مجتبى نكردار مساعد محافظ منطقة كرمنشاه في غرب ايران "نحن في طور انشاء ثلاثة مخيمات اغاثة للحالات الطارئة".

اما بير حسين كوليفاند رئيس دائرة الطوارئ الوطنية الايرانية، فقد قال انه "من الصعب ارسال فرق اغاثة الى القرى لأن الطرق قطعت (...) حصلت انهيارات ارضية".

واعلنت وكالة الانباء الايرانية الرسمية انه تم ارسال ثلاثين فريق اغاثة تابعين للصليب الاحمر الى منطقة الزلزال التي تعاني اجزاء فيها من انقطاع التيار الكهربائي.

وامر المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي الحكومة والقوات المسلحة باستنفار "كافة الوسائل" لمساعدة السكان.

اشارت تقارير اعلامية الى توجه مئات سيارات الاسعاف وعشرات المروحيات العسكرية للمشاركة في عمليات الانقاذ في المناطق المتضررة وحتى الريفية منها.

وتضم منطقة سربل ذهاب القريبة من الحدود 85 الف نسمة، وتركزت فيها الحصيلة الاكبر للضحايا مع 236 قتيلا. كذلك سجلت خسائر في بلدتي اسلام اباد وقصر شيرين.

ويقطن المنطقة التي ضربها الزلزال حوالى 259 الف نسمة بحسب آخر تعداد سكاني.

واظهرت مشاهد بثها التلفزيون الرسمي عددا من الخيام والبطانيات والاغذية يتم توزيعها في المناطق المتضررة.

وفي سربل ذهاب كانت الابنية التي صمدت بوجه الزلزال مشوهة بفعل انهيار واجهاتها وجدارنها التي تحولت الى ركام يغطي السيارات.

وفي مساحة خالية من البناء بعيدا عن الركام تجمع السكان رجال ونساء التفوا بالبطانيات حول النار للتدفئة.

وفي العراق، تشير آخر حصيلة للضحايا، الى مقتل سبعة أشخاص على الأقل في محافظة السليمانية في الشمال وشخص واحد في محافظة ديالى الى الجنوب منها.

واصيب اكثر من 500 شخص بجروح في المحافظتين ومحافظة كركوك القريبة.

واظهرت مشاهد بثت على تويتر اشخاصا مذعورين يخلون مبنى في السليمانية وتكسر الواجهات الزجاجية جراء الزلزال. كما اظهرت مشاهد التقطت في دربندخان المجاورة انهيار جدران وهياكل خرسانية.

وفي دربندخان دعا المسؤولون السكان الى البقاء خارج منازلهم في اجراء احترازي.

وفي أنحاء السليمانية، خرج المواطنون العراقيون إلى الشوارع وأخلوا منازلهم، وسجلت أضرار مادية فقط، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.

ونقل بيان عن وزير الصحة في اقليم كردستان ريكوت رشيد ان "اربعة اشخاص لقوا مصرعهم في قضاء دربنديخان واثنين في كرميان، وآخر في السليمانية".

والزلزال الذي ضرب على عمق قليل نسبيا يبلغ 23 كيلومترا شعر به سكان بغداد لنحو عشرين ثانية، فيما شعر به سكان المحافظات الأخرى لمدة أطول، بحسب مراسلي فرانس برس.

واعلنت السلطات الصحية العراقية انه تمت معالجة عشرات الاشخاص عقب الزلزال، غالبيتهم جراء اصابتهم بالصدمة.

وفي الجانب الايراني شعر بالهزة سكان عدد من المناطق في غرب البلاد من بينها تبريز.

وقال مراسل فرانس برس ان سكان جنوب شرق تركيا شعروا بالهزة "من ملطية الى فان". وفي دياربكر اخلى السكان منازلهم.

وضرب الزلزال منطقة بطول 1500 كلم تلتقي فيها صفائح تكتونية عربية وأورو-اسيوية، وهو حزام يمتد بين غرب ايران وشمال شرق العراق.

وفي حزيران/يونيو 1990، تسبب زلزال بقوة 7,4 درجات قرب بحر قزوين (شمال ايران) بمقتل 40 ألف شخص وإصابة أكثر 300 ألف بجروح وتشريد 500 ألف آخرين.

ويعود آخر زلزال كبير إلى كانون الأول/ديسمبر 2003 في بم، محافظة كرمان في جنوب شرق إيران، حين قتل 3100 شخص على الأقل ودمرت المدينة بالكامل تقريبا.

في نيسان/أبريل 2013، شهدت إيران زلزالين بلغت قوتهما 6,4 ثم 7,7 درجات، في أقوى هزة أرضية تضرب البلاد منذ العام 1957، ما أسفر عن مقتل نحو 40 شخصا في إيران وباكستان المجاورة.

ومؤخرا ضرب زلزال بفوة 5,7 درجات تركمانستان قرب الحدود مع ايران وادى الى مقتل شخصين وجرح المئات وتسبب باضرار مادية فادحة.