القاهره - مصر اليوم
حققت وزارة البيئة خلال عام 2017 نجاحات متعددة فى العديد من الملفات البيئية المهمة لاسيما فى الملفات التى ترتبط مباشرة بصحة المواطنين مثل ملف مواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة والمعروفة اعلاميا بـ"السحابة السوداء" وملف المبيدات المسرطنة " اللاندين " بجانب الجهود المبذولة للتحكم فى التلوث الصناعى وكذلك ملف نهر النيل والحفاظ عليه ، وهناك ايضا ملف التغيرات المناخية والمجهودات التى بذلت فى تلك القضية وملف تطوير المحميات الطبيعية وملف المخلفات
.
فبالنسبة لمكافحة ظاهرة السحابة السوداء الناجمة عن حرق قش الأرز، حققت وزارة البيئة نجاحا فى هذا الملف للعام الثالث على التوالى وكان نجاح هذا العام نجاحا مميزا حيث اوضحت بيانات الوزارة انخفاض عدد الحرائق في العام الحالى 2017 بنسبة 43% عن العام السابق فى الفترة من 15 أغسطس إلى 15 أكتوبر، وذلك من خلال الخطة التى اعتمدتها الوزارة للسيطرة على الحرائق وخفض الانبعاث والأدخنة من المصادر الأخرى، ممثلة فى السيطرة على المقالب العمومية والعشوائية، فحص عادم المركبات، التفتيش على المنشآت الصناعية
.
وانتهجت الوزارة خطة محكمة لمواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة، ممثلة فى شقين، أولهما إحكام الرقابة والرصد، وذلك من خلال استخدام صور الأقمار الصناعية لرصد الحرائق، زيادة عدد وسائل تلقى البلاغات، الإنذار المبكر، نظام التتبع للسيارات، محطات الرصد اللحظى لجودة الهواء وانبعاثات المداخن، أما الشق الثانى فيتعلق بنوعية البيئة، وذلك بزيادة عدد حملات التوعية البيئية، الإتاحة المستمرة للمعلومات لوسائل الاعلام المختلفة
.
وحسب إحصائيات الوزارة، بلغ عدد المحاضر المحررة، نحو 6768 محضرا خلال عام 2017، مقابل 8520 خلال عام 2016، وفيما يخص فحص عادم السيارات بلغ 39 ألفا و978 خلال عام 2016، و25 ألفا و130 خلال عام 2017، أما التفتيش على المنشآت الصناعية بلغ عام 2016 نحو 3012، و4795 عام 2017.
واعتمدت الوزارة على جمع وكبس وتدوير أكبر قدر من قش الأرز، وذلك من خلال زيادة كميات الجمع والتدوير، الاستمرار فى آليات التمويل للمتعهدين، زيادة عدد المعدات، زيادة عدد المواقع ومحاور التفتيش ، فيما بلغت تكلفة منظومة مكافحة نوبات تلوث الهواء الحادة هذا العام 50 مليون جنيه ولاول مرة هذا العام نظمت وزارة البيئة المهرجان الاول لقش الأرز بالتنسيق مع المنظمة العربية للاستدامة بمدينة العبور احتفالا بنهاية موسم حصاد قش الارز
.
وحسب الإحصائيات، بلغت نسبة ما تم تجميعه إلى المستهدف عام 2016 إلى 53%، وفى عام 2017 بلغت 52%، فيما بلغ نسبة ما تم تدويره إلى المستهدف 49% وذلك عام 2016، بينما بلغت 39% عام 2017، ووصل عدد مواقع التجميع عام 2016 نحو 254 موقعا، بينما بلغ 477 موقعا عام 2017.
أما فيما يتعلق ببرامج التحكم فى التلوث الصناعى، فإنه تم تنفيذ 147 مشروعا بيئيا فى 124 شركة صناعية بإجمالى استثمارات بلغت 325 مليون دولار و100 مليون يورو، حيث تم خلال الفترة 2016/2017 تنفيذ 4 مشاريع بيئية فى 4 شركات صناعية "الشركة العربية للأسمنت، شركة أبوقير للأسمدة، شركة أسمنت سيمبور، شركة الإسكندرية للبترول" بإجمالى استثمارات بلغت 64.22 مليون دولار بدعم مقداره 32.89 مليون دولار، علاوة عن تنفيذ 4 مشروعات بيئية فى 4 شركات صناعية ممثلة فى "شركة وطنية جاس، الشركة المصرية للأملاح والمعادن، شركة صناعات البلاستيك والكهرباء المصرية، شركة البويات والصناعات الكيماوية" بإجمالى استثمارات 7.691 مليون يورو بإجمالى منحة تبلغ 1.107 مليون يورو
.
وتضمنت استراتيجية الوزارة، المتعلقة بتوفيق أوضاع مكامير الفحم النباتى باستخدام تكنولوجيا نظيفة، وضع الاشتراطات والضوابط البيئية لتوفيق الاوضاع البيئية، الموافقة على 4 نماذج مطورة لإنتاج الفحم النباتى من بين 6 نماذج تقدمت بطلبات للقياسات البيئية، الموافقة على 44 طلبا ممن ينطبق عليهم الاشتراطات والضوابط، تطوير آلية تمويلية لتطوير منظومة مكامير الفحم النباتى من خلال توقيع بروتوكول تعاون بين كل من وزارة البيئة وجهاز المشروعات الصغيرة لتقديم قرض بفائدة متناقصة 5% يرد على 5 سنوات بمنحة 20%.
وشملت خطة الوزارة ايضا، تنفيذ برامج الرصد البيئى وبرامج النقل المستدام، وذلك بزيادة عدد محطات الشبكة القومية لرصد نوعية الهواء المحيط، حيث بلغ عدد محطات الشبكة 93 محطة رصد متجاوزاً هدف 2020 بإستراتيجية التنمية المستدامة، زيادة عدد نقاط الرصد المرتبطة بالشبكة القومية ليصل عدد النقاط إلى 198 نقطة رصد لعدد 48 منشأة، استبدال 670 دراجة نارية ثنائية الاشواط بأخرى جديدة رباعية الاشواط بمحافظة الفيوم، إنشاء مسارات بطول 14 كم للمشاة والدراجات فى مدينتى الفيوم وشبين الكوم، بالإضافة إلى تركيب عدد 14 إشارة إلكترونية متغيرة الرسالة بمنطقة وسط البلد لإعطاء معلومات عن توافر أماكن الانتظار فى الجراجات، تنفيذ برامج دورية لفحص عادم المركبات على الطريق وفحص أتوبيسات هيئة النقل العام
.
وحول الجهود والاجتماعات المتعلقة بملف التغيرات المناخية خاصة فى ضوء قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالإنسحاب من اتفاقية باريس للمناخ التى تم توقيعها فى نوفمبر 2016، فقد شاركت مصر فى 16 نوفمبر الماضى فى فعاليات مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الاطارية لتغير المناخ الثالث والعشرون الذى عقد ببون ، واعتبر جولة تفاوضية من جولات اتفاقية تغير المناخ، تمثل حلقة الوصل بين اتفاق باريس الصادر في ٢٠١٥ وبين تفعيل الاتفاق وآلياته المختلفة في ٢٠١٨ ، تم خلاله التشديد على أهمية العمل على التوازن بين موضوعات التكيف مع تأثيرات تغير المناخ، والتي تعد الأولوية لمصر، وموضوعات التخفيف التي ستمكن مصر من العمل على تطوير قطاعات الطاقة والصناعة والنقل بما يتناسب مع التطورات التكنولوجية على مستوى العالم، وبالتالي الحد من الانبعاثات التي تؤثر على الصحة العامة محليا وتؤدي الى تفاقم ظاهرة التغيرات المناخية عالميا
.
وقد استضافت مصر هذا العام الاجتماع ال 18 لصندوق المناخ الأخضر ، تم خلاله مناقشة ما يقرب من 16 مشروعا مقدما لدول افريقيا وأمريكا اللاتينية والدول الأقل نموا وتعديل سياسات عمل الصندوق لتسهيل نفاذ الموارد التمويلية في مجال التصدي لظاهرة التغيرات المناخية
.
ونجحت وزارة البيئة فى الحصول على 31,4 مليون دولار من صندوق المناخ ا
لأخضر لصالح مشروع التكيف مع التغيرات المناخية في الساحل والدلتا ، وتعتبر هذه المنحة هي الأولى من نوعها، التي تحصل عليها مصر من الصندوق،بالإضافة الى مشروعين للطاقة لصالح وزارة الكهرباء بمنحة تمويلية تقدر بـ ٣٦٥ مليون دولار، وبذلك تكون مصر قد حصلت علي 20% من إجمالي ما تم تخصيصه من صندوق المناخ الاخضر للدول النامية، في شكل منح وقروض، بالإضافه الى ٣ ملايين دولار من المزمع الحصول عليهم لإعداد الخطة الوطنية للتكيف.
ومن أهم الانجازات التى تحققت ايضا ، حصول وحدة الاوزون التابعة لوزارة البيئة على جائزة أفضل مؤسسة بيئية فى تنفيذ برامج التخلص التدريجي من جميع المواد المستنفدة لطبقة الأوزون فى ضوء الإلتزام بأحكام بروتوكول مونتريال وتعديلاته المختلفة، وذلك خلال الإحتفال الذى اقيم بمدينة مونتريال بمرور 30 عاما على توقيع البروتوكول .. وتعتبر مصر من اكثر الدول التزاما باحكام قرارات الاتفاقيات البيئية الدولية، ويعد اختيارها رئيسا لمجموعة الدول 77 وايضا رئيسا لمجموعة الدول الافريقة لعام 2018 اكبر دليلا على عملها الجاد ودورها الرائد فى مجال الحفاظ على
وشهد العام الحالى معركة عنيفة وصراعا في المكسيك على استضافة مؤتمر التنوع البيولوجي الدولي"2018 "، ونجحت مصر في الفوز باستضافة المؤتمر بعد صراع كبير مع تركيا ، حيث سيكون له أثر كبير على السياحة ويشارك فيه أكثر من 30 ألف مشارك فى شهر اكتوبر القادم وسيكون له مردود اقتصادي كبير وتبلغ تكلفة الاجراءات التحضيرية له 65 مليون جنيه وهو ما يثبت للعالم قدرة مصر على تنظيم المؤتمرات العالمية وتأمينها، وأن الشعب المصري يستطيع استضافة مؤتمر مهم مثل مؤتمر التنوع البيولوجي، فضلًا عن أهميته البيئية لأنه أكبر تجمع عالمي بيئي لمشاكل التنوع البيولوجي
.
وشارك وزير البيئة خالد فهمي ايضا في اجتماعات تغير المناخ ممثلا عن الرئيس عبدالفتاح السيسي في قمة كوكب واحد بباريس، التى جمعت العديد من رؤساء الدول والوزراء ، حيث أكد أننا بصدد عالم جديد وعلاقة جديدة ما بين الاقتصاد وبين البيئة، خاصة في ظل التغيرات المناخية، وكذلك بصدد انواع جديدة من الأدوات والسياسات التي يجب ان نفكر فيها
.
وقد شهد شهر يوليو الماضى عدة ظواهر اثارت البلبة لدى المواطنين واستطاعت وزارة البيئة التصدى لها وهى ظاهرة انتشار قناديل البحر
حيث تفاعلت بصورة سريعة مع الظاهرة بشكل عملى وعلمى لكافة اﻹجراءات التى تم اتخاذها على ارض الواقع، مستندة إلى تحليل علمى وليست عشوائية ، كما تم رصد القرش الحوتى فى البحر الاحمر فى ميعاده الطبيعى .
وأطلقت وزارة البيئة هذا العام المبادرة الوطنية للحد من استهلاك الأكياس البلاستيكية لما تمثله من خطر على الصحة العامة والبيئة والاقتصاد ، ففى سابقة من نوعها، انتجت الوزارة بالتعاون مع مركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا «سيداري» أكياسا بلاستيكية قابلة للتحلل؛ بديلا عن الأكياس البلاستيكية العادية، وتم توزيعها على المستهلكين من خلال 72 فرعا تمثل 7 من كبرى سلاسل السوبر ماركت في مصر
.
وفيما يتعلق بملف تطوير المحميات الطبيعية، شهد العام الحالى موافقة لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب مبدئياً على مشروع قانون الحكومة بتنظيم المحميات الطبيعية، حيث اكد وزير البيئة إن العالم يذهب حاليًا لصون المحميات، الأمر الذي يتطلب السماح بأنشطة اقتصادية تفيد بشكل أساسي المجتمعات المحلية، وذلك للحفاظ على الثروات وعائد يغطي تكلفة الإدارة وأن المحميات الطبيعية ملكية عامة لا تملك الوزارة التصرف فيها أو بيعها
.
وقد بدأت وزارة البيئة العام الحالى مشروع تطوير مسار جبل موسي بمنطقة سانت كاترين في محافظة جنوب سيناء؛ لرفع كفاءة مناطق الصعود والهبوط والاستراحات بمسار جبل موسى ، وذلك لتسهيل الزيارة وتأمين المسار
.
وفى مجال الحفاظ على نهر النيل، أعدت وزارة البيئة خطة الطوارئ الوطنية لمواجهة حوادث التلوث البيئى بنهر النيل والتي تهدف إلى تعزيز التعاون والإتصال والتنسيق بين العديد من الجهات الحكومية المختلفة (الوزارات والمحافظات والهيئات الإدارية المعنية) وقطاعات الصناعة المختلفة أثناء عمليات الإستجابة لحوادث التلوث الجسيمة سواء البترولية أو المواد الخطرة خاصة فى ضوء توجه الدولة إلى إصدار القوانين و التشريعات الكفيلة بحماية نهر النيل من التلوث والحفاظ على جودة مياهه من مخاطر التلوث التى زادت نتيجة لتعدد الأنشطة الصناعية والتجارية والسياحية سواء بنهر النيل أو على ضفافه والمتمثلة فى القانون رقم 48 لسنة 1982 ولائحته التنفيذية المعدلة في شأن حماية نهر النيل والمجاري المائية من التلوث، وكذلك القانون رقم 4 لسنة 1994 وتعديلاته ولائحته التنفيذية المعدلة فى شأن حماية البيئة
.
وكثفت الوزارة من دورها في المراقبة والرصد واستخدام الضبطية القضائية والاتفاق مع المصانع المخالفة على برامج معينة لتوفيق اوضاعها وقد تم الوصول حاليا الى 9 منشات فقط لم تستكمل خطط توفيق اوضاعها بعد أن كان عددها 21 العام الماضى وقبلها كان العدد حوالى 102 منشأة فى الاعوام
وفيما يتعلق بمحطتى "كيما ا" و"كيما 2" ، فقد تم استلام الاولى وجارى استلام الثانية وتقوم وزارة الاسكان باضافة محطة ثالثة حتى لايكون هناك صرف على نهر النيل ، وسبق وان أكد الوزير ان البيانات الرسمية والدولية والمصرية تؤكد على ان مؤشرات تلوث نهر النيل اقل من مناطق منظمة الصحة العالمية ..كما وافق مجلس الوزراء على التعديلات الخاصة بنهر النيل فى قانون البيئة والذى يلزم المنشآت بتركيب حساسات بيئية عند كل مخرج لها وبالتالى يمكن مراقبتها طوال 24 ساعة من خلال البيانات التى ترصدها غرفة العمليات بالوزارة
.
وفيما يتعلق بمنظومة المخلفات ، قطعت وزارة البيئة شوطا كبيرا فى التعامل مع منظومة القمامة الجديدة وحرصت على تقديم الدعم الكامل، والمطلوب فيما يخص الجوانب الفنية، والبيئية، التى تحتاجها الشركة القابضة للقمامة المزمع إنشاؤها بالمحافظات ، وتقوم وزارة البيئة، حاليا بإعداد خريطة طريق لصناعة المخلفات، بكل المحافظات المصرية، على أن تتولى كل محافظة، مسئولية تحديد الأماكن الخاصة بتلك المنظومة، بالإضافة إلى استعدادات التراخيص، واستكمال الإجراءات اللازمة، فيما يخص المحطات الوسيطة، والمدافن والمصانع، لضمان الاستثمار فى المنظومة
.
وتمكنت وزارة البيئة من خلال جهاز تنظيم إدارة المخلفات بإنجاز المهمة التى كلفت بها من قبل رئاسة مجلس الوزراء باتخاذ ما يلزم من إجراءات لدعم محافظة الاسكندرية بالتعاقد بالأمر المباشر للتنفيذ الفورى لتفريغ المحطات الوسيطة الثلاثة (أم زغيو، محرم بك، الزياتين) من كافة التراكمات التاريخية من القمامة والتى تراكمت عبر مدة زمنية طويلة استغرقت سنوات عدة حيث تم رفع مايزيد عن (مليون طن من تراكمات القمامة) من تلك المحطات مع التخلص الآمن منها بالمدفن الصحى
.
وتعد من اهم الانجازات التى تحسب لوزارة البيئة هذا العام التخلص النهائي الآمن من شحنة مبيد "اللاندين" عالية الخطورة التى ظلت مخزنة في ميناء الادبية بالسويس منذ 18 عامًا وكميات المبيدات الأخرى المندرجة تحت قائمة الملوثات العضوية الثابتة وتم نقل الشحنة لتحرق في أفران خاصة بفرنسا، كما تم تطهير الحاويات القديمة وتقطيعها ونقلت لتنقل هي الأخرى خارج البلاد.