تواصل منطقة إفريقيا جنوب الصحراء زخم نموها السريع. ووفقاً لآخر تقديرات مجموعة «كيو ان بي»، بلغت نسبة النمو في هذه المنطقة 5,0% في عام 2013 ويتوقع لها أن تصل نسبة 6,0%-6,5% خلال هذه السنة على خلفية الإنفاق الاستثماري الضخم وتنامي حجم الطبقة الوسطى. وهذا يجعل من منطقة إفريقيا جنوب الصحراء ثاني أسرع الاقتصاديات نمواً في العالم.. كما يبرر لنا أن نسأل: هل تصبح إفريقيا جنوب الصحراء صيناً ثانية؟ بحسب مجموعة «كيو ان بي»، سيكون من الضروري تنفيذ استثمارات قوية في البنية التحتية ومتابعة العمل بسياسات متحفظة بشأن الاقتصاد الكلي إذا كان للمنطقة أن تحقق نسبة نمو مرتفع ذات رقمين وأن ترتقي إلى مرتبة الأسواق الناشئة. بدأت النهضة الاقتصادية لإفريقيا جنوب الصحراء منذ أواسط التسعينيات. فبعد سنوات من الفساد وسوء الإدارة الاقتصادية، جاء جيل جديد من القادة الأفارقة الذين شرعوا في العمل على مسار الإصلاحات الهيكلية الشاق بدعم من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. وقد تطلب ذلك إحكام السيطرة على التضخم، وزيادة التحصيلات الضرائبية، وخفض الإعانات الحكومية المفرطة.. وإعادة توجيه الإنفاق الحكومي نحو الاستثمارات طويلة الأجل في مجالات الثروة البشرية، مثل التعليم والصحة. وفي نفس الوقت، منح المجتمع الدولي إعفاءات سخية من الديون لمعظم دول المنطقة على نحو مكّنها من الخروج من أسر الديون الثقيلة التي تراكمت عليها خلال عقدي السبعينيات والثمانينيات.