سويسرا ـ كونا
اطلق المنتدى الاقتصادي العالمي هنا اليوم بالتعاون مع عدد من الشركات العالمية مبادرة تهدف الى تقليل نسبة النفايات في العالم ومواجهة ارتفاع اسعار المواد الخام بالإضافة الى توفير فرص عمل جديدة. وتعتمد المبادرة على دعوة الشركات المنتجة للسلع الاستهلاكية الى تغيير سياسات انتاجها لتستخدم مواد اولية تصلح لان تكون نفاياتها قابلة لإعادة التصنيع مجددا كما يجب ان تكون عملية التصنيع صديقة للبيئة ما سيقلص نسبة النفايات بحوالي 100 مليون طن. وتتوقع المبادرة ان تساهم تلك الطريقة في مكافحة البطالة التي تشكو منها مختلف الدول من خلال توفير حوالي 100 الف وظيفة خلال السنوات الخمس المقبلة لتكون الفائدة التراكمية لهذه المبادرة حوالي تريليون دولار مع حلول عام 2025. كما تأمل المبادرة ان تكون احد اسباب تخفيض نفقات الانتاج وايضا تخفيض اسعار الخامات الاولية التي يشتد التنافس عليها بعائد قد يصل الى نصف مليار دولار. وتعتمد المبادرة على دراسة اعدها المنتدى بالتعاون مع بعض شركات القطاع الخاص تروج لمسار اقتصادي دائري يضمن بقاء نسب كبيرة من النفايات كمصدر متجدد للمواد الخام ما سيتطلب ايضا استحداث التفكير في اعادة النظر في أنماط الاستهلاك الحالية. وتصف الدراسة هذا المسار الجديد بأنه عملية أكثر تصالحية مع البيئة وتساعد الاجيال الجديدة على الابتكار وتهدف الى نمو فرص الأعمال التجارية وحماية المستهلك من تقلب الأسعار وتوفير مميزات تنافسية والمساعدة على بناء أفضل العلاقات بين العملاء والموردين. واشارت الدراسة إلى ان أسعار السلع الأساسية قد ارتفعت ثلاثة أضعاف تقريبا خلال السنوات ال 10 الماضية وان كلا من الشركات والحكومات تدرك الآن ان هناك فرصة لإدارة التقلبات المستحدثة على عملية التصنيع وحماية البيئة وضمان الموارد الاولية للتصنيع ودعم الصناعات التحويلية على وجه الخصوص والتي يمكن ان تقل كثيرا من خلال اعتماد هذه المبادرة. وتتوقع ادارة المنتدى ان يؤدي تطبيق تلك المبادرة الى تخفيض تكاليف صناعة الهواتف الذكية بنسبة تزيد على 60 في المائة كما يمكن الحصول علي نفس النسبة في مجالات مشابهة لا سيما تلك التي يتم استهلاكها سريعا. يذكر ان المنتدى الاقتصادي العالمي يعقد اعماله في سويسرا من 22 إلى 25 يناير تحت شعار إعادة صياغة العالم والعواقب المتوقعة للتغيرات الاقتصادية على المجتمع والسياسة والأعمال . ويشارك في المنتدى هذا العام اكثر من 2500 من كبار صناع القرار السياسي والاقتصادي في العالم وعدد كبير من اهم رجال الاعمال ونخبة من المفكرين والمثقفين والاكاديميين وممثلي منظمات المجتمع المدني.