برلين ـ مصر اليوم
قال علماء من أميركا إن الإخضرار العجيب الذى تظهره صور الأقمار الصناعية لغابات الأمازون أثناء موسم الجفاف يعود إلى خداع بصرى. وأكد الباحثون فى دراستهم التى نشرت نتائجها اليوم الأربعاء فى مجلة "نيتشر" أن الماء وليس الضوء هو العامل الحاسم فى نمو هذه الغابات المدارية فى أمريكا الجنوبية. وأظهرت صور الأقمار الصناعية بوضوح تزايد نمو أوراق الأشجار فى غابات الأمازون أثناء فترات الجفاف خلال العام الماضى. وتعتبر غابات الأمازون بمثابة الرئة الخضراء للأرض، حيث تمد كوكبنا بكميات كبيرة من الأكسجين وتمتص أوراقها وأخشابها كميات هائلة من ثانى أكسيد الكربون.ويتم توثيق عمليات الجور على هذه الغابات فى البرازيل باستخدام الأقمار الصناعية. وسادت فترات جفاف طويلة جدا فى المنطقة عامى 2005 و 2010.وفوجئ الباحثون عندما وجدوا أن بيانات وكالة ناسا الأمريكية أظهرت اخضرارا غير طبيعى فى هذه الغابات فى موسم الجفاف فى الفترة بين يونيو وأكتوبر، وهو ما جعل العديد من الباحثين يذهبون إلى أن الأشعة الشمسية فى الصيف هى السبب فى نمو هذه الغابات وليس الماء وهو ما جعل الباحثين تحت إشراف دوجلاس مورتون من مركز "ناسا جودارد سبيس فلايت سنتر" بمدينة جرينبلت فى ولاية ميريلاند يحللون الصور التى التقطتها الأقمار الصناعية بالأشعة الكهرومغناطيسية مرة أخرى بشكل دقيق وفحصوا التغيرات التى تطرأ على الأشجار عند تزايد نموها جراء اتساع مساحة الأوراق وتزايد أعداد الأوراق ذات الصغيرة ذات اللون الأخضر الفاتح. كما قارن الباحثون هذه الصور بالصور التى التقطها جهاز "جلاس" التابع لقمر "أيس سات" الخاص بوكالة ناسا فى حين أن الصور السابقة التقطت بجهاز "موديس" الذى تمتلكه ناسا. وتبين للباحثين أن الاخضرار الظاهرى الذى يبدو على غابات الأمازون فى موسم الجفاف ليس إلا خداعا بصريا ينشأ جراء تغير انعكاس الأشعة تحت الحمراء فوق قمم أشجار الغابة. ورأى الباحثون أن نتيجة دراستهم تظهر مدى أهمية مراجعة صور الأقمار الصناعية تجنبا لاحتوائها على انعكاسات وهمية وأن هذا هو السبيل الوحيد لمعرفة رد فعل النباتات على التغير المناخى بشكل صحيح.