واشنطن - مصر اليوم
ربما كان ما يعرف باسم الانفجار الكمبرى، وهو منعطف رئيسى فى تاريخ الحياة على وجه الأرض حين ظهرت فجأة إلى الوجود أعداد هائلة من أنواع الحيوانات قبل نصف مليار عام، أكبر حجماً عما كان يعتقد من قبل. وتعرف العلماء أمس الأربعاء على كائن بحرى غريب يرجع تاريخه إلى 520 مليون عام، وهو يشبه فى وقتنا المعاصر إلى حد بعيد الحوت البالينى الضخم الشبيه بالحوت الأزرق وأسماك القرش، ويقول العلماء إن هذا الكائن تطور من مخلوق مفترس شرس ليصبح مجرد صياد متواضع لحيوانات صغيرة من تحت سطح الماء. وهذا المخلوق الذى أطلق عليه الاسم العلمى تاميسيوكاريس بوريلس أحد الأقارب البدائيين لمفصليات الأرجل وهى مجموعة حيوانية منها القشريات والحشرات والعناكب، ولا يوجد مثيل لهذا الكائن الآن. وقال الباحثون، إنه عثر على بقايا هذا الكائن فى حفرية عام 2009 فى أقصى الطرف الشمالى لجزيرة جرينلاند. وأضافوا أن هذا الكائن ينتمى لمجموعة قريبة الشبه من كائن انومالوكاريس الذى ظهر فى العصر الجيولوجى الكمبرى والذى عثر عليه فى موقع حفريات بكندا، وقال العلماء إن الكائن كان من أضخم المفترسات على وجه البسيطة ويتميز بشكله الغريب. ويقول جيكوب فينتر عالم الكائنات القديمة من جامعة بريستول البريطانية مشرف البحث الذى نشرته دورية (نيتشر) إنه فى حين ان طول كائن تاميسيوكاريس 70 سنتيمترا فقط إلا أنه كان من أضخم الكائنات الحية فى ذلك الوقت. وقال فينتر "لقد كان عملاقا رقيقاً، إلا أنه لم يكن حوتاً ولا سمك القرش، بل تطور ليصبح كائنا شبيها بذلك". ومثله مثل ابن عمومته المفترس انومالوكاريس كان لدى تاميسيوكاريس زوج من الزوائد الشوكية فى مقدمة الجسم لاقتناص الفريسة وله زوج من الأعين تشبه العيون المركبة للحشرات وفم دائرى وله ما يشبه الزعانف للسباحة وليس له أرجل. وعاش جنبا إلى جنب مع الأسماك البدائية وهى من أقدم الفقاريات والإسفنجيات وقناديل البحر وسرطان البحر (السلطعون). وشهد العصر الكمبرى منذ 542 مليون عام، وهو حقبة مهمة فى تاريخ نشوء وتطور الحياة على وجه المعمورة، أول ظهور لمجموعات حيوانية رئيسية.