رسم لنجم مغناطيسي

يعتقد علماء فضاء اوروبيون انهم توصلوا الى فهم حقيقة النجوم المغناطيسية وكيفية تشكل هذه الاجرام الضخمة التي تشكل اقطاب جذب هائلة في الكون ولا يزيد عددها عن عشرين.
والنجوم المغناطيسية هي بقايا ذات كثافة عالية تفوق التصور، تنجم عن تصدع نجم كبير تحت تأثير وزنه الذاتي. وتؤدي هذه الظاهرة عادة الى نشوء إما الى ما يعرف باسم النجم النيوتروني، او النجوم المغناطيسية، او الثقوب السوداء.
ومع ان النجوم المغناطيسية يمكن ادراجها ضمن النجوم النيوترونية الا ان العلماء يرون فيها خصائص مميزة.
وجاء في بيان صادر عن المرصد الاوروبي الجنوبي حول هذا الاكتشاف "النجوم المغناطيسية تتميز بانها ذات احجام ضئيلة وكثافات هائلة".
وضرب المرصد مثلا على ذلك بان مقدار ملعقة من مادة النجم المغناطيسي يكون وزنها مليارات الاطنان.
واضافة الى الكثافة الهائلة، فان هذه النجوم تتميز ايضا بقوة جذب مغناطيسية استثنائية "تفوق قوة اكبر مغناطيس على كوكب الارض بملايين المرات".
والنجم المغناطيسي الذي درسه العلماء يقع على مسافة 16 الف سنة من كوكب الارض، علما ان السنة الضوئية هي وحدة لقياس المسافة وليس الزمن وهي المسافة التي تقطعها سرعة الضوء في سنة.
ويعتقد العلماء ان هذا النجم المغناطيسي تكون اثر تصدع نجم تفوق كتلته كتلة شمسنا باربعين مرة.
ويقول سيمون كلارك الباحث في جامعة "اوبن يونفرسيتي" البريطانية "هذه الفرضية تتعارض مع تلك التي كانت سائدة والتي تعتبر ان النجوم الكبيرة تتحول الى نجوم سوداء بعد تصدعها، وليس الى نجوم نيوترونية او مغناطيسية".
وفي محاولة للتوفيق بين هذين الرأيين المتعارضين، افترض العلماء ان هذا النجم المغناطيسي تكون بسبب تصدع نجم كبير مرتبط بنجم آخر، بحيث يدور احدهما حول الثاني.
اثر ذلك، عكف العلماء على مسح سماء جنوب الارض بحثا عن ضالتهم، اي عن نجم يرتبط في مداره بالنجم المغناطيسي المرصود.
وبالاستعانة بالتلسكوب الكبير "في ال تي" التابع للمرصد الاوروبي والمنصوب في تشيلي، بدأ العلماء بحثهم عن "نجم هارب" قد يكون افلت من مداره حول النجم المتصدع جراء الانفجار.
وفي نهاية المطاف، تمكن العلماء من رصد النجم الفار الذي تنطبق عليه المواصفات المطلوبة، بحيث تصح فرضيتهم التي تفسر لماذا تحول النجم المتصدع الى نجم مغناطيسي وليس الى ثقب اسود كما هو شائع.
واطلق العلماء على هذا النجم الفار اسم فسترلوند1-5، وقالوا عنه في البيان "انه ذو سرعة عالية جدا يبدو انها ناجمة عن ضغط انفجار النجم الثاني، وايضا ذو كتلة صغيرة، وقوة اشعاع عالية، ونسبة كربون مرتفعة لا يمكن ان تتوفر في نجم معزول".
ونشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة "استرونومي اند استروفيزيكس".
ويتيح هذا الاكتشاف للعلماء ان يحيطوا تماما بطريقة تشكل النجم المغناطيسي ومراحله.
ففي البدء يكون النجمان متصلين، يدور احدهما حول الآخر، ثم يبدأ النجم الاكبر بينهما بفقدان الوقود، محولا غلافاته الخارجية الى النجم الآخر الاقل كتلة الذي يتحول في ما بعد الى نجم مغناطيسي، ويكسبه سرعة دوران عالية.
ويبدو ان سرعة الدوران العالية هذه هي التي تؤدي الى تشكل حقل مغناطيسي قوي جدا.
في المرحلة الثانية، يصبح النجم الاصغر كبيرا بحيث يبدأ هو بطرد المادة التي يعود قسم منها الى النجم الأول، فيما تتبدد كميات اخرى في الكون.
فاذا استعاد النجم الاول كل المادة المنبعثة من النجم الرفيق، فانه سيتحول الى ثقب اسود، والا تحول الى نجم مغناطيسي.