وزير الخارجية الاميركي جون كيري

دقت الولايات المتحدة ناقوس الخطر لحض المجتمع الدولي على اعتماد استراتيجية عالمية لانقاذ المحيطات المهددة بالاحترار

المناخي والتلوث والاستغلال المفرط لمحميات الصيد.
وقال وزير الخارجية الاميركي الذي يرعى مؤتمرا دوليا الاثنين والثلاثاء في واشنطن يضم ممثلين عن 80 بلدا وخبراء في

مجال البيئة وصناعيين "لن يكون هناك رد على هذه التحديات طالما ان مجموعة الامم ليست مجتمعة حول استراتيجية موحدة،

كاملة وعالمية للمحيطات".
ودعا وزير الخارجية الاميركي المعروف بدفاعه منذ زمن طويل عن قضايا البيئة الى "تطوير خطة" عمل دولية.
واضاف كيري "ليس هناك ما يجمعنا اكثر من المحيطات التي تغطي قرابة ثلاثة ارباع كوكبنا"، مشددا على ضرورة تحمل

المشاركين في المؤتمر "مسؤولياتهم" للحفاظ على المحيطات.
ولدى استقباله امير موناكو البير الثاني المعروف ايضا بدفاعه عن البيئة، اعرب وزير الخارجية الاميركي عن امله في ان يثمر

مؤتمر واشنطن عن "خطة عمل" مؤكدا ان الهدف ليس "التحادث من اجل التحادث".
وجاء اكثر التصريحات وضوحا من انوتي تونغ رئيس ارخبيل كيريباتي في اوقيانيا الواقع في المحيط الهادئ الذي اعلن ان بلاده

ستمنع اعتبارا من كانون الثاني/يناير 2015 كل عمليات الصيد التجارية على رغم التبعات الاقتصادية لهذا القرار على بلاده.
وقال تونغ "الرد على تحديات التغير المناخي يتطلب التزاما جادا جدا وجانبا من التضحية"، مشيرا الى ان "الخسارة المتوقعة

للمداخيل كان لها اثر ثقيل جدا في تفكيرنا، لكننا في النهاية قررنا اتباع استراتيجية تنمية مستدامة"، وذلك وسط تصفيق حار من

الحاضرين.
وتعتبر جزر كيريباتي، شأنها في ذلك شأن ارخبيل توفالي في بولينيزيا والمالديف في المحيط الهندي، من البلدان المهددة بالزوال

بعد ارتفاع مستوى المحيطات في حال لم يتم اتخاذ تدابير لمواجهة الاحترار المناخي، بحسب الامم المتحدة.
واشار كيري الى ان الرئيس الاميركي باراك اوباما قد يعلن قريبا توسيعا للمناطق الاميركية التي تضم محميات بحرية. ومن

المتوقع ان يلقي اوباما الثلاثاء كلمة عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة تبث في مقر الخارجية الاميركية.
كذلك يتوقع ان يلقي الممثل الاميركي ليوناردو دي كابريو الحاضر في المؤتمر كلمة، خصوصا لكونه يملك مؤسسة للدفاع عن

البيئة.
وفي المحيطات الموجودة في العالم، بات هناك حوالى 500 "منطقة ميتة"، اي ان نقص الاكسيجين فيها الناجم عن التغير

المناخي يهدد الحياة تحت البحر بحسب جون كيري.
ولفت كيري ايضا الى ان ثلث محميات الاسماك تتعرض "للاستغلال المفرط" وان كل المحميات الباقية تقريبا "يتم اصطياد

الاسماك الموجودة فيها او انها شارفت على بلوغ مستواها الاقصى" للصيد.
وتابع كيري "لا يخطئن احد: حماية محيطاتنا مسألة حيوية للامن"، مؤكدا ان "المحيطات تمثل وسيلة للبقاء لـ12 % من سكان

العالم. ومن الضروري ايضا الحفاظ على البيئة التي نعيش فيها جميعنا".
كذلك فإن الامن الغذائي العالمي على المحك بحسب كيري الذي قال ان ثلاثة مليارات شخص "يعتمدون على الصيد كمصدر

اساسي للبروتينات".
وبحسب الخبراء، تدهورت سلامة المحيطات وانظمتها البيئية بشكل كبير جدا في العقود السبعة الماضية.
اليوم، 20 % من محميات الاسماك تشهد عمليات صيد غير قانونية، اي ما يوازي 26 مليون طن سنويا، ما يسرع في وتيرة

انقراض بعض الاجناس، على ما اظهرت بيانات مؤسسة "ذي بيو تشاريتابل تراست" البيئية الاميركية التي تحذر من الازدياد

الكبير لما يعرف بـ"المناطق الميتة".
وتحض مجموعة العلماء الولايات المتحدة على تشجيع دول اخرى على توقيع مشروع معاهدة دولية تعود الى العام 2009

برعاية منظمة الاغذية والزراعة في الامم المتحدة (فاو) وترمي الى منع السفن الضالعة في انشطة صيد غير قانونية من

استخدام الموانئ.
وأكد امير موناكو البير الثاني ان "هذه المسائل لا تقلق فقط بعض الناشطين بل تقلقنا جميعا".