القاهرة - مصر اليوم
شهد معرض "إبداع فناني دير المدينة بالأقصر.. 100 عام من الأبحاث والحفائر الفرنسية في دير المدينة 1917-2017" والمقام حاليا بالقاعة 44 بالمتحف المصري بالتحرير إقبالا من زائري المتحف من مختلف الجنسيات، والذي نظمته وزارة الآثار بالتعاون مع جامعة بول فاليري مونبلييه والمعهد العلمي الفرنسي للدراسات الشرقية ويستمر حتى 5 فبراير القادم.
وأوضحت كبير أمناء المتحف ناجية نجيب فانوس - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم /الأحد/ - أن المعرض انطلق يوم 21 ديسمبر الحالي ويضم حوالى 52 قطعة أثرية اكتشفت خلال الحفائر الفرنسية محفوظة بالمتحف المصري وكذلك وثائق من أرشيف المعهد (وهى يوميات التنقيب وصور نادرة)، ويرى الزوار مختارات من القطع الأثرية من دير المدينة المحفوظة عادة في المخازن بالإضافة إلى قطع أخرى عادة ما تكون معروضة في قاعات متفرقة.
وقالت إن من بين القطع المعروضة مجموعة من الآلات الموسيقية والتي تؤكد أن جميع الأدوات الموسيقية الموجودة حاليا أساسها وأصولها فرعونية صميمة حيث تعد الموسيقى الفرعونية واحدة من أهم الفنون التي ارتقت بالحضارة المصرية القديمة وأبهرت الأمم قديما وحتى الآن، موضحة أن أقدم مناظر للعزف كانت من الأسرة الرابعة "الدولة القديمة 2600 ق.م"، ثم ظهرت بوضوح في مناظر الدولة الوسطى.
وأضافت أن هناك مناظر ونقوش على المقابر والمعابد تظهر فرق موسيقية كاملة تصاحب مطربين وراقصين وراقصات تشهد حركة أجسامهم على تنوع وتيرة العزف بالحفلات والمآدب.
وأشارت إلى أن فكرة المايسترو، أو قائد الفرقة الموسيقية عرفها المصريون القدماء مبكرا، حيث كان لكل فرقة موسيقية قائد يتوسط المجموعة يكون عادة بدون آلة، وأحيانا يكون للفرقة قائدان، الأول لمتابعة العازفين وكان يعطي مجموعة من إشارات اليد والآخر وظيفته ضبط إيقاع العمل الموسيقي باستخدام التعبير باليدين أو فرقعة الأصابع أو الضرب على الركبتين أو كلاهما معا.
وأكدت أن الحضارة المصرية القديمة عرفت علاج الحالات النفسية بالموسيقى الهادئة مع تعاطي بعض الأعشاب المهدئة للأعصاب ، كما عرف الإغريق تأثير الموسيقى في طباع البشر واقتبسوه من مصر، ثم عرفته الهند باسم (راجا) والعرب باسم (المقام) أي الوحدة في البناء والشخصية لكل الألحان المنتمية لسلم معين، لافتة إلى أن الباحثين أكدوا أنّ آلة (القِرب) الأسكتلندية منقولة عن مصر، كما تأثر الإغريق بالحضارة المصرية ونقلوا علومها وفلسفتها وآدابها ، كذلك تأثروا بالموسيقى والآلات المصرية.
وعرضت أهم الألات الموسيقية في مصر الفرعونية، وفي مقدمتها "الهارب " ويعد من أبرز المناظر التي نراها على جدران المقابر حيث نجد بالضرورة عازف غالبا ما يكون أعمى واحيانا أحدى العازفات هي التي كانت تقوم بالعزف كما هو الحال في مقبرة مري رع الأول بتل العمارنة بالمنيا من الدولة الوسطى.
وأشارت إلى الناي والذي يعد من آلات النفخ التي انتشرت في أغلب العصور الفرعونية، وكان الناي يتراوح طوله ما بين 25 سم إلى نحو متر، لافتة إلى آلة "الصنوج" وعرفت منذ الأسرة الثامنة عشرة وظل استخدامها حتى الآن في الكنيسة القبطية التي بدورها احتفظت أيضا بنفس الألحان الفرعونية.
وأوضحت أن "السيستروم" كانت أداة تستخدم لإحداث أصوات رنين جميلة داخل المعابد في عبادة الألهة "حتحور" وهي عبارة عن أداة بها قطع معدنية بالداخل عند تحريكها تحدث أصوات رنانة، واعتبرها قدماء المصريين أداة مقدسة، مشيرة إلى أن القيثارة أو الكنارة من الآلات الوترية أيضا وكانت بها حوالي أربعة أوتار وظهورها كان في الدولة الوسطى ثم الدولة الحديثة والتي ظهر بها نوع أخر مطور له 18 وترا ويجبر العازف على الوقوف عند استخدامها.
ولفتت إلى أن قدماء المصريين عرفوا الرقص الإيقاعي حيث ظهر على بعض الجداريات صورة لامرأة تنحني إلى الخلف حتى وصلت يداها إلى الأرض، بينما راقصة أخرى تفعل نفس الحركة فوقها وثالثة تمد ذراعيها فوقهما، وفي بعض المقابر ظهرت رسوم تمثل نساء تلعبن بالكرات وراقصات تقف الواحدة منهن على ساق واحدة أو تقفز عاليًا في الهواء أو تمتطي واحدة منهن ظهر زميلتها وهو ما يسمى في العصر الحديث بـ (الأكروبات) .
وأضافت أن الموسيقى في مصر القديمة ارتبطت بالمسرحيات مثل مسرحية (خلق الكون) ومسرحية (التتويج) ومسرحية (حورس) التي كانت أكثر شعبية ويجري عرضها يوم 12 أمشير من كل عام في معبد إدفو بأسوان، ومسرحية (الآلام) التي كانت تمثل في مدينة أبيدوس لتخليد ذكرى وفاة أوزير، وتفاصيل البحث عن أعضائه التي جمعتها زوجته إيزيس (بردية الرامسيوم الدرامية).