الكويت - كونا
تعد الحرف اليدوية دليلا عمليا على المهارة والقدرة على التفنن والابتكار في صنع الأشياء المفيدة التي يحتاجها الانسان في مناح كثيرة من حياته كالسلال والبسط والأواني المنزلية والمجوهرات ونوافذ الزجاج المعشق والمعلقات الجدارية والمنحوتات الخشبية. واعتمد الإنسان ما قبل التاريخ على العمل اليدوي لتوفير ما يحتاج اليه من سبل العيش فيما ظل العمل اليدوي المصدر الوحيد لصنع الأشياء لآلاف السنين. ونظمت دولة الكويت على هامش أعمال القمة العربية العادية في دورتها ال 25 التي تستضيفها يوم غد وبعد غد معرضا للحرف اليدوية والتراثية التقليدية في مقر المركز الاعلامي في فندق (ماريوت كورت يارد). ويشارك في المعرض 15 دولة عربية وهي الأردن والامارات والبحرين وتونس والجزائر والسعودية والسودان وعمان وفلسطين وقطر ومصر والمغرب وموريتانيا واليمن وجيبوتي. وفي لقاء مع عدد من الحرفيين المشاركين في المعرض أوضح سامي ادريس والمشهور ب (عم ادريس) لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أنه يمثل دولة المغرب في المعرض وأنه من مدينة فاس ويعمل بحرفة طرق النحاس والفضة وصناعة "الدوم" وهي صناعة الخيام والسجاد وانه يمتهن هذه الحرفة منذ 45 سنة وأنه توارثها عن ابائه وأجداده. وأضاف أن معظم أعماله لا يستخدم فيها ايا من الالات وهذا ما يجعلها غالية الثمن نوعا ما لما تمثله من قيمة تراثية ذات معنى. فيما قال مصطفى دندوش من مدينة مراكش بالمغرب أنه يعمل بخراطة الخشب حيث يصنع منها علب الزينة وصواني التقديم وأشكال مختلفة من الألعاب كلعبة الشطرنج والدومنو بالاضافة إلى صناعة حلي النساء كالقلائد والأساور مشيرا الى أنه امتهن هذه الحرفة حبا فيها ولم تكن وراثة عن آبائه. وقال سيدي محمد طالب من مدينة الحوض الغربي من موريتانيا أنه يعمل حاليا بالتجارة ويمتهن حرفة الطرق على الخشب بالألمونيوم والبرونز لتصنيع الموائد والصناديق الخشبية بجميع أحجامها والتي كانت تستخدم في الماضي لحفظ الحلي أو كخزانة للملابس مضيفا أنه يصنع يدويا سجاجيد الصلاة من فرو وجلد الخراف. وانفردت نورية أحمد جسار من اليمن بطريقة التعريف عن نفسها بقولها أنها مدربة في الأشغال اليدوية بالاضافة الى تصميم الأزياء وأنها تعمل في وزارة الثقافة كمسؤولة للعلاقات العامة. واوضحت أنها تعمل بالتدريب على صناعة الاكسسوارات الفضية والتطريز على الحرير بالذهب بالاضافة الى نسج السجاد اليدوي وصناعة العقيق من الأحجار التي يتم احضارها من الجبل وتنفيذ مجسمات من الجص لأشكال مبان تراثية ومشهورة في اليمن. وبينت أن لديها مركز تدريب مجانيا يمول نفسه بنفسه عن طريق تدريب الفتيات على صناعة هذه الحرف على ان يتم مناصفة الدخل بين المركز والمتدربة. وتحدث كامل غضبان القلاف من دولة الكويت عن مهنة تصنيف السفن القديمة والمعروفة وان مهنته معروفة بصطلح (القلافة) في اللهجة الكويتية بالاضافة الى تصنيع صناديق (المبيت) والمخصصة لحفظ الممتلكات الشخصية أو الملابس ومجسمات باستخدام الطين لمباني مشهورة في الكويت. وأشار إلى أنه يمتلك محلا لبيع ما يصنعه في (يوم البحار) وأنه يستخدم أنواعا مختلفة من الخشب في صناعة السفن كخشب الصاج الذي يصنف من الدرجة الأولى من حيث الجودة بالاضافة الى خشب البوص وخشب الهمبة وأنواع أخرى. وعن المدة التي قد يقضيها للانتهاء من عمل سفينة (السمبوك) بحجم 60 سم أوضح أنه قد يستغرق 15 يوما للانتهاء منها. ومن حرفيي دولة الكويت أيضا قال يوسف القلاف أن حرفته هي صناعة المسابيح وشكها بأنواع مختلفة من الخيوط ذات الألوان الجميلة وأنه يعمل بهذة الحرفة منذ أن كان عمره 14 عاما موضحا أنه عشق المهنة وزاولها ولم يرثها عن آبائه . وأوضح أنه يستخدم أنواعا مختلفة من الخرز في صناعة المسابيح مشيرا الى ان أغلى نوع هو الكهرب الألماني ويأتي بعده البولندي والأوكراني والروسي. وذكرت أم تركي المشهورة في الكويت بصناعة السدو بأنواعه وأحجامه المختلفة أنها تعمل بهذه الحرفة منذ أن كان عمرها 15 عاما وأنها ذات شهرة وصيت مرتفع في الكويت وتطلب في العديد من الورش والدورات على مدار العام. وذكرت فاطمة الحمادي من دولة البحرين أنها فنانة تشكيلية تقوم برسم شخصيات كرتونية معروفة أو مشهورة ومن ثم طباعتها على الملابس بجميع أنواعها ثم تقوم ببيعها مستطردة أن لديها محلا لبيع منتجاتها والتي جميعها تتميز بأنها منتجات يدوية الصنع ذات صبغة حديثة بلمسات من التراث القديم. ومن دولة الامارات العربية المتحدة أوضح محمد الشحي وهو مصور فوتغرافي ومصمم مجسمات أن هوايته وحرفته تقوم بالتقاط الصور ثم وضع اضافات الطبيعة المجسمة لآثار اماراتية. وقد دشن النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح الخميس الماضي فعاليات القمة العربية ال25 المقرر أن تستضيفها البلاد غدا بافتتاح المركز الإعلامي الخاص بالقمة والذي تضمن معرض الحرفيين العرب.