القاهرة - مصر اليوم
اننا في «طيش الاحتمالات» للروائية المبدعة الهادئة زهرة الظاهري إزاء مجتمع تقضه المتناقضات ، مجتمع العجيب والغريب مجتمع الخير والشر ، القذارة الفكرية والسطحية والطهر مجتمع يشدك اليه المدهش فيه فتعشقه لكن سرعان ما تنتابك حالة من الغثيان وتنفره عندما تصطدم بواقع مر مرارة العلقم.
في هذا المناخ الذي يختلط فيه الحلال والحرام تدعونا زهرة الظاهري بأسلوب ممتع شيق الى تقفي خطى مريم وعلياء وزاهر ومريد والجدة وغيرهم كثير.. تقتفي خطاهم على درب مجتمع بما فيه من متناقضات الى حد الياس منه مجتمعا لا يرجى صلاحه ولا ينتظر منه خيرا...
لم يقف الامر عند ملامسة كل هذه التناقضات عند زهرة الظاهري ، بل أعلنت التمرد على الصيغ المتعارف عليها في كتابة النصوص الروائية الإبداعية ،تمرد اراه مقصودا منها حتى تشد اليها المتلقي وتجعل منه شريكا في الاحداث التي تبعث على الحيرة وتطرح الأسئلة هنا وهناك دون قيود..
اقرأ أيضًا:
عبدالرحمن دياب يستعد لمعرض الكتاب برواية جديد
لقد اختارت وامتطت زهرة الظاهري في « طيش الاحتمالات» –وهي تسرد الواقع الأليم لمريم بدرجة أولى وعلاقتها بمحيطها – زورق المراوحة بين الماضي والحاضر ،المراوحة بين وقائع واحداث جرت، واخرى قادمة لا ندري كنهها ولا تفاصيلها الدقيقة ،ان هذه المراوحة ارادتها زهرة الظاهري عن قصد لأجل تشريك المتلقي والقارئ لهذا المتن الإبداعي الممتع والمثير في الكتابة والتحليل والاستنتاج كل وفق مداركه المعرفية ووعيه بالوجود
«طيش الاحتمالات « تبشر بعطاء ابداعي غزير لمبدعة متمردة على الواقع المعيش، وهي التي نهلت من معين الحياة بحلوها ومرها ...» طيش الاحتمالات» كتابة متمردة وتوصيف لمجتمع تنخره الخيانة ومرارة فقدان الحب الصادق الذي ينتصر لكل جميل في الوجود بعيدا عن الحسابات الضيقة والمصلحة الانية والجحود والانانية
« طيش الاحتمالات» مراة عاكسة لواقع نعيشه لكن لا نملك القدرة على البوح به ، بل ترانا نخفف من وطاته حتى لا نغرق فيه دون نجاة منه..
« طيش الاحتمالات» صدرت عن دار زخارف في 118 صفحة من القطع المتوسط وهي هي ثاني متن ابداعي بعد رواية « المنعطف» وزهرة الظاهري المعلمة بإحدى المدارس الابتدائية بسيدي بوزيد هي طاقة إبداعية تؤثث مسيرتها في علم الرواية بكل هدوء وثقة بالقادم الذي سيكون حتما أفضل بالنسبة لها
وقد يهمك أيضًا: