القاهرة - مصر اليوم
صدرت حديثا عن دار روافد المجموعة القصصية الأولى للكاتب إسلام عبدالغني، وتعرض المجموعة نماذج إنسانية أشبه بالظلال التي لا يسترعى وجودها ولا حيواتها انتباه أحد إلا في لحظات بعينها، وغالبا ما تكون هذه اللحظات من صنع القدر ولا إرادة لأحد من أصحابها في حدوثها. من قصص الحب المثيرة للعجب، مرورا بمن زالت عنه سلطته فراح يحارب أشباح الماضي، ووصولا إلى مطامح ورغبات تثير شدة بساطتها الضحك وربما الاستغراب.
الكاتب إسلام عبد الغني درس الأدب الإنجليزي، وشارك في عدد من ورش الكتابة، أهمها ورشة معهد جوته بالقاهرة للقصة القصيرة 2018، بقصتي "الغريبة" و"اللوكشة وصالح"، ويعمل الآن كمترجم بإحدى شركات الترجمة والنشر.
من قصة "اللوكشة وصالح":
وكان مشهدًا مهيبًا يا أبا الحاج، لولا ظروف غربتك عن البلد، لكنت حضرت هذه الجنازة العجيبة.
صالح يحمل جسد اللوكشة بين يديه العملاقتين كأنما والد يحمل طفلته، ومن ورائه يسير أهل القرية، الرجال صامتون، واﻷطفال من يعي منهم يبكي، ومن لا يعي يدير عينيه في استغراب، فيما النساء في الخلف يبكين، وبعضهن ينُحن على استحياء، وصالح وسط هذا يبدو بعد بكائه جامدًا، مسرع الخطى، لا يلتفت ولا يتكلم.
ووري جسد اللوكشة الثرى، وتربع صالح وجلس خلف القبر، عزاه بعض الناس فما رد على أحد، فانصرفوا وتركوه.
مرت ساعات، وفي الليل عُدت لألقي عليه نظرة، فوجدته -ولم أتعجب أبدًا- قد افترش اﻷرض أمام قبرها ونام.
قد يهمك أيضا :