الكويت ـ كونا
رسم باحثون لوحة لتسلسل الحضارات التي مرت على الكويت استنادا الى الاكتشافات المتواصلة في انحاء مختلفة في البلاد لاثار تاريخية تعود لحقب زمنية مختلفة.
وقدم الباحثون الليلة محاضرات عدة حول الاثار والمتاحف بمسرح متحف الكويت الوطني في ندوة اقامها المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب ضمن فعاليات مهرجان (صيفي ثقافي 9).
وكشف رئيس قسم المسح والتنقيب في ادارة الاثار والمتاحف بالمجلس الوطني للثقافة والفنون الاداب الدكتور حامد المطيري في بحثه الذي حمل عنوان (نتائج التنقيب في قرية القرنية بجزيرة فيلكا) ان قرية (القرنية) من اهم القرى الاسلامية بجزيرة فيلكا نظرا لكبر حجم الاستيطان فيها واحتوائها على سجل اثري متكامل يحكي تاريخ الجزيرة في العصر الاسلامي المتأخر.
واضاف المطيري ان (القرنية) تقع في منتصف الساحل الشمالي لجزيرة فيلكا وان اول تنقيب جري في هذا الموقع كان في عام 1957 حيث قام المكتشف البريطاني جيفري بيبي بمسح كامل واجرى تنقيبا لاحد ابراجها.
وذكر انه تم اجراء اول مسح منظم وموثق للموقع بين عامي 1975 و1976 على يد البعثة الكويتية الايطالية حيث زودت الباحثين بمعلومات وافية عن حجم النشاط الاقتصادي الذي كان يمارسه سكان قرية (القرنية) من صيد وزراعة.
واشار الى انه جرى التنقيب على عدد من الاثار مثل (الغليون العثماني) الذي يرجع الى الحكم العثماني ووجد بكثرة في هذه المنطقة و(الحلي الهندية) مثل الاساور و(البورسلان الصيني) و(جرات اسلامية).
وفي محاضرة اخرى قدمها مدير ادارة الاثار والمتاحف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب الدكتور سلطان الدويش بعنوان (الكتابات القديمة في دولة الكويت) اكد اهمية الكتابات باعتبارها اهم مظاهر الحضارة الانسانية العريقة والتي تقدم تعريفا بمقوماتها الاساسية.
وذكر الدويش ان اعمال الاستكشاف الاثري على ارض الكويت لاسيما جزيرة فيلكا كشفت عن مجموعة من الكتابات القديمة التي تعود الى حضارات مختلفة بدءا من الالف الثالث قبل الميلاد الى الالف الاول قبل الميلاد.
واوضح ان الاستكشافات تضم كتابات مسمارية وارامية والكتابة العربية القديمة المعرفة ب(المسند) والكتابات الاغريقية ووجدث اثارها على اشكال اختام ذات صور واسماء لاشخاص وكتابات على الواح طينية ونقوش على عملات لتلك الحضارات والتي تعتبر احد اهم الدلالات عن الماضي وتظهر مشاهد من الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية للمجتمعات البشرية.
وبين ان هذه الاكتشافات تركزت في مواقع اثرية مهمة مثل جزيرة فيلكا وجزيرة عكاز وجبل وارة ومرتفعات الخيران واظهرت الصلات الحضارية التي تربط بين سكان الكويت القدماء بجيرانهم.
وبدوره استعرض الامين العام المساعد لقطاع الاثار والمتاحف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب شهاب الشهاب بمحاضرته (تلال المدافن من خلال الشواهد التاريخية) ارتباط المدافن المكتشفة على ارض الكويت بتاريخ حضارة الكويت.
واستند الشهاب الى ما اشار اليه الكتاب والمؤرخون في كتاباتهم عن العديد من المدافن الموجودة بالكويت ومنهم لوريمار وجيفري بيبي وعبدالعزيز الرشيد.
وقال ان الاكتشافات الاثرية التي قام بها فريق التنقيب والمسح الاثري الكويتي عام 1999 لمنطقة الصبية تظهر العديد من تلال المدافن المختلفة الاحجام والاشكال.