الكويت ـ ا ش ا
بدأت في الكويت امس الأحد، فعاليات مؤتمر (الآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي)؛ لبحث سبل الحفاظ على الهوية العربية، وحماية تراث المنطقة من الأخطار والتهديدات.
يناقش المؤتمر - الذي يعقد على مدى يومين بمكتبة الكويت الوطنية - سبل حماية الآثار والتراث الحضاري، في ظل اتساع بؤرة النزاعات في المنطقة العربية، وما ينتج عنها من انفلاتات أمنية، تفتح مجالا واسعا لتهريب الآثار والممتلكات الثقافية والفنية بهدف الإتجار فيها.
كما تناقش جلسات المؤتمر، ما تتعرض له المعالم والمواقع الأثرية والمنشآت المتحفية وغيرها من أعمال تخريب كبرى، تستدعي ضرورة استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة للحفاظ عليها والتعريف بها والتوعية بأهميتها، كرمز للهوية ورافد رئيسي للتنمية.
يمثل المؤتمر فرصة متجددة للقاء المثقفين والأثريين والمتخصصين في مختلف مجالات المحافظة على التراث؛ لتبادل الخبرات والتجارب، بهدف دعم التعاون العربي، وضمان الانفتاح على أحدث التكنولوجيات المستخدمة في العالم للمحافظة على الموروث الثقافي وتعزيز المهارات وبناء القدرات العربية.
ومن جانبه، قال مدير إدارة الآثار والمتاحف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي رئيس اجتماع المكتب الدائم لمؤتمر الآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي الدكتور سلطان الدويش - في تصريح على هامش الافتتاح - إن الاجتماع سيناقش توصيات الدورة الـ 22 من مؤتمر الآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي، والذي عقد بالكويت في نوفمبر 2016، فضلا عن إعداد مشروع جدول الأعمال للدورة ال23 للمؤتمر المزمع عقدها في الأردن خلال أبريل المقبل، تحت عنوان (التقنيات الحديثة في برامج ومشاريع التعريف بالممتلكات الثقافية في الوطن العربي والتوعية بضرورة الحفاظ عليها).
وأضاف أن المكتب الدائم لمؤتمر الآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي لديه نقاط رئيسية على جدول اهتماماته، أبرزها الاهتمام بالنشء وتعريفه بالتراث في الوطن العربي، وأهمية الحفاظ عليه؛ حيث يجب تعريفه بالتراث في بداية حياته عبر التعليم والمناهج الدراسية.
وأشاد بجهود المشاركين في الاجتماع لتطوير البرامج والمشروعات الخاصة بالتراث الحضاري في الوطن العربي، معربا عن أمله بأن تتكلل أعمال المؤتمر المقبل بالنجاح، وأن تصل إلى حلول فعلية سريعة للحفاظ على الآثار والتاريخ الأثري والتراث للوطن العربي.
وبدورها، قالت مدير إدارة الثقافة بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) الدكتورة حياة القرمازي، إن الكويت تستضيف الاجتماع الحالي للمكتب، كونها رئيس الدورة الـ 22 من مؤتمر الآثار والتراث، موضحة أن المكتب يتكون عادة من ست دول، بينها مصر، موريتانيا، والأردن، وأنه مكلف إجرائيا بمتابعة تنفيذ توصيات الدورة السابقة من المؤتمر، إلى جانب تحديد برنامج الدورة التالية.
وشددت على أهمية الحفاظ على الإرث التراثي العربي، وجعله يسهم في الوئام الاجتماعي، ومحركا للتنمية الاقتصادية المستدامة؛ لتستفيد منه الدول، خاصة الجماعات المحلية، المالكة الحقيقية للتراث والضامنة الوحيدة على استمراريته وتمريره من جيل إلى جيل